الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام وثقافة العنف اللفظي وتأثيره

سامي فودة

2009 / 7 / 19
الصحافة والاعلام


إن ثقافة العنف اللفظي هي ثقافة إعلامية رخيصة ممنهجة, الهدف منها ومن مروجيها بالدرجة الأولى هو الإساءة بحد ذاته للقضاء على سمعة وكرامة من يختلف أو لا يختلف معه أو معهم لمجرد الاختلاف في وجهات النظر أو لمجرد استعرض لسانه السليط الرجس الملوث بالقذرات وتسليط الأضواء عليه فتجد الفضائيات الإعلامية الهابطة الرذيئة في مستواها المهني التربة الخصبة للمتساقطين وطنيا والفاسدين أخلاقيا في ترويج هذه المعلومات المفبركة مقابل حفنة من الأموال ليبيعوا أنفسهم وذممهم وشرفهم ووطنهم لأسيادهم في عواصم البارات وتناول الخمور بطاسات كؤوس جماجم أطفال أبناء شعبهم ..فالإعلام وما يتبعه من ثقافة العنف اللفظي هو أعلى درجات الوساخة والرذيلة في نشر بذور الفتنة والكراهية والحقد والتخوين والتشويه والتحقير والتكفير والتقليل والتبخيس والتفرقة والقدح والتقزيم والانقسام وتمزيق نسيج المجتمع وإرساء مفاهيم الكراهية. والتحريض ضد الآخر بل ويرفضه وينكر وجوده . علما فما أسهل استخدام مصطلحات وقوالب لغوية جاهزة عند المأجورين الضالين الفاسقين الفاسدين ضد الناس الأبرياء والإساءة لهم وتشويه سمعتهم بهتاناً وزوراً سواء كانوا من المنتمين إلى ديانة أخرى أو لفكر آخر.وهذا الأسلوب ليس بغريب عن ممارسيه فكلما تطاولوا الأقزام الأنذال على أسيادهم من الناس الأبرياء الشرفاء كلما كشف اللثام عن وجوههم البشع أكثر للناس المخدوعين بهم الفارغين من أي مضمون نضالي أو وطني أو ديني ؟؟؟! اتجاه القضية الفلسطينية فقد سجلت هذه الأحزاب وهذه الشخصيات الدمية الرخيصة لنفسها ولأمتنا نكسات في مجالات عديدة لا حصر لها والقارئ هو السيد المطلع على ذلك ؟؟فعند الحديث عن سياسية الإعلام الحزبي وثقافة العنف اللفظي في فلسطين أو في العالم العربي ، فإننا نجد وبشكل عام انه هذه الأحزاب والشخصيات كانت تتعامل بروح التسامح فيما يتعلق بين الأقليات الدينية إلا أنها لم تتعامل بأسلوب التسامح والعفو عند المقدرة وخاصة في قضايا الاختلاف السياسي والفكري في فلسطين بين الأحزاب السياسية فقد تمتعت هذه الأحزاب بنظرة أحادية الجانب وبكل وضوح لا لبس فيه كان الإعلام الحزبي أو التنظيمي مكرس في عمله بترويج وجهة نظر الحزب السياسي التي كانت تنطق بوسائل الإعلام المسموعة أو المرئية أو المقروءة بلسان حالها ..فقد اتسم الخطاب السياسي والإعلامي عند بعض الأحزاب الفلسطينية المتشددة والمعارضة والشخصيات الراديكالية صاحبة المزاج المتقلب بعدم التسامح وكانت النبرة العدائية الحادة جدا هي السائدة والتي لا وصف لها بدرجة الامتياز في تجاوزها كل حدود اللياقة الأدبية و الأخلاق والوطنية والدينية ضد الآخرين وبتوجيه نقد قاصي ولاذع إلى أبناء الثورة الفلسطينية ورموزها بقصد الإساءة لهم. .ولا يشوب هذا الأمر من الإعلام الحزبي أو غيره ما يعيبه ولكن إذا التزم هذا الإعلام الحزبي بمبادئ الشرعية الدولية والخاصة بحقوق الإنسان، فلا يوجد عاقل بمقدوره أن يشكك فيه أحقية كل تنظيم أو حزب من هذه الفصائل الفلسطينية في حق التعبير عن رأيها في أي قضية أو إيديولوجية ولكن لا يحق لها حق التحقير في آراء الآخرين ومعتقداتهم أو تكوينهم الشخصي .ولكن وللأسف الشديد فإن الأمر لا يتعدى ذلك في طرح وجهات النظر الخلافية فيما بينهم من خلال مواقعهم الصفراء ومنابرهم فقد وصل بهم الأمر إلى درجة الإسفاف بأعراض وشرف عائلات وأرواح وممتلكات الناس . فقد بذلت العديد من فصائل العمل الوطني كافة بالوقوف جنبا إلى جنب في توحيد بعض هذه الفصائل المريضة مع الفصائل الأخرى ضمن إطار البيت الفلسطيني وفي خندق واحد وذلك لمقارعة الاحتلال وتشكيل اطر تنسيق تجمع بينها إلا أن هذه الجهود تكللت بالفشل أكثر من مرة ولم يثنِ الإعلام الحزبي المسخ عن الكف والمس بمشاعر الآخرين .وغالبا ما نجد عند هذه الأحزاب السياسية الفلسطينية تذبذباً في مواقفها كمواقف أشباه الرجال في مواقفها أيضاً بهذا المجال. وأحياناً تلجأ هذه الأحزاب السياسية المريضة إعلامياً سوى الصغيرة الانتهازية في مواقفها والرخيصة في سلعتها و الكبيرة أو الأشخاص الساقطة الرخيصة لتسويق نفسها إعلاميا عبر الفضائيات النتنة أو منتديات الانترنت والتي تجد من يبث لها سمومها وحقدها اتجاه الأخر.. باستخدام سياسة ثقافة العنف اللفظي فيما بينها لفض الخلافات، فقد طغى هذه الإعلام إعلام ثقافة العنف اللفظي واستفحل بين الأحزاب ومازالت هذه السياسة متبعة إلى يومنا هذا من قبل ممارسيها رغم مرور سنين عليها . حيث كان العنف اللفظي في مؤشره ما بين الهبوط والصعود تبعاً للعلاقات بين تلك الأحزاب أو تبعا للحالة السياسية التي تفرض في مجتمعنا .من قبل ممارسيها فهذه الثقافة لا تبشر أولاً بالخير لأبناء شعبنا لأنها مجبولة بسموم الأعداء وتعد علامة سوداء في علاقتنا الاجتماعية ولا تمت هذه الثقافة من الإعلام لأخلاقنا وديننا ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا بأي صلة ولم نعتاد على مثل هذه الثقافة إطلاقا من قبل .لهذا نرجوا من الله أن يحفظ أبناء شعبنا منها ومن مروجيها وأن يعم التسامح والمحبة والأخوة بيننا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حريق بمبنى سكني قيد الإنشاء في أربيل بكردستان العراق


.. كيف يعمل وزير المالية الإسرائيلي المتطرف على تغير الواقع الج




.. الجولة الأعنف بين حزب الله و إسرائيل.. هل يتحول التصعيد المس


.. الإعلام الإسرائيلي يسلط الضوء على التصعيد مع حزب الله شمالا




.. الأمين العام للنيتو: هناك اتفاق واسع ضمن أعضاء الحلف لتقديم