الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرائق الوزارات .. صدفة أم تماس كهربائي !!

مهدي زاير جاسم

2009 / 7 / 24
الادارة و الاقتصاد


بين الحين والآخر نسمع عن حريق حدث في هذه الوزارة وتلك الدائرة بالصدفة ، ويحترق الطابق الذي يحوي العقود والمناقصات الوهمية مما كان يجري من فساد داخل الغرف المغلقة بالصدفة ، وينجو المخرب أو الموظف الفاسد وتضيع الأدلة ويقيد الحال ضد مجهول بالصدفة ، ويتم حرق عدة طوابق لكي يتم إخفاء الطابق المقصود بالحريق ويضيع الحابل بالنابل بالصدفة ، وهذا الحادث تكرر في عدة دوائر ووزارات رسمية وآخرها وليس أخيرا الحريق الذي حدث في وزارة الصحة (والحبل عالجرار) .
فمن ياترى الوزارة التي سيتم حرقها مستقبلا لكي يخفى الفساد؟ فيها وتحرق السجلات وينجو الفاعل من العقاب، فهذه الحرائق أصبحت تقليدية فقبل كل تفتيش ، أو جرد سنوي يحصل (تماس كهربائي) بالصدفة! فيحرق الأخضر بسعر اليابس فنظل نضرب كفاً بكف ندماً على المال العام الذي يهدر بوضح النهار دون رادع ، أو رقيب أو خوف أو وجل فهذه ليست أول مرة تحدث هذه الحرائق فقبلها أحرِق البنك المركزي العراقي ووزارة التجارة ووزارة النفط وهلم جراً .

إلى متى نبقى نتفرج على ضياع المال العام ؟ والى متى يخفى الفساد بالحريق المفتعل؟ والى متى لا ُيعرف الفاعل ولا يُسلّم إلى القضاء؟ والى متى يظل المفسدون يسرحون ويمرحون وينهبون المال العام وبعدها يحرقون الطابق الذي يضم السجلات والعقود والمناقصات الوهمية؟ والى متى يضل الحادث يقيد ضد مجهول والفاعل هو (التماس الكهربائي!!) نعم فالكهرباء هي الفاعل هي التي أُحرقت الطابق المقصود وهي من أشعلت النيران وهي من سرقت المال العام ولو كان هناك لسانٌ للكهرباء لتحدثت وفضحت الذين أشعلوا الحريق ونجوا بفعلتهم ، وأين المسؤولون من هذا الحريق الذي إلتهم عدة طوابق؟ .

نحن نخاف أن يحدث هذا الحريق في وزارات مهمة لها علاقة مباشرة في حياة المواطن وتضم سجلات تتعلق بالأمن الوطني ، فخلف هذه الحرائق ضاعت السجلات والوثائق التي تكشف الأموال التي تحصلت بالفساد وملايين الدولارات التي سوف تصرف على إعمار الوزارة التي أُحرقت بما فيها من بناية وأثاث ومحتويات إذا فخسارتنا مضاعفة ، ومن ضياع العقود والمناقصات الوهمية التي لو وجدت لكشفت الكثير من المفسدين وحافظت على المال العام ونحن الآن بأمسّ الحاجة لهذه الأموال لإعادة إعمار البلد الذي حطمته الحروب وبناء مشاريع للبنى التحتية وليس لإعادة أعمار الوزارة المحروقة بفعل فاعل والفاعل هو التماس الكهربائي ، فكلما يحدث حريق في وزارة معينة يكون المتهم الأول هو "التماس الكهربائي" لذلك علينا تقديمه للعدالة لينال جزاءه العادل .

ويتطلب هذا الأمر منا وقفة شريفة مع كل الجهات الخيرة ووقفة شجاعة من الحكومة لرصد المفسدين الذين سولت لهم أنفسهم للتلاعب بالمال العام وحرق الوزارة التي كانت سببا في معيشة عوائلهم ، ليقدموا للمحاكمة لكي يكونوا عبرة لغيرهم كما يجب زيادة إجراءات الأمان والسلامة في الوزارة وحفظ السجلات في أماكن بعيدة عن الكهرباء ولا تصلها أيدي العابثين وان توضع في أيدي أمينة وليس كما فعلت إحدى الوزرات عندما حفظت الملفات في سرداب الوزارة فحفظتها من الكهرباء وأتلفتها ماء المجاري !.

ونتمنى إن لا نفاجأ بحريق آخر في دائرة أخرى لكي يطمر الفساد ، فالفساد مستمر والحرائق مستمرة والكهرباء مستمرة والفاعل ينجو بفعلته باستمرار وكما قال المثل الدارج (من امن العقاب ساء الأدب) فكفى حرائق وكفى فساداً وكفى نهباً بالمال العام وكفى ظلماً للكهرباء التي أصبحت شماعة يضع عليها المقصرون أخطاءهم فالمال العام هو لكل العراقيين والمحافظة عليه واجب كل العراقيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أردوغان ونتنياهو .. صدام سياسي واقتصادي | #التاسعة


.. تركيا وإسرائيل.. مقاطعة اقتصادية أم أهداف سياسية؟




.. سعر الذهب عيار 21 يسجل 3080 جنيها للجرام


.. الجزائر في المرتبة الثالثة اقتصاديا بأفريقيا.. هل التصنيف يع




.. ما تداعيات قرار وزارة التجارة التركية إيقاف جميع الصادرات وا