الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على اعتاب مؤتمر حركة فتح

جورج حزبون

2009 / 7 / 19
القضية الفلسطينية



ظل انعقاد مؤتمر حركة فتح مطلبا تنظيميا ووطنيا ثم إقليميا وأخيرا رغبة لحركات التحرر العالمي، ولكن لهذه الجهات مفاهيمها، فأبناء الحركة وجدوا إداريا إن المؤتمر استحقاق، كما وانه إنصاف لما بين تدافع الأجيال، وهو مخرج من انفلاش غير مسبوق،ووطنيا كانت كافة الحركات الوطنية ومعها المستنيرين من الشعب الفلسطيني تجد في عقد مؤتمر حركة فتح فرصة هامة لنناقش هذه الحركة (العلمانية ) المرحلة الماضية وتنسق إيقاعاتها، وتصيغ برنامجها المستخلص من تجربة نضالية طويلة، تشمل تجربة السلطة، وتؤسس لمرحلة نضالية جديدة، تلفظ أخطاء التجربة، وتؤثر على مجمل الحركة الوطنية.
ولاشك فان الواقع الإقليمي سواء عربيا أو كشرق أوسط تجرا الكثيرون فيها على القرار الوطني الفلسطيني، وسانده البعض الأخر،قد أصبح محتاجا إلى قرار ديمقراطي وطني،يضع محددات الصورة، ويؤسس لمرحلة جديدة في سفر النضال الفلسطيني، وتحسم المواقف والاجتهادات والتداخلات، وهو ما تحتاجه حركة التحرر العالمي لتواصل دورها المساند لنضال الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه ودحر الاحتلال، وان لا تقع في دائرة المؤثرات والتشكك مما يضعف دورها ويشتت قدراتها.
أذن فان المؤتمر ليس فقط لقاءا لأبناء حركة فتح يصوبون فيها وضعهم الداخلي، ويضعون قراءة واحدة لبيانهم السياسي، وينشئون تنظيما هرميا تستعيد فيه الحركة عافيتها وفعاليتها وتشجع على بناء حركة وطنية تمثلها م. ت. ف. وتضم كافة الفصائل الملتقية على برنامج الحد الأدنى الواضح والواقعي، بل إن المؤتمر محطة في سفر النضال الفلسطيني، وهو ما يحمل أعضاء المؤتمر مسؤولية اكبر بكثير مما يعتقد البعض منهم، حيث التسابق على الحضور تحت مسميات مختلفة ومع الأسف منها (الكوتة) أو ما شابه دون الالتفات للمهمة التي هي أصل الموضوع، وان الحضور مطالب بتقديم إجابات وتحمل مسؤوليات ورسم سياسات، وعلى هذا تستوجب المسؤولية أن يكون الاختيار دقيقا فالعضوية تكليف للمندوب ومن لا زال يعتقد انه يسجل بالحضور كسبا شخصيا يؤهله لمنصب أو ما شابه، فانه ابتداء لم يستطع فهم أمر المؤتمر وما له وما عليه، بل إن هذا النهج الذي ساد منذ إنشاء السلطة وحول عضوية فتح إلى ميزة وظيفية أو كسبية يجب إنهائه، وان إحدى مهام المؤتمر إلغاء هذا النهج الفاسد واللا مسئول،وقد الحق ضررا بالحركة الوطنية وجهود النضال لإنهاء الاحتلال سنوات طويلة.
كذلك الضجة الإعلامية والتي تثير زوابع على تخوم عقد المؤتمر،إذ يفهم من يديرها إن نجاح المؤتمر سينهي إلى حد كبير فرص التدخلات الإقليمية ومن في حسابها، وكنت اعتقد أن تصريحات أبو اللطف ليست جديدة، وهو في النهاية صراع في العائلة، ويمكن عرضه أمام المؤتمر الذي هو أعلى هرم وليقرر ما هو مناسب، لكنها مؤشر على أن الساحة الوطنية الفلسطينية مطلوب لها عدم الاستقرار، تماما على طريقة ما كان جاريا فلسطينيا قبل 1982وفي عمان قبل 1970!!؟؟ ومع ضرورة النظر إلى الأمام،فعلى المؤتمر أن يسدد ما تراكم عليه من ضرائب سياسية وتنظيمية، وأن يجيب على أسئلة طالت وكثرت، هل فتح حزب السلطة؟ وكيف سيتم التعامل لاحقا؟ وما هي الفواصل بين عضوية الحركة وكفاءة المنصب؟ هذه وكثير سواها يجب الإجابة عنه بوضوح لتكون رسالة لإعلان محاربة الفساد بقرار واضح، ثم ما هو الموقف السياسي من المشاريع المطروحة؟ خاصة وإنه في ظل ظروف فتح الخاصة، والحالة الفلسطينية العامة سيكون للصوت الأعلى فرصة اكبر لكنها ستحرم شعبنا من رسم سياسة واقعية لمستقبله القريب والمباشر، ولعل الداعين لإثارة زوابع على محيط المؤتمر يرغبون في ذلك، ثم ماذا عن أشكال النضال وبرامجه؟ والحوار الوطني وقواعده وحدوده والتزاماته؟ وماذا عن الانتخابات؟وأين تقف قرارات فتح من قرارات السلطة؟ وهو أمر في غاية الضرورة والأهمية.
ومع المهتمين بنجاح المؤتمر نتمنى أن يدرك أعضائه ما هم قائمون عليه من أمر، لأن في تقديري الخطوة الأولى لدى فتح هي محاربة (الشخصنة) يمثلها هذا التدافع للحضور لمجرد الحضور باعتبار إن النهج القائم سيستمر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسعى إلى إنشاء -منطقة ميتة- في جنوب لبنان


.. دعم واسع لكييف باتفاقية مع الاتحاد الأوروبي




.. سلاح الجو الإسرائيلي يجري تدريبات على مهاجمة أهداف بعيدة


.. خليل العناني: هذه أول مناظرة بين رئيس أمريكي حالي ورئيس سابق




.. ملفات داخلية وخارجية تواجه بايدن وترمب تعقد إقناع الناخب الأ