الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل اختلاف التنظيمات السياسية ظاهرة صحية؟

غازي الجبوري

2009 / 7 / 22
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


تختلف الآراء والتحليلات حول منافع وأضرار الاختلاف والتوافق بين الأطراف المتخاصمة أو المتنافسة أو المتشاركة في أمر أو عمل ما داخل المجتمع الواحد لما لذلك من تأثيرات على المعنيين أنفسهم و أتباعهم وعلى المجتمع بصورة عامة في جميع مجالات الحياة وخاصة السياسية والدينية.

وقد ورد عن الرسول محمد صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم انه قال:"اختلاف أمتي رحمة"والاختلاف المقصود هنا هو الاختلاف بين المختصين في علوم الدين حول تطبيق التشريعات الدينية في العبادات والفرائض والتطوع والحلال والحرام وفي صحة نقل الروايات عن أحاديث وأفعال الرسول عليه وعلى آله أفضل الصلوات والسلام والتبريكات وتفسيره للآيات القرآنية.

وبصرف النظر عن مدى صحة هذا الحديث فإننا نعتقد أن العكس هو الصحيح فالرسول صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وهو سيد العلماء والعارفين لايمكن أن يكون قد فعل شيء بطرق مختلفة أو تحدث حديثا بأكثر من صيغة إلا أن الظروف الموضوعية مكنت أعداء الإسلام من زرع بذور الاختلاف من اجل الخلاف بين المسلمين لإضعافهم تمهيدا للهيمنة عليهم وكما حصل فعلا على الأرض والى يومنا هذا.

نقول انه لايمكن أن يفعل ذلك وهو يعلم أنه سيحدث اختلافا بين المسلمين والدليل على ذلك انه لو وجدت وسائل توثيق لأحاديث وأفعال الرسول صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لما حدث الاختلاف الذي حدث ولما تمكن أو تجرأ احد أن يفعل ما يفرق بين المسلمين في تشريعاتهم من عبادات وأوامر ونواهي ولكان المسلمون اليوم في حال يحسدون عليه من وحدة وقوة لان الاختلاف يحدث الخلاف فالانقسام والتمزق والضعف مما يسمح بتغلغل وتدخل الأعداء الحاسدين والطامعين والحاقدين من خلال الضرب على هذا الوتر وتعميق الخلاف والتفرق وفق مبدأ"فرق تسد" فيدعمون احدهم ضد الأطراف الأخرى ويحققون أهدافهم بالانتصار على جميع الأطراف المختلفة.

ويمكن توضيح ذلك من خلال مقارنتها بقانون محصلة القوى في الفيزياء فعند إيجاد محصلة القوى المؤثرة في جسم باتجاه واحد تكون المحصلة مساوية لحاصل جمع قيم تلك القوى ، أما إذا كانت تؤثر باتجاهات متعاكسة فإنها تساوي حاصل طرح قيمها . وهكذا نثبت أن اختلاف أمة محمد عليه وعلى آله أفضل الصلوات والسلام كان ولا يزال نقمة ما بعدها نقمة وليس رحمة كما روي عنه بالخطأ المتعمد.

وهذا المبدأ ينسحب على القوى السياسية المؤثرة في المجتمع ولكن بطريقة أخرى ، فإذا كانت القوى صالحة وخيرة فأنها تسعى إلى هدف واحد وهو خدمة الوطن والمواطن وان اختلفت بالطرق والوسائل وبالتالي فإنها تحتكم إلى العقل والمنطق ولا تحول هذا الاختلاف الايجابي إلى خلاف سلبي ضار بها وبالمجتمع لأنها قوى وطنية حقيقية تضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار وهكذا قوى يكون اتفاقها غير ضار واختلافها غير ضار أيضا .

أما إذا كانت غير هناك قوى غير صالحة وأخرى صالحة فان اختلافها خير لكي يميز المواطن القوى المؤذية من النافعة وبالتالي يدعم الصالحة والخيرة في مواجهة القوى المناهضة لإبعادها عن الساحة وإزالة تأثيرها الهدام في المجتمع.

لكن في حالة كون جميع القوى السياسية العاملة على الساحة غير صالحة وضارة بالمجتمع ففي هذه الحالة فقط يكون اختلافها حالة صحية لأنها ستفضح بعضها البعض وتنشر كل قوة غسيل القوة الخصم وبالتالي سيؤدي إلى إضعافها جميعا ومن ثم يسهل التخلص منها من قبل الشعب الحي ولذلك قيل :"إذا اختلف اللصوص ظهرت السرقة" أما اتفاقها فسيكون ظاهرة غير صحية بل كارثية لأنها ستلحق أضراراً كبيرة على المجتمع لأنها ستتحد ضد الشعب لنهبه وسرقة أمواله واغتصاب حقوقه وحرياته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب