الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاكم أبدية

كفاح هادي

2009 / 7 / 22
حقوق الانسان


ماذا يعني ان يكون الانسان حراً عندما يولد في اتون المأساة ؟ وماذا تعني الحرية في الزمن العراقي الضاجّ و المفعم بنصوص الاستعباد وقساة الحروب المقدسة، واية جرعة من الحرية ستغص بها الضحية وهي تقف مشدوهة امام الجلاد، وان كان في قفص الاتهام. في مشهد المحاكمات العراقية لمجرمي الحروب والتهجير والابادة والتغييب،تتهاوى مفاهيم العدالة عند رؤية ازلام نظام العوجة ينعمون بالصحة والعافية والراحة والاطمئنان،وكأن حالهم يحكي عن اقامتهم السعيدة في فنادق الـ (خمس نجوم) فهم ليسوا كاقرانهم من المجرمين النازيين الذين حوكموا في غوتنبرغ، منظرهم هذا يبعث في نفس الضحية الرعب والخذلان، ترتعد نفس الضحية من القلق والشك في عدالة قضيتها. المجرمون والقتلة صادروا كل تفاصيل الحياة وحولوها الى اسلاب وضيعات، صادروا البيوت والمزارع ومستقبل الاطفال وآخر امل للضحايا بعيش كريم، هجروهم في ابشع حملة تمزيق للشمل،حين كانت ( الثورجيات العروبية) من يسار ويمين تهتف محشرجة للم الشمل العربي، وحين كان الضمير الوطني يردح احتفاءً بآخر انقلابات المسوخ البعثية، لاغرابة فالمواطنة هنا قبائلية حد اللعنة.
كم حلمنا بدولة المؤسسات،واستقلال السلطات،كم حلمنا بعودة الوطن لابنائه، وكم كان الواقع متوحشاً حين انقضّ على كل احلامنا، الابناء عادوا بعد رحلة الغربة والضياع في المنافي،ليبدأوا رحلة الضياع في ادغال هيئة دعاوي الملكية،املاً باسترجاع منزل اودكان بات غصباً للوشاة وزوار الفجر،عاد المهجرون ليتلقفوا بانفاسهم اول نسمة حدودية تحمل عطر الوطن،الا ان جثث النخل المصلوبة على اطراف المدن الصحراوية،لم تحمل اليهم فأل خير يبشر بعهد جديد، ولم تكن الطريق ألى البيت سالكة,آمنة، فتحالف احفاد العوجة وخفافيش القاعدة وامراءالموت، اشعل فتيل كل الاحقاد الخبيئة، واحياء طقوس التكفير وسوق المجتمع نحو جحيم الارث الدموي الزاخر بالامجاد،لتكون النتيجة حرقاً وتدميراً لكل مايمت للمدنية بصلة.
القضاء العراقي تمترس خلف اسوار المنطقة الخضراء،خشية ان تطاله عبوة ناسفة او فوهة كاتم صوت في ليل بهيم.
عندما اراد تشرشل ان يلم بوضع بلاده وما آلت اليه الامور في بريطانيا ابان الحرب العالمية الثانية،جاءته الاجابة أنّ العديد من البنى التحتية للبلاد قد تعرضت للتدمير بفعل القوة الجوية الالمانية،الا انه عاد وتساءل عن وضع القضاء،فقالوا له ان القضاء مازال بخير، عندها اطلق عبارته الشهيرة قائلاً: (اذن مازالت بريطانيا بخير)،انه درس تاريخي بليغ لم تقرأه مجتمعات الهامش ولم يعن امراً لمرقعي اسلاب الضياع الابدي.
فمن اجل ان لاتضيع حقوق وحقوق،يتوجب علينا فتح كل الملفات المسكوت عنها ولندخل جميعاً الى اروقة المحاكم الابدية، نستعرض كل رذيلة البسناها حلة الفضيلة، نخلع اقنعة البراءة لنكشف عن وجه الجريمة وقبحها،فمن دون مبضع النقد الجريءستظل دائرة الضحية والجلاد تطوق اعناقنا،ستظل كل ضحية تبحث عن جلادها لتستبدل واياه الدور ولو بعد حين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أميركا.. اعتقال 33 طالبا أثناء فض اعتصام مناهض للحرب في غزة


.. طيران الاحتلال يستهدف منزلا وسط خيام النازحين في مدينة رفح




.. منظمات حقوقية تونسية تو?سس تحالفا ضد التعذيب


.. إسرائيليون يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة تبادل مع




.. كيف تنعكس الأحداث الجارية على الوضع الإنساني في غزة؟