الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرفات ومؤتمر ودبس

قاسم محمد مجيد الساعدي
(Qassim M.mjeed Alsaady)

2009 / 7 / 18
كتابات ساخرة


ليعذرني القارئ الكريم من غرابة عنوان مقالتي سيما وانه يتناول رمزا عربيا كبيرا لكن ماأكتبه هو جزء من حقيقة عشت فصولها واصبحت ذكرى اعتز بها واقلب صفحاتها بمرارة فحين أتيحت لنا ألفرصه للتعبير عن إيماننا بقضيتنا القومية كنا مثل النجوم الطائرة في سماوات الله الفسيحة فقد كانت عيوننا تأكل المسافات كي تصل إلى حسناء العواصم العربية بيروت التي حولتها أحقاد السياسيين وإطماعهم إلى مدينه خربة وكئيبة تتناسل فيها الإحزان والكوارث .. كان ذهني غير قادر على أستيعاب أسئلة تتلاحق وفيها علامات استفهام حول ما يجري وما سوف يأتي !! لان مصيبتنا إن وعينا بمشاغل الوطن مترسب فينا منغمس في مضامين الثورة وشعاراتها في الحرية إلى حد الالتصاق فمنذ وصولنا ونحن في قلب الإحداث المتسارعة بجنون مخيف ننتقل من مناطق الشياح وعين الرمانة التي منها انطلقت شرارة الحرب اللبنانية إلى القتال في منطقة الفنادق وعين المريسه وعين عنوب في الجبل كنا نزج في أكثر المناطق سخونة وأشدها ضراوة حماستنا واندفاعنا العالي ولأننا نعيش قضيتنا بوجداننا رفضنا إن نعيش وضعا تفاضليا خاصا" لكن الغريب انه يفتح لنا خزائن متناقضات وإشكاليات العمل الفدائي على مصراعيه واكتشافنا المحزن زيف شعارات كانت مرفوعة لخدمة لصوص ركبوا الموجة وادعوا الالتزام بقضايا الوطن فكأن لا معنى حقيقيا ونزيها للنضال والفداء فكنا نتساءل هل النضال يبرر ان تسرق منطقة الأسواق التجارية لأنك تريد إن تمول حركتك وتدفع (مصاري) مقاتليك او فصائل مسلحة عبارة عن دكاكين لايتجاوز عدد مقاتليها ألعشرات تدفع لها دول ملايين الدولارات ترفع بندقيتها نحو فصائل المقاومة الأخرى تحت يافطة قوى الرفض !! لقد أصابنا السأم فالحرب لم تكن سوى إعلان عن خصومات سياسية وتحالفات أمراء الحروب يدفع الشعبان الفلسطيني واللبناني فاتوراتها وكأننا نسير على مايقوله الشاعر(وكلما ندثر الفضيحة بالقميص تتهدل الياقة من الخجل)(1) بعد شهور تولينا حماية طريق بري إستراتيجي يشرف على مطار بيروت ويربط طريق بيروت –دمشق في أحد الأيام كان موكب الرئيس ياسر عرفات يمر من حاجزنا لحضور مؤتمر شعبي وعندما سمع باللهجة العراقية المرحبة به ترجل من سيارته للسلام علينا كان ودودا ورقيقا تحمل من بعضنا أسئلة محرجه وخرقاء خطب فينا خطابا حماسيا ختمه بالهتاف (ثوره ثورة حتى النصر ) وبعد عودته من المؤتمر توقفت إحدى سيارات الموكب ليقوم أحد إفراد حمايته بإنزال أربعة صفائح من الدبس هدية منه ..ومرت الأيام مثل عربة خشبية هرمة.. تحملنا ببط منكسرين وتوقف القتال لننسحب إلى ضواحي بيروت الغربية في مدن أنكرتنا ووقفنا بين ازقتها غرباءفيما المطر يتساقط كالنحيب... فاختبأنا وكنا أكثر من عشرة مقاتلين في بيت أحد الفتحاويين أبو مجاهد أغلق باب الدار علينا وجاءنا في اليوم التالي مبتسما وقد هدنا الجوع والقلق ممااثارنا فقلت له لوندري إننا نجوع هكذا لجئنا بدبس الرئيس أبو عمار معنا فصرخ كالمجنون (قائدنا شو بيعمل بالدبس شو هل حكي زعيمنا بياع دبس) لم نستطع في خضم هيجانه أن نشرح له الأمر خرج وجاء بنسوة ورجال فلسطينيين بسطاء قال اسمعوا الشباب شو بيحكوا عن أبو عمار أجلستهم وشرحت الزيارة والمؤتمر والدبس فخرجوا وانأ اجزم أنهم غير مصدقين .
(1)من قصيدة إغراءات للشاعر ماجد البلداوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو