الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لأنك صدقت أسطورة عدلهم

هويدا صالح

2009 / 7 / 19
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة



فقط لأنك أردت أن تسعدي طفلك الصغير ، أن تهدهديه على أرجوحة السعادة ، فقط لأن طفلك رأي بقية الأطفال تعلو ضحكاتهم ، رأي الأجساد الصغيرة تطاير في الهواء ، وتزداد صخبا . قال لك أريد أن ألعب مثلهم يا أمُ ، توهجت السعاد في عيونك وأنت تحملين صغيرك وتتجهين صوب ب ضحكات الأطفال المرحة والمجلجلة . ما الذي أوقف خطواتك ؟ ما الذي غيّم ابتسامتك ، خطواتك ترتعش حين رأيت عيون الرجل الوقاف هناك ، عيونه الحاقدة تُصوّب نحوك . قلبك يهجس بالخوف من نظرات الحقد ، ولكن يديك تمتدان رغم الخوف لتضع الطفل على الأرجوحة ، صوته الغاضب يعلو على صوت ضحكات الأطفال ، إسلامية ، إرهابية ، انصرفي أيتها الكافرة . سبك وسب دينك ، أهانك أمام طفلك . لم تستطيعي أن تصرخي : " وامعتصماه " فليس هناك معتصم جديد سيحرك الجيوش من أجلك ، فدفعتك مساحة الوعي في عقلك ألا تسكتي عن الإهانة ، وألا تردي على العنف بالعنف . توسمت فيمن يدّعون الحرية و العدالة ، بعض الإنسانية ، فتوجهت، وأنت واهمة تماما إلى القضاء ، توجهت لتقولي لهم أنا لست إرهابية يا ناس ، يا ناس حزنا يحزن من يتهمني بالارهاب . حزنا يحزن من يقول أنني إرهابية . أنا فقط أعبر عن انتمائي لديني . انتمائي لهويتي الثقافية . ما الذي يضيركم في غطاء أضعه على جسدي ليحفظ حشمتي في مجتمع تضيع فيه الحرمات . لم يمهلوك يا جميلتي أن تثبتي لابنك الصغير أنك قوية، ولن تفرطي في حقك ، يده الآثمة تواصل اغتيال روحك ، لم تمهلك يا صغيرتي ، فقط اغتالتك ، اغتالت جسدك وروحك . اغتالتك في قلعة العدالة ، وتحت سمع وبصر القضاء ورجال الأمن .. ترى ما الذي فكرت فيه أيتها الجميلة، ودماؤك تتفجر ساخنة وتغطي قاعة المحكمة ، هل شممت رائحة يود بحر إسكندرية وأنفاسك تخرج ضعيفة وواهنة قبل أن تسكت تماما ؟ هل تذكرت ترابها الزعفران يا ابنة الاغتراب والقهر ؟ هل تلوت أدعيتك ورددت شهادة دينك الذي كان سببا في موتك ؟
أي الأيادي أسندتك ؟ هل أسندتك يد زوجك رفيق غربتك أم أن رصاصات الشرطي كانت تلاحقه ، ؟ هل شعرت بالظمأ أيتها الجميلة والأضواء تغيم في عينيك ؟ ليت صدر أمك تلقفك وأنت تهوين ! ليت يد أبيك أسندتك وأنت تسقطين كما زهرة أذبلها الفزع !
دفعت ثمن تمسكك بهويتك يا مروة ، فماذا سندفع نحن من ثمن يا ابنة الحنين ؟!
ذهبوا إلى منزلك يتلصصون على أشيائك الخاصة ، يريدون أن يجدوا ما يربطونك من خلاله بالإرهاب . فتشوا في ملابسك الداخلية . تشمموا رائحتك ورائحة زوجك . مزقوا لعب صغيرك . يبحثون عما يربطك بالارهاب . كشفوا عورة بيتك . لكنهم عادوا خائبين يا جميلة ، ليدينوا القاتل بتهمة القتل الخطأ .
أين حكامنا العرب يا بنت حتى يعيدوا لك حق روحك عليهم . مات الصغير حفيد أحدهم أحزنوا ثمانين مليون مصري من أجله . وأنت يا صغيرة حين رحلت بجنينك في رحمك من يحزن من أجلك ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخت الكاتبة
خليل الخالد ( 2009 / 7 / 19 - 02:32 )
احترم انك هكذا تفكرين
لكنك تنظرين للموضوع من بين نسيج الحجاب الذي يحجبك عن حقائق كثيرة يراها من ينظر بلا حجاب
اختي
جميع البشر يفكرون ومنهم شعب المانيا
جميع البشر عاطفيون ومنهم شعب المانيا
جميع البشر عندهم شرف ومنهم شعب المانيا ( مع العلم ان مفهوم الشرف عند هكذا شعب هو اصدق مما يتراءى لك )
اختي
انت مشكلتك انك في هذا الزمان تحملين اكثر من طاقتك ولا تحملين,
انت تشيلين شرف العائلة كله
انت تشيلين مسؤولية نشر الدين
انت تشيلين مسؤولياتك الطبيعية
ومع ذلك ومن داخل دينك انت لاشيئ فقط لكونك امراة و مع ذلك انت تظنين انك بكونك لا شيئ ( الا شيئا واحدا ) تشعرين ان كرامة المراة في ان تكون لا شيئ

اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب