الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع الكردي العربي في العراق من جديد

ريبين رسول اسماعيل

2009 / 7 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من المؤمل ان يسافر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال الايام القليلة القادمة الى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الامريكي باراك اوباما لبحث عدة مسائل، اهمها قطعا هو العلاقة الشائكة بين اقليم كردستان والمركز في ظل وصول الجانبين الى الطريق المسدود في الحوار حول المسائل العالقة والذي ينذر بحرب عرقية قد تبدأ في اية لحظة كما قال رئيس وزراء اقليم كردستان، كون ان الجانبين لم يكونا بعيدين هكذا خلال السنوات الماضية رغم وجود هذه الخلافات.
ان الحكومة الامريكية تدرك جيدا ان الوضع الامني الهش في العراق وانسحاب القوات الامريكية حسب الجدول المتفق عليها، مرهون بمدى نجاح القيادات العراقية على حل مشاكلها بالحوار والعودة الى الدستور، ولذلك سيحاول الرئيس الامريكي افهام المالكي ان التصعيد والمواجهة مع حكومة اقليم كردستان ليس حلا للمشكلة، بل يعقد المشكلة اكثر ويدخل العراق في نفق مظلم لاخروج منها وأن المسؤولين الأميركيين يحذرون من أن الصراع العرقي الذي يضع الحكومة الإقليمية الكردية ضد حكومة المالكي الاتحادية في بغداد، يمثل أكبر تهديد لاستقرار العراق ويمكن أن يستمر لسنوات.
المالكي قبل ان يسافر الى الولايات المتحدة قد يزور السليمانية للقاء الرئيس طالباني والاتفاق على جدول المباحثات مع الجانب الامريكي والاتفاق على تحديد اهم نقاط الخلاف بين المركز والاقليم لينقل صورة واضحة إلى الادارة الاميركية عن الخلافات بين الجانبين. ولا بد من التشاور مع قادة اقليم كردستان قبل عرضها على واشنطن، وربما ان الطالباني قد يحاول الجمع بين المالكي والبرزاني رئيس اقليم كردستان الذي يزور السليمانية حاليا للقاء الطالباني وادارة حملته الانتخابية في المدينة واللقاء مع جماهير السليمانية، المدينة التي قررت فيها الكثير من سكانها عدم التصويت للبرزاني.
ان لقاء البرزاني والمالكي رغم انه لاينتج شيئا جديدا او واقعا مختلفا، ولكنه مهم حتى لو كان بروتوكوليا بعد التصريحات التي اطلقها المالكي واتهم فيها قادة اقليم كردستان بالخروج عن الدستور، وهو تهمه ينفيه البرزاني بشدة متهما الحكومة العراقية بالخروج عن الدستور وعدم الجدية في حل المشاكل العالقة، وخصوصا تطبيق المادة (140) من الدستور العراقي لحل مشاكل المناطق الكردية المتنازع عليها مع بغداد حيث ان الحكومات العراقية المتعاقبة قد تملصت من تنفيذها بحجج واهية، حيث كان تحذير البرزاني رئيس الاقليم اكثر جدية حينما اشار الى ان الكرد ربما ينتظرون الى الف عام، ولكنهم لن ينسوا تطبيق المادة وعودة المناطق المقطوعة من الاقليم ابان عهد النظام السابق وتشريد اهلها وترحيلهم عنوة بهدف تعريب تلك المناطق الكردية واقتطاعها من اقليم كردستان.
ربما ان الوقت قد حان الان لعودة الحوار الكردي ــ العربي العراقي بعد ان وافق برلمان اقليم كردستان على الاستفتاء على دستور الاقليم تزامنا مع الانتخابات البرلمانية الكردية، وهو ما زاد من قلق الحكومة العراقية واعتبر الوقت غير مناسب للتصويت على الدستور، ولهذا طلب مالكي من نائب الرئيس الامريكي جو بايدن ان يطلب من القادة الكرد التريث في هذا الموضوع وعدم اثارة نقاط خلاف جديدة على طاولة الحوار المتوقف اصلا، وهكذا دخلت مفوضية الانتخابات على الخط وانقذ الموقف، بل اجل المشكلة الى مرحلة لاحقة من اجل الوصول الى حل يرضي الطرفين.
ان اقليم كردستان يبدو عازما اكثر من اي وقت مضى على الاستفتاء الدستوري رغم المعارضة الداخلية لبعض مواد الدستور التي قد تنتج حكومة رئاسية شبه دكتاتورية كون ان رئاسة الاقليم تتمتع بصلاحيات كبيرة تهدد صلاحيات البرلمان الاقليمي الكردستاني، ولكن الكرد ايضا لعبوا بورقة الدستور في هذه المرحلة بالذات كوسيلة ضغط على المالكي والحكومة الامريكية معا من اجل الاسراع بأيجاد الحلول الشاملة لنقاط الخلاف الجوهرية بين الاقليم والمركز وتحذير المالكي بأن تأجيل حل الخلافات لايعني نسيانها.
التحركات الاخيرة لقطعات الجيش العراقي والاقتراب من حدود اقليم كردستان رسالة خطيرة فهمها اقليم كردستان بسرعة، ولهذا حذر رئيس وزراء الاقليم من هذه التحركات والرد بحزم اذا ما حاول قطعات الجيش العراقي دخول الاقضية والقصبات الكردية، وهو سيناريو من المحتمل جدا ان تتكرر كما حدث العام الماضي في مدينة خانقين، وكما حدث قبل فترة في قضاء مخمور. اذن ان المالكي ربما يشعر بالقوة ويريد ان ينظر اليه كما لو انه هو من قاد العراق الى التحرير ورتب خروج القطعات العسكرية الامريكية من المدن، ولهذا قامت بعض القوات العسكرية اثناء الاستعراض العسكري برفع صورته على شاكلة صورة الدكتاتور السابقن وهذا ما سبب استياء كبيرا في الوسط الساسي العراقي.
وقبيل ذلك كان المالكي قد حقق نجاحات كبيرة في انتخابات مجالس المحافظات، ولهذا قد يفكر في فرض قوة امر الواقع على قادة اقليم كردستان والحصول منهم على بعض التنازلات السياسية، ولكن الوقت الان ليس مناسبا لأستعراض القوة، كون ان الانتخابات القادمة ليست ببعيدة والمالكي يحتاج الى اصوات الكرد ليعود الى سدة رئاسة الوزراء، وهو ما يبدو الان صعبا، مع انه ليس مستحيلا، كون ان الطالباني دائما ما يلعب في اللحظات الاخيرة ويغير مجرى الاحداث كما يريد، وينقل اللعبة السياسية الى مرحلة جديدة يرضي كل الاطراف، دون ان يكون هناك فائز او خاسر.

* كاتب وباحث من اقليم كردستان العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل ألصراع كردي ـ عربي ؟
ماجد جمال الدين ( 2009 / 7 / 20 - 14:41 )
من ألمغالطة ألفجة إلباس ألصراعات ألسياسية وحتى ألنزاع على ألأراضي أحيانا بأللبوس والشعارات القومية، بينما ألمسألة على مدى تاريخنا ألحديث هي في ألصراعات ألقبلية وألمصالح ألزعامات ألإقطاعية .. ومحاولة تصدير هذه إلى ألخارج لإثارة ألمشاعر وألفتن وألحروب ..
ألدستور ألعراقي ألحالي بما فيه ألمادة 140 ليس دستورا فيدراليا بأي شكل بل هو مجرد مساومة دنيئة على إقتسام غنائم من قبل ما يسمى بأحزاب ألسلطة ( ولا تنطبق عليهم كلمة حزب وألأفضل إستعمال ألترجمة ألإيطالية لكلمة - ألعائلة - ) , وهذا ما سيدركه ألشعب ألكوردي كما عموم ألشعب ألعراقي إذا ما حضي وطننا بألأمن وألإستقرار ألأقتصادي والسياسي وألحريات ألأساسية .. ولذا ينعق بعضهم هنا وهنالك هن صراعات قومية أوطائفية ألخ

اخر الافلام

.. تحدي الكلمات والأمثال اللهجة المصرية: شروق تختبر فهد سال، هل


.. لماذا يتم استهداف الصينيين في باكستان؟ • فرانس 24




.. الرئيس التنفيذي لشركة-رصانة المالية-: التأشيرة الموحدة ستجعل


.. فلسطينيون وإسرائيليون يوجهون انتقادات لحماس ونتنياهو بشأن حر




.. فيزا واحدة تتجول بها في جميع دول الخليج #بزنس_مع_لبنى