الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علي الرواف .... أعمال خزفية ، إذابة التجسيم ، تحطيم الوزن والصلابة.

محمد العبيدي

2009 / 7 / 20
الادب والفن


علي الرواف .... أعمال خزفية ، إذابة التجسيم ، تحطيم الوزن والصلابة.

استطاع الفنان أن يرتب مفرداته بحرفية عالية ، وقدرته على التراتب جعلته أن ينساق نحو تأثير معلميه وهذا ليس شيئا سلبيا بل العكس ، أنا أراه اتصال جيد مثلما نتصل بمفردات قديمة تراثية ونستقدمها للعمل الفني ، نعم هناك مراجعة لكثير من أعماله كشفت عن تأثير ولكنها ليست تقليد والفنان له اتجاه وجدته يعمل عليه عندما كان طالبا في أكاديمية الفنون الجميلة ، ينمي تشكيل اللغة الحديثة وفق منظار القيم الفنية ويستقدم مفردات متعددة لفنون حضارة بلاد الرافدين أو حتى الحضارات القديمة الأخرى .



علي الرواف:
التحصيل الدراسي: بكالوريوس فنون تشكيليةـ سيراميك ـ
أكاديمية الفنون الجميلة ـ جامعة بغداد 1987
وماجستير فنون تشكيلية ـ سيراميك ـ 2005 وبتقدير جيد جدا عالي
العمل الحالي : مدرس مساعد في جامعة الكوفة ـ العراق
عضو نقابة الفنانين العراقيين
عضو الهيئة الإدارية لجمعية التشكيليين العراقيين ـ فرع النجف
المعارض :
معارض نقابة الفنانين العراقيين
معارض جمعية التشكيليين العراقيين
معرض مهرجان بابل الدولي1993 لثلاث دورات متتالية
معرض جماعة أصدقاء الفن بغداد 1994
المعرض الشخصي في أنقرة 1998
المعرض الفني عمان 2005

موضوع دراسة المتغيرات في فن الخزف ، تتمثل في حركة المفردات الفنية وجمالياته التي تحصل من خلال التجريب ، وهذا الفن يحتاج إلى فعل أدائي ، وتقني مرهون بتجربة الاكاسيد اللونية وفعل الحرارة العالية من الفرن الذي تفخر فيه الطينة ومن ثم عملية التزجيج ، التي تحتاج إلى عملية خلط الاكاسيد اللونية هذه الاستخدامات المتنوعة تقع ضمن عناصر التشكيل الخزفي ولها مفاهيم عديدة تعكس بالتأكيد شخصية الفنان من خلال أعماله .
هذه العناصر لها خصوصية في تجربة الفنان الخزاف (( علي الرواف)) وبدورها تستند إلى محاور أساسية عالجت التقنية وفق خصائص مشتركة بين الاكاسيد اللونية وعملية الفخر سواء في مرحلة الطين وتجفيفه أو الحرق أثناء التزجيج ، تلك الخصائص اوجد لها معالجات ، لغرض إبراز الشكل الفني الخزفي بمنظار أجده ترسيخ لمفاهيم يبدو غير معروفة عند أكثر الخزافين الشباب، عملية إبراز العامل الجمالي من خلال التقنية يتطلب فتح المجال عن الخصائص الجمالية الجديدة لفن الخزف .




فن الخزف يحمل صفات تتيح التعبير عن الحركة والكتلة ، ونتجت عنها حركة ذاتية جعلت الاوكسيد اللوني واضح ضمن مفهوم الحركة والكتلة يحقق إيقاعا جميلا له من الإحساس البصري الناتج بفعل اللون الاوكسيدي، هذه الخصوصية لفن الخزف اختلفت كبيرا عن فن النحت والرسم ، كونه له القابلية على الاستقرار والثبات والهدوء في كل لحظات النظر إليه ، الفنان الخزاف استخدم كروية التشكيل ، كتكوين فني اتصفت بمرونة تطاوعيه مثلما كانت تطاوعيه الطين عنده بشكل ملموس، وعملية إضافة الأشكال على الكتلة ناتجة عن وعي بمقدار يستطيع الفنان الرواف أن يذيب تجسيم القطعة الجامدة ، وبالتالي في مقدرته أن يحطم الوزن والصلابة هذا ناتج من خلال الإضافة على سطح القطعة الخزفية سواء كانت شكل نحتي أو شكل مرسوم.
استخدام الاكاسيد اللونية ومنها اللون الشذري وعامل التقديس واللون العسلي هي استعانة مسبوقة للكثير من الخزافين ومنذ القدم إلى الفترة الإسلامية كان الفنان الخزاف المسلم أن يعطي عامل الخفة كمظهر وكصفة ملازمة استفاد منها الفنان الخزاف (( علي الرواف)) فن الخزف باكاسيده اللونية يعطي تنوع جمالي صحيح يقترب من التجسيم ، ولكن يبتعد عن في إيضاح مستويات السطوح المختلفة القليلة البروز، وهذه لم ينتبه لها الفنان الخزاف (( الرواف)) في اغلب أعماله السابقة أعلاه .
دائما المتابع والمتلقي يبحث عن الإبداع عن الأصالة ومن ثم يفكر بالطريقة الجمالية التي استخدمها الفنان أيا كان نوع الفن (( رسم ، نحت، خزف)) عملية التكوين هنا مهمة الفضاءات مطلوبة ، ولهذا اتبع الفنان نوع من جعل أعماله كروية أراها دائما هي عملية اتخاذ موقف جدلي من فن الخزف اتجاه الفنون الأخرى ولا يغيب عن الأذهان كانت هناك استضافة في كلية التربية الأساسية ، الجامعة المستنصرية وتحديدا قسم التربية الفنية ، ومن الدروس الأساسية المهمة في القسم هو فن الفخار والخزف ، استضافت الكلية الأستاذ الدكتور (( مالك ألمطلبي)) وتمت المناقشة حول تقسيم ألمطلبي للفنون ويجعل من فن الخزف في آخر القائمة ، فكان النقاش طويل والمبررات كثيرة ، ولهذا هذه فرصة من أن يجعل الفنان الخزاف (( الرواف)) من أعماله فرصة هي الأخرى تثير الجدل القائم في أن ينقل فن الخزف في مصاف الفنون المتقدمة، وكنت قد كتبت مقال في حينها ووجدت أن الفنون لاتقسم بل كلها تسير وفق أفكار وفق مفردات، قد تكون مشتركة في بعض الأحيان ولكني أراها مكملة واحدة للأخرى ، ولان كل فنان نراه ينحاز إلى كشوفا ته وجدت أعمال الفنان (( الرواف)) منحازة تماما إلى فنه ولكن عامل التجريب مهم كون أعماله الجديدة تعالج أمرا في غاية الدقة وإزالة التعقيد، اخضع نتاجاته إلى تقنية جديدة يزاوج بين إيقاعين مهمين في المنظور وهذه قليلة عند أقرانه.











هنا أجد نوع من التأليف في نتاجات الفنان ، اتسم بعدد كبير من عامل التوازن لا لأنه أضاف مفردة الخط وانتقل إلى العامل ألزخرفي ليبعد فن الخزف عن استخداميته واستعماليته ، بل هناك منطلق روحي متمثل بكلمة لفظ الجلالة لينتقل إلى تراثية الفن وفق مسميات لم تكن جديدة فعلا ولكنها انسابت بتناغم وبساطة خفت من صلابة التكوين المشكل، واعتدلت بها الموازين بلونية الاوكسيد ورمزية التعبير ، وبالتالي أصبحت متساوية الحدود ، يرى الكاتب أن عملية تشكيل الكلمات وإضافتها تتصل بالتراث كونه متحرر دائما وإضافة المفردة الفنية القديمة تعطي دافع داخلي عند الفنان الخزاف حيث يصل إلى استقرار عمله ، ولان مفردة التاريخ لاتتحمل الخطأ ولكنها بالإمكان تتحمل التأويل ، ولهذا يكون التشكيل مثل هكذا مسميات هو مبرر للتشكيل الخزفي واعتقد هذا الأمر يجعل من فن الخزف أن يقع في مصاف الفنون المتقدمة.
من خلال أعمال الفنان (( الرواف )) أجد ضالتي في الكشف عن القيمة البصرية الذي وجدتها بلمسات تغري الدخول إلى تحليل أعماله وفق نظام دراسي أكاديمي يعتمد بمنهجية التحليل ، كون الخطوط اللونية وجدت في نتاجاته تجمع مزيج من القوة الخطية وحركة الاكاسيد اللونية يصل بي إلى حد السكون ليبقي للمفردة قوة التعبير ، بأشكال متوالدة نعم كثيرة عنده الانحناءات والامتدادات والتكرار المستمر ، ولكنه موظف للعامل الايجابي ونقل الحركة الصاعدة والنازلة بمفاهيم جعل من خطوط الألوان تنساب بكل استقرارية على المنجز الطيني أولا من خلال نحته ومن ثم على المنجز الخزفي أثناء تلوينه بالاكاسيد وتقنية الحرق المتفرعة من أدائية الفنان لنتاجه.
استطاع الفنان أن يرتب مفرداته بحرفية عالية ، وقدرته على التراتب جعلته أن ينساق نحو تأثير معلميه وهذا ليس شيئا سلبيا بل العكس ، أنا أراه اتصال جيد مثلما نتصل بمفردات قديمة تراثية ونستقدمها للعمل الفني ، نعم هناك مراجعة لكثير من أعماله كشفت عن تأثير ولكنها ليست تقليد والفنان له اتجاه وجدته يعمل عليه عندما كان طالبا في أكاديمية الفنون الجميلة ، ينمي تشكيل اللغة الحديثة وفق منظار القيم الفنية ويستقدم مفردات متعددة لفنون حضارة بلاد الرافدين او حتى الحضارات القديمة الأخرى .
معالجة أعمال الفنان الخزاف (( علي الرواف)) هي جزء من لغة الشكل الخزفي ، واستقدام المفردة كموضوع هو أسلوب جديد نجعل من القارئ والمتلقي أن يقترب ويتذوق القيم التي جاء بها الفن التشكيلي العراقي المعاصر ومن خلاله كون صفات لها القدرة على التعبير وجعلت فن الخزف جميلا خفيفا بالرغم من صلابة أفكاره .
محمد العبيدي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كواليس أخطر مشهد لـ #عمرو_يوسف في فيلم #شقو ????


.. فيلم زهايمر يعود لدور العرض بعد 14 سنة.. ما القصة؟




.. سكرين شوت | خلاف على استخدام الكمبيوتر في صناعة الموسيقى.. ت


.. سكرين شوت | نزاع الأغاني التراثية والـAI.. من المصنفات الفني




.. تعمير - هل يمكن تحويل المنزل العادي إلى منزل ذكي؟ .. المعمار