الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات برلمان كوردستان: هل هناك جديد؟

جاسم الحلفي

2009 / 7 / 23
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


حال انقضاء ساعات نهار يوم 23/6/2009، تكون الحملات الانتخابية في إقليم كوردستان قد حطّت أوزارها، بعد ان شهدت القوائم الانتخابية تنافسا كبيرا من اجل التأثير على (2.518.229) ناخب يحق لهم الإدلاء باصواتهم يوم السبت القادم لاختيار ممثليهم في برلمان كوردستان القادم، وكذلك لانتخاب رئيس إقليم كوردستان. هذا وقد جهزت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات من اجل انجاح هذه الحملة (1149) مركزا انتخابيا يحتوي على (5403) محطة اقتراع في ثلاث محافظات كردستانية ضمن الحدود الإدارية الحالية للإقليم.
ولم تخل الحملات الانتخابية من خروقات انتخابية، فقد تجاوزت الشكاوى التي تقدمت بها القوائم الى المفوضية (200) شكوى تتعلق باستخدام موارد ووسائل ورموز الدولة، وتمزيق الملصقات، والتضييق على المرشحين، فضلا عن الاتهامات بالفساد وشراء الأصوات. وهناك خروقات عديدة لم تستوعبها انظمة المفوضية وقواعدها، منها ما يتعلق بالقذف والتشهير ومنها ما يتعلق بازعاج المواطنين والاخلال بالنظام العام والمرور، ورغم ذلك يبدو ان حدة المنافسة الانتخابية، وتصاعد وتيرتها لم تعد كافية لبعض الاوساط المشككة بالعملية الانتخابية برمتها في كوردستان، فهناك من يعتبرها مفبركة، محسوبة النتائج سلفا. ولكن المتابع للوضع في كوردستان عن كثب ينفي وجود ترتيبات مسبقة، كما يصعب التكهن بنتائج الانتخابات، وهناك ثمة مفاجأت غير متوقعه.

فالوضع في كوردستان حساس بعض الشيء، وهناك تذمر من اداء حكومة الاقليم، وضعف الخدمات التي تقدم للمواطين، وتداخل دور السلطة والنفوذ والمال، وتدخل احزاب السلطة في الشأن العام، الى جانب تنامي عدم الرضا من اداء ممثلي اقليم كوردستان في الحكومة الاتحادية، الامر الذي عزز الرغبة في تغيير الاوضاع، والتي اعتمرت بين افئدة الناس طويلا، وبحثت عن " خط ثالث "، عسى ان يشكل معادلا سياسا للاوضاع ان لم يكون بديلا انيا متكاملا.

ان الحاجة الى تحسن الاوضاع المعيشية، وتقديم الخدمات الى المناطق التي تشكو من قلة الخدمات وترديها، ومحاربة الفساد، باعتبارها حاجات تمس حياة المواطن بشكل مباشر، والسؤال على اي قائمة يراهن المواطن ويضع اشارته يوم 25/7/2009.

لذ تجد القائمة الكوردستانية تخوض حملتها بنشاط غير مسبوق، تعد الاقوى والاهم منذ انتخابات عام 1992، فقد اشترك في الحملة ابرز قادة الحزبين كان في مقدمتهم السيد جلال طالباني رئيس الجمهورية والسيد مسعود البارزاني رئيس الاقليم والسيد كوسرت رسول علي و السيد برهم صالح والسيد مسرور البارزاني فضلا عن اعضاء المكتبين السياسيين. وتتحدث القائمة عن الانجازات التاريخية التي حققتها للشعب الكورستاني، وتعرض مشروعها الواعد بتحسين الاوضاع وتحقيق الاستقرار، عبر تحقيق اماني الشعب الكوردستاني، فانها تحذر من المجازفة بعدم تجديد انتخاب القائمة الكوردستانية، ما يضع المكاسب المتحققه في مهب الريح! بالمقابل هناك قوائم مهمة طرحت برامجها، على امل انجاز نجاحات انتخابية تمكنها من تحقيق تغيير ما في الوضع السياسي الكوردستاني القائم، فهناك نشاط واضخ لقائمة اليسار الكوردستاني، "قائمة الحرية والعدالة الاجتماعية"، التي بدأت نشاطها عبر تحالف القى حجرا في الوضع السياسي الراكد. وهناك قائمة "الاصلاح والخدمات" التي تتصدرها الاحزاب الاسلامية، تحاول تعزيز مقاعدها في البرلمان، لكن تزاحمها قائمة " التغيير" التي ولدت من رحم الاتحاد الوطني الكوردستاني، ورفعت شعارات كبيرة، واستطاعت ان تكسب لها حضور واعد، وقد يحسب لها حساب.

تؤكد القوائم المتنافسة انه من غير الممكن بقاء الوضع كما هو عليه، ويشتد التنافس بين خطابات القوائم، خطاب يدعو الى الحفاظ على المكتسبات وتطويرها، وخطابات اخرى يدعو الى خلق بديلا اخر يسهم في تحريك الوضع السياسي من ركوده. بين هذا وذاك ينقسم المصوتون يوم 25/7/2009، وسنرى ان وضع جديدا غير مألوف تمت صناعته بقدرة الشعب الكورستاني وخياره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يكون قانون -الحريديم- في إسرائيل سببا في إنهاء الحرب؟ | ا


.. فيليب عرقتنجي ولينا أبيض: رحلة في ذكريات الحرب وأحلام الطفول




.. مصر: مشروع قانون الأحوال الشخصية.. الكلمة الأخيرة للمؤسسات ا


.. هآرتس: استعداد إسرائيل لحرب مع حزب الله بالون أكاذيب




.. إسرائيل تؤكد على خيار المواجهة مع حزب الله وواشنطن ترى أن ال