الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيام من الدعاية الانتخابية في كوردستان

صبيح محمد حسن

2009 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية



يفرح الانسان عندما يرى شعبه وهو يستعد لخوض ممارسة ديموقراطية كان يتمناها لنفسه وهو يرزح تحت نير الدكتاتورية، ويفرح اكثر وهو يرى الدعايات والوعود الانتخابية تمطر مدرارا على رؤوس الناخبين، وسيفرح أكثر عندما يرى القوائم الفائزة وهي تفي بوعودها، ولكن الديمقراطية باعتبارها ممارسة حديثة على الشعب الكوردي تجلب معها أحيانا سلوكيات شائنة تبعث في النفس الاشمئزاز، فلربما تكون الدعاية الانتخابية وما يجري فيها مراة مصغرة لما سيؤول اليه الحال بعد الانتخابات واعلان النتائج النهائية، لقد أحزنني منظر العلم الكوردستاني ممزقا في احد شوارع السليمانية والصور واليافطات المبعثرة للقوائم المتنافسة.
حكى لي صديق انه رأى بأم عينيه وعلى مرأى من أعين الشرطة الليلية أشخاصا يخرجون من سيارات معينة ثم قاموا بتمزيق صور وبرامج انتخابية لاحزاب معينة في مدينة دهوك، ويمكن للمرء ان يتصور بأن تكون الحالة في المحافظات الاخرى شبيهة أو ربما أسوأ.
قد تكون هذه الحالة طبيعية اذا علمنا بان البدايات عادة ما تحمل معها عددا من الاخطاء التي تقل تدريجيا بمرور الوقت وتكرار التجارب، ،خاصة اذا كان الهدف من الديمقراطية ليس الفوز وحسب بل توعية المواطن بأهمية صوته ودوره في رسم مستقبلة بنفسه وترسيخ الممارسة الديمقراطيه في وعيه وسلوكه اليومي وجعلها الوسيلة الوحيدة في طلب التغيير . لعل اندهاشنا سيكون اقل اذا تذكرناالانتخابات التي جرت في باقي محافظات العراق لاختيار مجالس محافظات جديدة ، وكيف كان الجميع يشتكي من فرق خاصه تقوم بتمزيق الصور واليافطات، .سيكون عزا ؤنا الوحيد هو نجاح الانتخابات في اقليم كوردستان خاصة اذا علمنا بحجم الاضواء والاهتمام الدولي والاقليمي المسلطين على هذه الانتخابات ، فنجاحها هو ترسيخ لفكرة الديقراطية في العقل الكردي بعيدا عن كل ماهو عشائري وقبلي وتثبيت لاعتراف حقيقي وضمني بتجربة الاقليم ،ودعم لمطالب الشعب الكردي الدستورية ، فأذن العبره ليست في النتائج وانما في طريقة الممارسة والاعتراف بالاخر الفائز. كذلك سيكون عزاؤنا هو ظهور معارضة سياسية جدية في الاقليم ، تعمل من خارج السلطة على الاستفادة من الاخطاء ،لقد كانت الممارسة الديمقراطية في كوردستان سابقا ولاتزال تعاني من عدم وجود معارضه حقيقية منافسة يمكن لها ان تسحب البساط من تحت اقدام المتحكمين بالسلطة والمتلاعبين باموال الشعب ، ومن سيئات الدعاية الانتخابية الطرق على الابواب ليلا من قبل مجموعات حزبية مكلفة لتذكير الناس بواجبها الانتخابي وهي ممارسه تذكرنا بأيام زمان عندما كان الرفاق الحزبيون لحزب صدام يقتحمون على الناس بيوتهم لارغامهم على المشاركة في المسيرات والمظاهرات المفتعلة لادانة هذا الجانب او ذاك ، ومع وجود الفارق بين الحالتين الا انها تبقى سلوكا غير محبب ، فالقنوات الفضائية والاذاعات المحلية يمكن لها ان تدفع المترددين الى المشاركة ولايحتاج الامر الى الاساليب البدائية والتجول بين الا زقه، هذا ناهيك عن تسيير قوافل طويله للسيارات بزعيقها المتواصل وصرخات المرا هقين .هذا لايعني ان الصورة مظلمة ولكن خوفنا على التجربة من ان تنجر الى مطبات لاتحمد عقباها دفعنا الى التنويه الى هذه الحالات السلبية التي نتمنى ان تكون سحابة صيف ما تلبث ان تمر.
فأذن في 25/7/2009 سيكون هناك امتحان عسير يخوضه الشعب الكردي في كوردستان العراق لاختيار ممثليه في البرلمان ورئيس جديد للاقليم . هذا الامتحان سيرسم صورة جديدة لهذا الاقليم نتمنى ان تكون مشرقه ومخيبه لظنون المتشككين وحسرات المتربصين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!