الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحوار الفلسطيني بلا ارادة حقيقية لن يؤدي الي مصالحة
وجيه أبو ظريفة
2009 / 7 / 19القضية الفلسطينية
بدأت في القاهرة الاجتماعات التمهيدية لجولة جديدة من الحوار الفلسطيني الفلسطيني في محاوله جادة من قبل الراعي المصري للوصول الي تفاهمات بين حركتي فتح وحماس قد تؤدي الي عقد جلسة الحوار السابعة التي سبق ان حدد موعدها بناء علي اقتراح مصري وموافقة الطرفين في الخامس والعشرين من الشهر الحالي وهذا يجعل مطالبة الطرفين بتأجيل الجولة لاعتبارات تنظيمية متعلقة بمؤتمر حركة فتح او باعتبارات خاصة بموقف حركة حماس من موضوع المعتقلين لدي اجهزة الامن الفلسطينية في الضفة الغربية هي ذرائع فقط للتغطية علي عدم التقدم في الملفات التي ما زال الطرفين مختلفين علي تفاصيلها وبالتالي لدي الطرفين يقينا ان الجولة السابعة لن تؤدي الي نتائج ايجابية فيما لو عقدت في موعدها تحت الالحاح المصري الذي يرغب بالاستفادة من عامل الوقت والظروف الخاصة بكل طرف للضغط من اجل دفع الطرفين لاتخاذ مواقف اكثر ايجابية فيما يتعلق بنقاط الخلاف والوصول الي اتفاق حولها
ان المتتبع لمعطيات الحوار منذ البداية يعرف ان الطرفين يعيان جيدا حجم الخلافات بين مواقفهما التي تقترب الي حدود التناقض في اغلبية النقاط العالقة خاصة فيما يتعلق بلجنة الاشراف العليا التي يبدو ان كل طرف يحاول ان يسقط عليها رؤيته لمستقبل النظام السياسي الفلسطيني ومدي شرعية ما هو تحت سيطرتة من جزيئات الحكم المقسم جغرافيا ووظيفيا وبالتالي الوصول الي اي اتفاق يعني بالضروره تنازل من قبل طرف لصالح الطرف الثاني كما ان الموضوع الامني والتشكيلات الامنية علي الارض والتي سيفرزها اي اتفاق تعني لدي الطرفين خاصة حركة حماس التي تسيطر كليا علي قطاع غزة وتديره بقوة اجهزتها الامنية والعسكريه تغييرات حقيقية علي الارض عبر جنود وسلاح سبق ان خاض طرفا الخلاف به صراعا مسلحا ادي الي مقتل واصابة المئات من الطرفين ومن المواطنين وهذا يجعل اي اتفاق في هذ الملف يبدو ليس سهلا ان لم يكن مستحيلا لما يشكل من خشية لنتائج علي الارض تشكل بداية ربما لصراع مسلح جديداو انتقاص لصلطة الامر الواقع امنيا وعسكريا
رغم هذا البون الشاسع بين مواقف الطرفين في موضوعي الامن واللجنة العليا الا ان باقي الملفات الاخري تحمل الكثير من الخلافات خاصة موضوع منظمة التحرير واعادة بنائها وتفعيل مؤسساتها التي يحاول كلا من فتح وحماس الحصول علي الضمانات بالسيطرة عليها عبر اليات تنفيذ اتفاق القاهره 2005 والذي اتفقت عليه كل الاطراف لكن لم توضع آليات لتنفيذة اضافة الي ملف الانتخابات التي بحاجة الي الاتفاق علي قانونها في الوقت الذي يحاول فيه الطرفان الضغط باتجاه مواقفه رغم تنازل حركة فتح عن قرارها وقرار منظمة التحرير وايضا قرار الرئيس ابو مازن بضرورة عقد الانتخابات بناء علي التمثيل النسبي الكامل وبنسبة حسم في حدود 2-3% لضمان اوسع تمثيل في المجلس التشريعي كما تحاول حماس دفع فتح الي الموافقة علي تاجيل الانتخابات لمدة عامين اضافيين لتستطيع ان تعيد ما خسرته من تأيد جماهيري خاصة بعد تجربتها الفاشلة في الحكم وما جلبته علي الشعب الفلسطيني من خسائر وويلات نتيجة سياسات خاطئة واصرارها علي التمسك بالحكم حسب رؤيتها له حتي لو تناقضت هذه الرؤية مع مطالب الشعب الفلسطيني ومصالحه
ان لجنة المصالحة اقل تعقيدا في الاتفاق علي مبادئها رغم اهمية هذه القضية للمواطنين والعائلات التي تضررت نتيجة الصراع بين الطرفين ولكن يبدو ان الجميع يريد انهاء هذا الملف وايضا لانه لا يعود بالفائدة منه علي قوة او تمثيل الطرفين علي الارض
ان كل القضايا الشائكة التي تطرقنا لها والتي يدركها شعبا تجعل من التفاؤل بوصول الطرفين الي اتفاق امرا صعبا للغاية وبالتالي فقد يعمل الطرفين علي اختلاق الذرائع لتاجيل جلسة الحوار او علي الاقل الاتفاق علي انها ليست الجولة الاخيرة كما يرغب المصريين وهذا يضع الجميع اما تساؤلات لا بد من الاجابة عليها هل فعلا هناك ارادة لدي الطرفين بالوصول الي اتفاق وانهاء هذا الانقسام ام ان المسألة ليست الا مجرد كسب للوقت وتسجيل للمواقف وهل يدرك طرفا الصراع او الحوار ان الوقت ليس في مصلحة احد وان الانقسام سيؤدي الي المس ليس فقط بالشعب الفلسطيني وقضيتة ولكن الي المس بالمشروع الوطني الفلسطيني باكمله والي متي سيستمر الشعب الفلسطيني صامتا علي مسيرة الحوار المتواصلة بلا توقف وبلا هدف خاصة وان الطرفين لا يتعرضان الي ما يكفي من ضغوطات تدفعهما الي الاتفاق بناء علي نظرية الربح والخسارة اذا لم يدفعهما الي الاتفاق مصلحة الشعب الفلسطيني
ان الوصول الي اتفاق او مصالحة ليس صعب المنال اذا توفرت الارادة السياسية لذلك لان من يدعي تمثيل اغلبية الشعب الفلسطيني يجب عليه ان يشعر بمسؤلية اكبر علي مصالح من يمثله ولكن يبدو ان الشعب الفلسطيني هو وحده يستمر في دفع فاتورة الانقسام والصراع علي السلطة المجزوئه بين طرفين اصبحا سواء بقصد او نتيجة سياسات خاطئه يخدمان مجموعة من المصالح التي رسخها الانقسام وبالتالي هذا يفسر غياب الفعل المماثل للمواقف التي يتحدث عنها الطرفين عن ضرورة الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام
ان الراعي المصري والجامعة العربيه والدول المجاورة والبعيدة خاصة تلك التي تعلن اصطفافها الي احد الخصمين المتحاورين مطالبة بان تبذل جهودا اكبر وان تضع سقفا زمنيا للوصول الي اتفاق او ترفع يدها وتترك الشعب الفلسطيني يعي ان الطرفين لا يريدان المصالحة وبالتالي علية التحرك لاجبارهما علي ذلك او ليدفعا كليهما ثمن السلطة التي يتقاتلان ويضحيان بالشعب الفلسطيني ومصالحه في سبيل التشبث بها مهما كلف ذلك من ثمن تدفعه الجماهير الفلسطينية كل صباح
وجيه أبو ظريفه
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. معركة رفح.. إسرائيل تتحدث عن خيارات بديلة لهزيمة حماس | #غرف
.. العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران.. عقبات -لوجستية- و-سياس
.. قصص ومعاناة يرويها أهالي منطقتي خزاعة وعبسان الكبيرة بسبب تو
.. شهداء غزة من الأطفال يفوقون نظراءهم الذين قضوا في حروب العال
.. نتنياهو: قمت بكل ما في وسعي لإضعاف قوة حماس العسكرية وقضينا