الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليورانيوم المنضب واثاره الكارثية على البيئه وصحه والانسان في العراق

رزاق حمد العوادي

2009 / 7 / 21
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر



اذا كانت مشاعر الالم والغضب والتدمير وأنتشار الامراض السرطانية والتشوهات الخلقية نتيجه أستخدام اليورانيوم المنضب في الحربين الذريتيين اللتان خاضتهما الولايات المتحدة وبريطانيا ضد العراق , يعتبر هذا التصرف وصمة عار في جبين الحضارة الغربية وجريمه ضد الانسانية لمخالفته للقانون الدولي الانساني وقواعد وأعراف الحرب وفق ما يلي : ـ
1 ـ الولايات المتحدة وبريطانيا من الدول الاطراف في أتفاقية لاهاي لعام 1899 والاعلانات الثلاث الملحقة بها والتي تلزم الاطراف المذكورة
أ ـ منع أستخدام العيارات الانشطارية ومنها عيارات دمدم .
ب ـ منع اطلاق القذاف من البالونات .
ج ـ منع أستخدام القذائف التي تطلق غازات خانقة .
2 ـ الدول المشار اليها أحد الاطراف الاساسية الموقعه على أتفاقية لاهاي لعام 1907 بشأن قواعد واعراف الحرب طبقا للمادة 23 وأتفاقيات جنيف الاربعه لعام 1949 والبروتوكلين الملحقين بها وفقا للمادة (55) ( تراعى اثناء القتال حماية البيئه الطبيعية من الاضرار البالغة .
ومما يؤكد ان الولايات المتحدة وبريطانيا أستخدمتا قذائف اليورانيوم أثناء القتال في 1991 وعام 2003 :
*ذكر الدكتور اصف دارلونيش مدير المركز الطبي لابحاث اليورانيوم بواشنطن أن ضرب العراق باليورانيوم للمرة الثانية يعني أبادة 30 % من شعبه
* كما أن القيادة الوسطى للجيش الامريكي اقرت استخدام ملايين من الذخائر العنقودية وفقا لما حصلت عليه منظمة هيومن رايس من بول ويزمن جريدة يوأس تودي , كما أن (الخبير الامريكي ديما سيولوبيز والخبير دان فاهي) اقرا ان مجموع الوزن الكلي لليورانيوم المنضب والمستخدمة من قبل القوات الامريكية والبريطانية ضد العراق بلغ 700 طن على المواقع العسكرية والاحياء السكنية وهذا يعني أن حجم التلوث الاشعاعي الذي تعرض له العراق يفوق التلوث الاشعاعي الناتج عن قنبلتي هوراشيما ونكازاكي في اليابان حيث بلغ عدد المقذوفات (141921) الف طن بما يعادل 7 قنابل نووية .

*كما اكد الدكتور عبدالرحمن فواد أستاذ الهندسة النوويه في جامعه الملك عبدالعزيز في كتابه اليورانيوم المنضب ( الناشر دار النفائس بيروت ) أكد في الفصل التاسع من الكتاب بان هناك كميات هائلة من اليوارنيوم المنضب القيت على العراق في عمليات عاصفة الصحراء مما تؤدي الى تلوث بيئي وازدياد نسبه السرطان .
اذا مسؤولية الولايات المتحدة وبريطانية ثابته وفقا لما أشرنا اليه وبذلك فالمسؤولية تعتبر مسوولية دولية وأخلاقية وأنسانية.
الاثار الصحية والبيئه المترتبة على أستخدام اليورانيوم على الشعب العراقي
وفقا للاحصائيات المؤكدة ومن جهات رسمية ( وزارة البيئة ) فان عدد الاصابات بامراض السرطان نتيجة الاستخدام لسلاح اليورانيوم ما يقرب من 140 الف حالة أصابه بالسرطان نتيجة أستخدام ( 2000 طن من اليورانيوم المنضب ) خلال الحرب 2003 , و(320طن من اليورانيوم المنضب ) خلال عاصفة الصحراء لعام 1991 مما أدى الى كثرة الاصابات والتلوث لمواقع بلغت 350 موقع أضافة الى ظهور 8000 حالة اصابة جديدة في السرطان وأن المساحة الملوثة في العراق تقدر 1718 متر مربع , ووفقاً للتقرير الصادر من مديرية بيئه البصرة أن عدد الاماكن المشعة بسبب تقطيع الاليات العسكرية والمدمرة والملوثة تقدر أكثر من 100 موقع ملوث وعدم أتخاذ الاجراءات الفورية لنقل هذه الملوثات الى مقبرة الدبابات الملوثة التي تبعد عن البصرة 200كليو متر غرب البصرة , وهناك مناطق ملوثة أشعاعية في العمارة وعددها (14) عجلة ملوثة والناصرية وعكاشات والزعفرانية وملجاء العامرية ومنطقة الانتصار في النجف ومنطقة الريحانة في الموصل وعدد من المواقع الملوثه الاخرى لا يتسع المجال لذكرها , وهنا تجري الاشارة الى أن عدد الالغام الموجودة حاليا بحدود 25 مليون لغم لم تتم معالجته أضافة الى الكارثه التي أشرنا اليها أنفاً .
اذاً المشكلة قائمه والموت جاثم على صدور العراقيين من هذا السلاح الفتاك ولابد من حلول انية وسريعة وذات جدوى بعيدا عن التصريحات والمؤتمرات ولذلك نقترح ما يلي :ـ
1 ـ القيام بحملة وأسعة تتضمن مسح للمناطق الملوثة وبموجب لجان من الجهات الرسمية ذات العلاقة مع أشراك المحافظات المعنية لمسح المناطق الملوثة وتحديدها اذا ما علمنا بانه يوجد 100 موقع ملوث في البصرة وحدها طبقا لما افاد به مدير بيئه البصرة أضافه الى الموقع التي اشرنا اليها في البحث المنتشرة في جميع انحاء العراق اضافة الى 65 منشاة عسكرية قد تكون ملوثة بالاشعاعات والمواد الكيمياوية ونقترح وضع أشارات وعلامات ملونه تحذيرية للمناطق الملوثة .
2 ـ مناشدة المنظمات البيئة الدولية والاقليمية للمساعدة والمشاركة بهذه المهمة الانسانية مع الاستعانة بالكفاءت العلمية العراقية ذات الاختصاص والجامعات العراقية وتطبيق الاتفاقبيات الدولية البيئة التي صادق عليها العراق مثل اتفاقية بازل لمنع تدوال المواد الكيمياوية وأتفاقية كيوتو ... .
3 ـ مناشدة هيئة الامم المتحدة والوكالات المتخصصة التي تشكل حقوق الانسان جانبا من أختصاصها ومنها منظمة اليونيسيف ومنظمة الطاقة الذرية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي وفقا لاختصاصه الوارد في المادة (62) من الميثاق وكذلك مناشدة محكمة العدل الدولية وفقا لاختصاصها المادة (9) من أتفاقية منع ومعاقبة جريمة الابادة الاجماعية ومجلس الامن وان كان اهتمامه بحقوق الانسان وحمايتها ياتي من زاوية مدى المساس للسلم والامن الدولي ومناشدة منظمة هيومن رايس كونها حصلت على تقرير القيادة الوسطى الامريكية ( ملخص تنفيذي عن الذخائر العنقودية الناشر بول وايزمن لصحيفة يو اس اي تودي حيث استخدمت القوات الامريكية 1800000 قنيبلة عنقودية والقوات البريطانية استخدمت 113190 قنيبلة عنقودية ).
4 ـ أقامة مركز معلومات الالكترونية ومراكز رصد تعني بمخاطر اليورانيوم والاسلحة الاشعاعية وتزويد وسائل الاعلام ومراكز البحوث وبصوره دورية بالمعلومات عن الواقع البيئي في العراق وأعداد دليل يعتمد المنهجية العلمية والتحليل .
5 ـ مناشدة الجامعة العربية بتقديم طلب الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقيق والمساهمة في التخفيف من هذه المشكلة كما فعلت عندما قدمت مثل هذا الطلب في 21/1/ 2009 بشأن ضرب اسرائيل لمدينة غزة باسلحة اليورانيوم .
6 ـ مناشدة الرئيس الامريكي كونه رجل المهمات الحسنة أن يسحب معه غبار اليورانيوم المنضب في ارض العراق واجوائه ومياهه وان ينظر بعين الرفق والاحسان الى الاف الاطفال والنساء والشيوخ والى الاف الاصابات السرطانية التي حلت بهم وهنا بودي ان اشير أن الرئيس الامريكي لينكولن اضفاء الطابع الانساني على الحرب من خلال تعليمات الجيوش الامريكية في الميدان سنه 1863 والمسماة الاوامر المئه وكان أساسها ضبط مجمل السلوك العسكري وعدم القسوة وعدم الاستخدام المفرط في الميدان وما سار عليها الرئيس الامريكي روزفلت سنه 1942 .
7 ـ معالجة الموقع الملوثة باليورانيوم والمنتشرة في عموم البلاد عن طريق نقل العجلات الملوثة ومنع المواطنين من التصرف فيها ومنع نقلها أو تقطيعها وتجهيز العاملين في العناية الصحية والطمر الصحي البيئي بالاجهزة الخاصة بالتحسس باليورانيوم وفحص الاشخاص المعرضين للتلوث وتهياة الادوية الازمة لمعالجته الامراض السرطانية لانها تكاد تكون معدومة .
واخيرا علينا ان نكون واقعيين وشجعان في معالجة هذه الكارثة فليس من السهل أن تتغير الظروف الكارثية بين ليله وضحاها وان يشمر الجميع عن سواعده حكام ومحكومين بمعالجة هذه الازمة بعيدا عن أي تصور اخر واعتقد ان تفعيل هذه المقترحات يمكن أن يصار الى التقدم بعض الشي في هذا المجال مع ما يقدمه المختصون الاخرون من مقترحات اعتقد تكون ذات فائدة مكملة للمقترحات التي أشرنا اليها وهنا نؤكد نقطة معينة أن المركز العراقي للدراسات القانونية والانسانية والتطوير البيئي ومنظمة الضوء للتنمية وبمساندة بعض المنظمات الفاعلة , على أتم الاستعداد للمساهمة في تفعيل هذه المقترحات سواء كانت الجوانب الميدانية أو الجوانب القانونية أو الجوانب الانسانية دافعنا هو المصلحة العامة وسبق لنا أن قدمنا بحوث في هذا المجال طبقا لاهداف وأستراتيجية المركز العراقي ومنظمة الضوء تطوعيا سواء كانت دراسات ميدانية أو قانونية داخلية أو دولية ولجميع مناحي الحياة التي يمر بها العراق , وتفعيل هذا الواقع بما ينسجم ودولة القانون وسيادته سواء كان قانونا داخليا اودوليا وهذا ما اشار اليه ميثاق الامم المتحدة في ديباجته ( نحن شعوب الامم المتحدة وقد الينا على أنفسنا أن ننقذ الاجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الانسانية مرتين أحزاننأ يعجز عنه الوصف .
المحامي
رزاق حمد العوادي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي ينتظر إيران في الساعات القادمة؟


.. خامنئي: لا تعطيل لشؤون الدولة بعد تحطم مروحية الرئيس الإيران




.. طالبة بريطانية للوزيرة السابقة سويلا برافرمان: أنت مجرمة حرب


.. آخر مستجدات عمليات البحث عن المروحية التي تقل الرئيس الإيران




.. من هو محمد مخبر خليفة الرئيس الإيراني المحتمل؟