الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا وحقوق الانسان

أحمد الجنديل

2009 / 7 / 22
حقوق الانسان


مع شيء من الإنصاف ، يمكن القول بأنّ قضية حقوق الإنسان كانت ولا تزال ، من أهم الأهداف النبيلة التي تسعى أمريكا إلى تحقيقها سواء كانت هذه القضية داخل أمريكا نفسها أو خارجها وعلى امتداد أرض الله الواسعة .
لقد دلـّت الأحداث بأنّ دولة عظمى كأمريكا لا يمكن أن تتساهل بتحقيق هذا الهدف النبيل والتي تفرضه حضارتها العريقة وأخلاقها الرفيعة ، لهذا دأبت على التعامل مع هذه القضية بشكل نموذجي رائع ، كي تبرهن للعالم أجمع أنها أم الحضارات ومن دهاليزها تتعلم دول العالم وشعوبها كيف يحترم الإنسان ؟ باعتباره أثمن رأسمال في هذا الكون .
ومع شيء من الإنصاف ، يمكن القول بأنّ أمريكا العظمى تعاملت في هذه القضية مع كلّ بلدان العالم ، ولم تسلم دولة واحدة من عطائها السخي في هذا المضمار . فعلى صعيد الداخل أعطت درسا بليغا في احترام حقوق الإنسان حيث سياسة التمييز العنصري الذي كان السمة البارزة من سمات الحكم فيها ، حتى وصل الأمر بها أن أبعدت الفئران والقطط عن مختبراتها وأبدلتها بالمواطن الزنجي ، ووفقا من قناعة مفادها ، إن الفأر أغلى من رأس الزنجي الأمريكي . والذي يعرف ماحدث للزنوج الأمريكيين 1953 والأعوام اللاحقة يدرك حجم الخزين الإنساني الهائل الذي تحمله أمريكا في جيوبها. وعلي صعيد خارج أمريكا، فالمسالة تحتاج إلى خبراء لتصنيف مجمل الأفعال التي مارستها الإدارة الأمريكية تجاه دول العالم ، فقد تعاملت في حربها مع فيتنام بنيَة خالصة لوجه الله ولم يخدش أي فيتنامي واحد حتى بكلمة نابية ، وعلى مدى سنوات الحرب معها ، وتعاملت مع اليابان بان أهدت لها باقتين من الورد لازالت رائحتيهما تملأ أنوف اليابانيين. ومع دول أمريكا اللاتينية تعاملت بطريقة وبما ينسجم وسمو أخلاقها ولا تزال هذه الدول تجني العطاء الذي منحته أمريكا لها ففي نيكاراغوا وغرينادا وبنما وغيرها من الدول الكثيرة أبدت أمريكا صرامة في احترامها لحقوق الإنسان .
ومع شيء من الإنصاف لابد من التأكيد على حقيقة إن هذا العطاء الإنساني السخي ظهر بشكل واضح وعميق في تعامل أمريكا مع العرب على وجه الخصوص ، فالمواقف الإنسانية النبيلة واحترام مبادئ حقوق الإنسان قد وصلت إلى فلسطين ولبنان والسودان واليمن والعراق وكل الدول والشعوب العربية والمجازر التي حدثت وتحدث على ارض العرب خير شاهد على هذا العشق الأمريكي في حقوق الإنسان . ففي السودان نظرت أمريكا إلى شعبه وأدركت انه يعاني من شحَة الدواء فقامت بإرسال شحنه دوائية دمرت من خلالها مصنع الشفاء للأدوية . وفي العراق لم يحرم بيت عراقي واحد من درس واضح لاحترام حقوق الإنسان ، والأطفال في العراق أدركوا جيدا أن ماتفعله أمريكا في بلدهم لايختلف عمَا يفعله أباطرة هوليود في صنع الأفلام المزيفة .
ومع شيء من الأنصاف لابد أن نصفق جميعا لأمريكا ولحقوق الإنسان .
ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا وجه للحقيقة
خليل الخالد ( 2009 / 7 / 22 - 15:09 )
انا معاك اخ احمد في ما قلته وبالفعل ان ما فعلته امريكا كان خارجا عن حقوق الانسان الذي تدعيه
اما ان ننكر على امريكا ان لها دورا غير مباشر او مباشر في ارساء لمسات لحقوق الانسان في الكثير من دول العالم
لم نعد نسمع في هذه الايام ان رئيس دولة يبيد شعبه كما حصل في الثمانينيات في سوريا او العراق او حتى في تفادي اكثير من الحروب الاهلية نتيجة لوساطة امريكية
يكفي امريكا شرفا طريقة تعاملها مع الاقليات و الاكثريات على ارضها على حد سواء
ناهيك عن تعاملاتها مع اللاجئين والذي يتمناها كل عربي و مسلم
- اخي العزيز
ان امريكا لاتدعي النبوة و لا تدعي السماحة فان انت اعلنت اخطاءها فهي دولة دنيوية قامت بحضارتها لانها تعلمت من اخطائها
من لايتعلم من اخطائه في فترة اربع عشر قرنا انا اقول انه لن يتعلم ابدا

اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار