الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذاهبون للمؤتمر

فاطمه قاسم

2009 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


حتى هذه اللحظة ،ورغم كل المعيقات ،فان الإرادة الفتحاوية تتجه إلى ضرورة انعقاد المؤتمر انعقاد المؤتمر السادس للحركة في موعده المقرر في الرابع من الشهر القادم ،وفي مدينة بيت لحم لتاريخية الشهيرة ،مدينة السيد المسيح ،وموطن بشارته.
وحتى موعد المؤتمر المتفق عليه أي الرابع من آب القادم، فإن به دلالات هامة، فهو اليوم الذي ولد فيه قائد الثورة المعاصرة، الشهيد ياسر عرفات.
بعد انقطاع استمر عشرين سنة، فان المؤتمر السادس أمامه قضايا كثيرة يتوجب، أن ينجزها المؤتمر:
أول هذه القضايا: الوقوف بشجاعة لتقييم المرحلة السابقة، ليس بهدم النقد الهادم والندم على أخطاء ارتكبت، بل بهدف وضوح الاستنتاجات، والقدرة على توافق حول ما حدث داخل فتح، وما حدث حولنا.
ثانيا :التوافق حول رؤية جديدة للحركة ، رؤية للذات الفتحاوية ،ورؤية للدور ،ورؤية للأخر وكيفية التعامل معه ،ورؤية للهدف وكيفية الوصول إليه .
ثالثا : إعادة صياغة البنيوية الفتحوية بما يتلاءم مع الوضع والزمن الراهن ،وشروطه ،ومعطياته ،فما كان يصلح بالأمس قد لا يصلح اليوم ،وعلى سبيل المثال ،فان خياري المقاومة والمفاوضات يحتجان إلى تكييف جديد ،والى طريقة وأسس وميلاد جديدين ،حيث أننا لسنا في الزمن الذي أعقب حرب حزيران عام 67 ،حيث كانت الجبهات مفتوحة لفدائينا حول إسرائيل من كل الجهات ،كما أن النظام الدولي الحالي يختلف اختلافا جوهريا عن النظام الدولي السابق.والمقاومة في هذا الزمن يجب أن يكون لها معايير جديدة، لان تجاهل حيثيات الزمن تقود إلى انتكاسات خطيرة.
وفي السياق نفسه :
فان المفاوضات في هذا الزمن تحتاج إلى نقاط ارتكاز جديدة، وطريقتنا في حشد عمق وثقل عربي، وتأييد عالمي
لها معايير لا تتفق مع معايير الزمن الماضي، ولا بد من التجرد الحقيقي في هذا الاتجاه.
رابعا :
هذه الرؤى الجديدة، والأدوار الجديدة، والبنيوية الجديدة، تحتاج إلى نمط جديد من القيادة، بعيدا عن لعبة الحرس القديم والجديد، نمط جديد من القيادة في الأشخاص أنفسهم، وفي آليات العمل لهذه القيادة نفسها، وفي مفهوم تحمل أمانة المسئولية.
وفي هذا السياق :
فان المؤتمر يجب أن يكون سيد نفسه ،وأعضاء المؤتمر الذين سيتاح لهم المشاركة في المؤتمر وهم ليسو أكفأ الجميع ، يجب أن يتحملوا أمانة المسئولية في الحوار داخل المؤتمر ،لتكريس معايير لانتخاب هذه القيادة الجديدة ،ليس فقط عبر تحكيم الضمير الوطني ،ولكن بتحكيم قواعد المصلحة السياسية ،فكل عضو من أعضاء المؤتمر يجب أن يسأل نفسه بشجاعة وقوة انتماء ،ويجب أن يسأل غيره ، من هم الأصلح لتحمل مسئولية القيادة ؟
هل هم اللذين نجبهم عاطفيا، أو اللذين من الشلة، أو المنطقة، أو العشيرة،
أم أنهم الأشخاص اللذين نتوسم فيهم القدرة على حمل الأمانة ،وخاصة في الظروف الصعبة ،والتي قد تدفعنا جميعا إلى مخاضات النضال الأصعب ، حيث القيادة يجب أن تكون قادرة على استيعاب المتغيرات ،وإيجاد البدائل ،والخوض في دروب ربما تكون استثنائية ،فمن الذي يصلح لكل ذلك ؟
اعرف انه بعد انقطاع دام عشرين سنة ،فان أكثر من ألف وخمسمائة عضو يجتمعون لأول مرة ،وفي ظروف ضاغطة ،لمدة قصيرة ،قد يكون من الصعب التعرف على بعضهم وهذا هو التحدي نفسه ، وهو الذي يفرض على المؤتمرون البحث بعقول منتبهة ، عن الفكرة الصحيحة ،والجديدة والملهمة ،والبحث عن آليات دقيقة وصالحة للنجاح ، وان يستقرؤا بأمانة وصدق ،من هم هؤلاء الأعضاء الموجودين بينهم في قاعة المؤتمر الذين يتوسموا بهم القدرة على تحقيق الآمال والأهداف .
مسئوليتكم مضاعفة
واختياراتكم حاسمة
واني على ثقة ،بان هذه الحركة الرائدة ،حركة فتح ،عندما تنحاز إلى نفسها ،حين تنحاز إلى فتح ، ستكون قادرة على أن تصنع المستحيل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟