الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احبسوا( نعثلاً ) فقد سرق

جعفر درويش

2009 / 7 / 22
كتابات ساخرة


لقد تهرأت عباءة الدين او كادت مؤخراً ، على ايدي الملأ الذين استكبروا واستهتروا بارواح الناس ، وعاثوا في الارض فساداً باسم المقدسات ، هؤلاء لم يتركوا مغزة الا وسخروها من اجل منافعهم الشخصية ، وجاءوا لا يتورعون من طمس الحقائق وتجميل وجه الباطل بمساحيق الزيف والكذب ، متخذين من الدين مطية للوصول الى مآربهم الدينية.
هذا الواقع لمسه الشعب العراقي اخيراً لمس اليد وانكشفت له الحقائق. وصار الناس عندنا لاتطيق رؤية رجل الدولة يخلط الدين بالسياسة وهو باسطا ذراعيه على طاولة المسؤولية وقد انغمست اصابعه بخواتم العقيق والفيروز ، يعطي من طرف لسانه الاخلاق والورع والتقوى وحب الخير ومساعدة المحتاجين ، ويتباكى على مظلومية القديسين والائمة والصالحين ويدعي صبرهم جلدهم على اللالام والعوز والفقر ، لكنه يعيش في مكتبه حياة هارونن الرشيد!!!
هؤلاء لم يستطيعوا ان يقدموا نموذجاً مقنعاً عن المتدين الذي يخشى الله ويحب الوطن، بل على العكس من ذلك تماما، خصوصا ساظهر لناس على مسرح السياسة في العراق ، إذ كشفت ملفات النزاهة وانه ليس لبس او تأويل ان من فسد وتلاعب بالمال العام ، انما هم الذين اجادوا لعبة التجارة بالمقدسات ومن الذين احسنوا ارتداء عباءة الدين مزركشة تقليل من الوطنية، فجاءت خلطتهم محكمة ومن الصعب كشفها (ان لم يكن مستحيلا) فنراهم اليوم واثقين جدا من شغل مناصبهم وبناء قصورهم وتعيين اقاربهم وامضاء مقاولاتهم وابعاد خصوماتهم والاطمئنان الدائم على تدفق مصالح عوائلهم في الخارج ، والانكى من ذلك انهم حتى بعد ان قبض على احدهم متلبسا بالهروب من ارض الوطن المنهوب، لم يهتز لهم قصبا ، بل وجدناهم يراهنون وبقوة على ان ثمة مصالح سياسية لابد تحميهم . وهذا ما سمعته بالفعل من احدهم، وهو مدير عام فاشل منذ اكثر من خمس سنوات وفي احد اهم الدوائر الخدمية التي تجري من فوقها العقود وعلى يمينها وخلفها واسفل منها وقد جاء تعيينه بالمحاصصة سيئة الصيت، قلت له الا تخشى رياح التغيير التي سترثها حملة مجلس النواب على الفساد والمفسدين، قال لي بالحرف الواحد: ان الاصلي لايخاف ، انما الذي عليه ان يخاف هو المربوط (جطل) اشارة الى المسؤول الغير محمي سياسياً فاسقط في يدي من جوابه واصابني الذهول ، لمعرفتي انه مضى على ارتباطه بحزبه اكثر من خمسة وعشريون عاما فهو اذن اصلي بامتياز ! وله الحق دون سواه ان يتخذ من الدين بابا للارتزاق وبضاعة للاتجار والترويج، معتبرا رفاهية السلاطين التي يعيشها في قصره المشيد (حديثا) ، ما هي الا مكافأة له يبعثها الله للمتقين في الحياة الدنيا ، ليثبت اقدامهم على الطريق الذي سينتهي (قطعا) الى الجنة كما يزعمون، فسلام عليهم يوم تدينوا ويوم انتخبوا ويوم صاروا سلاطين، وتباً لنا نحن الجياع الذين اكل الفساد بلادنا ولا عقاب للفاسدين، وليس فينا من يتقضى ، والاحزاب شرهة ولاتشبع ومن المضحكات المبيكيات ان الكل حالم بغد لا يأتي ، وليس فينا من يصرخ كما اطلقتها مدوية بوجه الفساد والظلم زوجة النبي: (اقتلوا نعثلا فقد كفر..) ليس فينا من يطلقها مرة ثانية بوجه هذا الزمن المارق ولكن دون قتل، ويقول ونقول معه :
احبسوا نعثلا فقد سرق
احبسوا نعثلا فقد سرق
وتباً للذين يتاجرون بآلام موسى الكاظم ويتنعمون ببذخ هارون الرشيد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل