الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة مسيحيي العراق متى تنتهي؟

كوهر يوحنان عوديش

2009 / 7 / 19
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


هجمة شرسة اخرى يتعرض لها المسيحيون في العراق ادت الى تدمير العديد من كنائسهم واستشهاد وجرح العديد منهم وكأن فترة التحريم قد انتهت وان موسم الصيد قد بدأ بالنسبة للظلاميين الذين يرون في اصلاء العراق نوراً لا يستطيعون التعايش معه، فمنذ الفوضى التي رافقت عملية تحرير ( احتلال ) العراق والمسيحيون يصلبون بشكل يومي وكأجرء حتمي لما يتعرضون له هاجر من تيسر له الحال اما الى دول الجوار منتظراً رحمة الامم المتحدة ودول اللجوء كي يسافر اليها نهائياً بلا امل في الرجعة، او الى مناطق اقليم كردستان الاكثر هدوءاً وفي كلتا الحالتين عانوا وما زالوا يعانون الكثير لانهم بلحظة سوداء خسروا تعب العمر وتركوا بيوتهم ومناطقهم وذكرياتهم الجميلة تنبش فيها الخفافيش ويتنعم بها مدمرو العراق الجديد، اما البقية الذين بقوا داخل العراق مجبرين فقد عانوا اكثر مما يحتمل لانهم اما قتلوا غدراً او اختطفوا ودفعوا الفدية عشرات الاف الدولارات او هددوا وهجروا من بيوتهم حفاة عراة!، ورغم كل المظالم والتجاوزات التي تعرض ويتعرض لها المسيحيين علناً ظلت الحكومة عاجزة عن اتخاذ اجراء امني يحمي هذه الفئة ويشعر ابناؤها بالطمأنينة والتفاؤل بالمستقبل.
استهداف المسيحيين في العراق ليس بشيء جديد او امر مستحيل، بل بالعكس من ذلك تماماً يعتبر من روتينيات الحياة اليومية في عراقنا الجديد ومن اسهل المهمات البطولية التي يمكن القيام بها دون محاسبة او الخوف من الانتقام، واسطع مثال على ذلك هو احداث الموصل المريرة في العام الماضي حيث قتل العديد منهم وهجرت اكثر من 2000 عائلة خلال يومين فقط!، وكونهم اقلية ( حسب المفهوم الحكومي والدستوري في العراق الديمقراطي! ) وبلا ميليشيا مسلحة ومدعومة خارجياً تأخذ الثأر بثأرين وتحصد مقابل كل روح عشرات الارواح اصبحوا لقمة سائغة سهلة الهضم للمجرمين والارهابيين على السواء، ولولا المطالبات والتنديدات الدولية لاصبح المسيحيين في العراق من خبر كان واستأصلوا من ارض العراق كنبتة ضارة على ايادي ميليشيات وعصابات بعض الجهات المشاركة في الحومة قبل غيرها.
البكاء على مآسي المسيحيين ظاهرياً والتنديد والتصريح اعلامياً واستنكار هجمات الابادة الجماعية التي يتعرضون لهاً لن يقدم او يؤخر شيئاً في جوهر المشكلة، واي حل مؤقت يزيد من الجرح عمقاً ويدفع الى المزيد من الهجرة وترك الوطن، وما دامت الحكومة العراقية غير قادرة على بسط سيطرتها الامنية وتقديم كل مجرم للعدالة لينال جزاءه العادل، فان الاعمال الاجرامية ضد العراقيين ككل وضد المسيحيين بصورة خاصة ستسمر سواء من قبل التنظيمات المتشددة او العصابات الحرة الطليقة المدعومة من قبل جهات متنفذة في الحكومة، وهذا يعني ان مسلسل التفجير والخطف والقتل والذبح والتهديد والتهجير سيكون مستمرا خلال السنوات المقبلة مما يؤدي الى نجاح خطة الظلاميين المنظمة والمرتبة مسبقاً وهي تفريغ العراق من المسيحيين وتدمير كل ما يتعلق بحضارتهم وتراثهم.
ربما حان الوقت للحكومة العراقية ان تختبر مصداقيتها امام ابناء شعبها اولاً وامام الرأي العام العالمي ثانياً، فاما ان تفي بتعهداتها ازاء هذا المكون الاصيل بتوفير الامن لدور عبادتهم ورفع الغبن عنهم وصيانة كرامتهم كمواطنين يتمتعون بكامل الحقوق كبقية المكونات الاخرى ( وهذا امر مستبعد ان لم يكن مستحيلاً في الوقت الحالي على الاقل )، او اعلان الحكومة عن عجزها والطلب من الامم المتحدة علانية ودون خجل بحمايتهم لحين موت السيد الطائفي الذي يحكم البلد وولادة الابن الديمقراطي المنشود المنتظر.
اقتراح بسيط:- لتجنب هذا التعب ووجع الرأس الذي يسببه لكم المسيحيون يا اصحاب السيادة لماذا لا تشرع الحكومة بالتعاقد مع شركات التهجير، التي يمكن تشكيلها خلال ثواني في عراقنا الجديد، لتفريغ العراق من هذا المكون المسالم وجعله امثولة لكل عراقي يحب السلام ويصلي من اجل السلام ويعمل لتحقيق السلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اهداف الاحزاب الدينيــــة
كنعان شماس ايرميا ( 2009 / 7 / 19 - 15:51 )
المشكلة خطيرة جدا وكارثية . تصور لخســة ودناءة الجريمة يتبرا منها كل الاطراف . ونعرف ان القائمين بها هم رهـــط من الســـــرســـرية واولاد الشوارع الموجودين في كل زمان . المصيبة هي فيمن يعــــلفهم ويصرف على امهاتهم وزوجاتم وخواتهم والخبثـــاء الموجودين في الشرطة والحكومة والامريكان الذين يتسترون عليهم يدينون عملهم في العلن ويشجعونهم في السر واظن ان عمل هولاء السرسرية يصب في الخطة الخبيثة في تشويه وتلويـــث سمعة المسلمين فالضحايا ابرياء بكل معايير العدالة والقوانين الدولية وعندما يطفح الكيل فالله يســــتر

اخر الافلام

.. اعتصام في حرم جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة للمطالبة بإن


.. القوات الإسرائيلية تقتحم معبر رفح البري وتوقف حركة المسافرين




.. جرافة لجيش الاحتلال تجري عمليات تجريف قرب مخيم طولكرم في الض


.. مشاهد متداولة تظهر اقتحام دبابة للجيش الإسرائيلي معبر رفح من




.. مشاهد جوية ترصد حجم الدمار الذي خلفته الفيضانات جنوب البرازي