الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غِبارٌ العراق والوجوه الغابرة

كريم الثوري

2009 / 7 / 24
كتابات ساخرة


غبار العراق احمركدماء الشهداء ، في لحظة المُباغتة ينزل من السماء المُحمرّة بدل دقائق المطر، تستنشقه افئدة مجبولة بنداء اللعنات ، مزيج من رخاوة الارض التي عبثت بها مجنزرات الحروب ومخلفاتها فارتخت التربة فاغرة فاها لعبثِ مخزوناتها في باطن الارض ، فانهالت الرواسب زوابع تستذكر تاريخها المعطوب وتحن لزمن الارواء في موروثاتها الاسطورية حتى بدت مصدات اشجار السرو الإبرية واليوكالبتوس ذات الازهار المتناملة، شبه عاجزة لعدم قدرتها على الإيض الغذائي من اوراقها بعد ان زحف الاحمر بلزوجته فمنع عنها الابصار والنمو...
غبار العراق شكل من اشكال الغضب ، منذ سنين عجاف لعقوبة تطال الحاكم والمحكوم ، من يرسم سنبلة يحصد لونا قزحياً ما بال أمل الطفولة في شكل راع مسيرتنا وكيف ينام الليل في فلتر انفاسه ونشيج الدمع الاحمر يعصف مملكة الرب؟
وامعتصماه.... عاجزون حتى عن فلترة الهواء فكيف يكون الامل المنشود في إحياء الارض وهي سخام احمر عاليها نثاريتطاير وباطنها مداد ركام؟
لماذا لا يلحق الغبار الأحمر مدينة الرياض منبع الارهاب الفكري والجسدي ؟ ولمَ هو بمنآى أن يطال مدن وعواصم الجوار التي تنعم بالاخضر؟ ليس مصادفة وانما بتكليف امبراطوري عثماني منذ السقف الاول؟
يارب أي حكمة في حكمتك وكأنك تُهيأنا لعفاف في شكل ألم مستفحل فالتقشف والمعاناة أشكال ألفناها ومازالت ترفلنا بالزلفى اليك ،ولكننا سنموت من القحط في نياط حكامنا، مُذ عرفونا لم يحسنوا الظن بنا فذلك الجبروت القابع فينا كان يُفرغ الكهرباء في مياه الشط لُيقنَنا فيها فنترقب النور في ذوبان الشموع والزاد في الحصة التموينية والماء سرابيل القطران.
راعي مسيرتنا اليوم تكالبت عليه كل نؤب الدنيا لا لشيء سوى أنه كان من بين ظهرانينا يوما من الايام وعليه أن يدفع ضريبة أن يجلس على كرسي صيروه لغيره اولئك المحددون برهان سكوتهم مقابل بيع الاوطان للأجنبي كذلك في كتبهم الصفراء..
وطننا ينمو بالسرطانات وذات الرئة والتهاب القصبات والربو ، فمن يُطبب جراحاته غير مارد جبار يتصيدنا من الأعالي بعد أن وكلنا اليه كل شيء بما فيه مفتاح العاصمة بغداد وقبلها المحافظات والنواحي والاقضية فقلب عاليها سافلها بمنجزراته رذاذاً احمر وخراب تماسك الاسفلت الستيني ونفث اسود دخانه حتى ابتلت الابنية وجلَت عنها الطلاءات...
كان الشعار إذا قال صدام قال العراق
صار الشعار إذا قالت أمريكا نهض العراق
مابين أمريكا وصدام فاصلة - كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
- فمن يُشغَل الفُراغ؟
كل الدلائل تشير سينهض العراق من الغبار مُعافى إنها مشيئة الواحد الاحد
لم يتقبلها صدام
ولم يستسغها الجوار
ومازال اولياء امورنا الجُدد يداورونها بين راغب وخائف ومتزلف..
وما بين الرغبة المنزوعة من الاقدام والخوف في ان يتزحوحوا ، سيكون للفقراء وقفة اخرى مباغته لم يتخيلها مخلوق على وجه الارض لانها تنمو ببطء بعيداً عن اعين الانواء الارضية والجوية واشكال الاشباح في احمر السماء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف