الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- رواندا - نموذج المصالحة الوطنية :

سليم محسن نجم العبوده

2009 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


" رواندا " نموذج المصالحة الوطنية :
ان من يطلع على الحرب الأهلية التي عصفت بالجمهورية "الرواندية " و التي اندلعت في نيسان 1994م و كيف أنها أنتجت أكثر من (800) ألف قتيل إضافة إلى تعرض مئات الآلاف من النساء الى الاغتصاب و كذلك بنية تحتية مدمرة تماما اما الناجين من تلك المجازر فقد أصبحوا يعانون من أزمات نفسية شديدة ..خلال اقل من (100)يوم ، بسبب حرب الإبادة الجماعية و التطهير العرقي التي شنتها قبائل " الهوتو " البالغة نسبتها 80% من عدد السكان ضد قبائل " التوتسي " البالغة نسبتهم 20% . . انتهت تلك الإبادة في شهر تموز عام 1994م .
تقع رواندا وسط شرق أفريقيا نالت استقلالها سنة 1962م بعد ان وضعت تحت الانتداب البلجيكي أبان الحرب العالمية الأولى وهي قسم من مستعمرة شرقي إفريقيا الألمانية .. من قبل التأسيس و هذه الدولة تعاني حربا ضروسا بين قبائل " الهوتو" و "التوتسي " حتى أشعل فتيل الحرب الأهلية الشاملة عام 1994م على اثر سقوط طائرة الرئيس الرواندي حيث تسربت شائعات بان لقبائل "التوتسي" يدا في الحادث .. فوقعت المجزرة ..
رغم تلك الماسات التي عاشتها هذه الدولة الفقيرة والمتخلفة الا أنها أعطت العالم درسا عظيما في فيما يخص أمكانية تحقيق ( المصالحة الممكنة ) إذا ما صدقت النوايا وبالفعل وجدت الإطراف المتصارعة انه ليس من الحكمة الاستمرار في حرب وعداء لا طائل منه الا الدمار للجميع في دولة هي بالأساس فقيرة من كل النواحي ..
لذلك اتفقت الإطراف المتناحرة على وقف نزيف الحرب ورمي كل ما حل بالبلاد والعباد وراء الظهر والوقوف على خط شروع جديد لانطلاق باتجاه مستقبل أفضل يسوده الأمن و الأمان والتسامح والتصالح ..
فكانت نتائج تلك المصالحة التي رفعت شعار (التآخي ) ان يعف الكل عن الكل وان يحاسب المجرمون عما ارتكبوا من جرائم .. الا ان المفارقة العجيبة هي ان بقايا الضحايا الذين قتلت عائلاتهم و انتهكت إعراضهم استطاعوا ان يتعايشوا مع ظالميهن في بيت واحد يأكلون في أناء واحد وينامون بنفس الغرف متآخين متحابين متسامحين ..
نعم انها بلاد فقير و معوزة عصفت بها الحروب وأنهك فيها الناس ألا ان ما تقدمه رواندا للعالم عامة وللعراقيين والفلسطينيين بصورة خاصة .. انه من الممكن تحقيق المصالحة اذا ما صدقت النوايا وعقد عليها العزم ..
لم يمتلك الروانديون مثل ثقافاتنا ولا تاريخنا ولا انتماءاتنا الا أنهم على ما يبدو أفضل منا كونهم ركنوا إلى إنسانيتهم ونبذوا طوائفهم إلى درجة ان الدستور الرواندي أصبح يعاقب بالحبس كل من يذكر انه ينتمي عرقيا الى قبائل الهوتو او التوتسي فان الدستور قد نبذ تلك الانتماءات العرقية البغيضة وجعل الانتماء للوطن فقط ..
وليس مثل الدستور العراقي الذي كرس الطائفية في البلاد بان حدد الطوائف بالاسم والرسم وحدد لها الحقوق والواجبات وبالتالي ضمن بذلك صراع طائفي عراقي بأمر الدستور وتحت مضلته إلى ابد الآبدين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة