الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزء الثاني/ الصديقتان

عبد الوهاب المطلبي

2009 / 7 / 23
الادب والفن



المدينة الصحراوية المطلة على بحر الظلمات...تبدو كحجر كريم مضبب بالغبار تفترش الارض كلوحة تمثل عناقا ً أزليا بين رمال الصحراء والسماء وبين أمواج المحيط المفضضة بالزبد.. البعض من سكان هذه البلدة يمتهن الصيد في مراكب صغيرة...أحد الصيادين الذي لوحته شمس الصحراء...يقاوم الموج وهو يمد شباكه في صراع ٍ مرير مع البحر...الصياد طويل القامة يحمل عينين نفاذتين وشعر رأسه مجعد وقد لف كوفيته حول عنقه اقرب الى بدو الصحراء العربية الكبرى صوبهما بإنداهش نحو الامواج ..رأى شيئا عجيبا تداعبه انامل البحر ..صرخ أنها حورية البحر :-...تعال يا ولدي لنجذف نحوه.. هناك حيث اسماك الدلافين تدفع بعروسة البحر نحو الساحل..اقترب الرجلان من الشيء العجيب..فزعا اول الامر حين شاهدا فتاة سمراء لطيفة المعاني بلباس السباحة ..منتفخة الجسم جراها الى رمال الساحل بتأني...قال الاب : إذهب يا ولدي لإبلاغ نقطة الشرطة...قبل ان ندفن هذه الغريقة.... وبينما كان يتطلع الى ملامحها..احس بوجود شخص وراءه إذ غمره ظل ٌ مفاجيء ، التفت اليه اقترب الشخص من جثمان الغريقة وهو يبكي بصمت...تعجب الصياد واخذته الحيرة وتساءل من أين اتى هذا الرجل ؟...نظر الى ملامحه رآه غريبا لا يشبه قومه الصحراويين...شعره السرح وقد غزا ه الشيب واحال لونه رماديا..عيناه صغيرتان فم كأنه خط فيه انحناءه صغيرة ما زال الرجل يحتفظ بشيء من الوسامة المقبولة...قال الصياد في نفسه لابد أنه والد هذه الشابة التي تجاوزت الرابعة والثلاثين من عمرها..او ربما أخوها وهم بسؤاله الا أن طابورا من الرجال والنساء وسيارة الشرطة احاطتْ بهما...تعجب الصياد من حضور الرجل الغريب حتى أنه لم يلتفت الى الحضور...قال الشرطي الضابط الى الصياد اين عثرت على هذه الفتاة ؟ أشار الصياد الى البحر... انحنى الضابط متفحصا ً ثوب السباحة رأى ثمة ثمة حزام جلدي عريض تحت ثوبها ..رفع الثوب قليلا بعد ان ابعد الرجال واشار اليهم بحرمة الميتتة وجد جيبا في حزامها قرأ بطاقتها نودي طه البو هايل التقطوا لها صورا مختلفة، ثم انتبه الضابط الى الرجل الغريب وهو يبكي بصمت وكأنه يريد ان يحتضنها ..صافحه الضابط وواساه..قائلا له : البقاء لله...، الله ُ غالب..،.لم يكترث الرجل اليه بل واصل ذرف دموعه التي ابتل بها منديله.. قال له الضابط اراك غريبا عن هذه البلدة الصحراوية...؟؟ لم يفهم الرجل كلامه واجابه بالعربية الفصحى : ماذا تقول ايها الضابط؟؟قال الضابط بلكنته الصحراوية: من أنت ؟ هل انت ابوها أم أخوها؟
قال الرجل الغريب: كلا..قال الضابط :أأنت زوجها؟ قال الرجل: كلا.وتلعثم باكيا أنا حبيبها...انها نودي حبيبتي؟ قال الضابط : من اين تعرفها...اجابه وهو يعبث بالرمال انها حبيبتي نودي...اعرف ان ندوه قد اغرقتها هناك في بلاج العاصمة لكن الموج حملها اليكم كنت اتبعها...اخذت الدهشة كل الحاضرين أمر الرجال ان يحضروا لها كفنا ولما انتهت مراسيم الدفن أمر الضابط رجاله بالقاء القبض على الرجل الغريب...قال لهم امهلوني كي اصلي عليها ...وافق الضابط على مضض...بعدها عانق الغريب القبر صارخا: يا نودي سأنتقم لك من ندوه عهدا اتخذته...وحين امتدت الايدي لوضع الاصفاد في يديه هب إعصار ٌ لولبي ٌ رهيب ٌ فتبعثر الرجال وتدحرجت سيارة الشرطة ثم ارتفعت الدوامة الى عنان السماء و غابت عن الأعين...نهض رجال المدينة ورجال الشرطة وهم يبحثون عن الرجل الغريب إلا أنهم لم يعثروا على أثر له
http://abdul.almuttalibi.googlepages.com
http://www.youtube.com/watch?v=JN3D_AU2AuI&eurl=http%3A%2F%2Falodaba%2Ecom%2Fvb%2Fshowthread%2Ephp%3Fp%3D70143%26posted%3D1%23post70143&feature=player_embedded









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصيدة الشاعر عمر غصاب راشد بعنوان - يا قومي غزة لن تركع - بص


.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟




.. الشباب الإيراني يطالب بمعالجة القضايا الاقتصادية والثقافية و


.. كاظم الساهر يفتتح حفله الغنائي بالقاهرة الجديدة بأغنية عيد ا




.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف