الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجربة السلوفاكية- وكوردستان

مولود جقسي

2009 / 7 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


شكرا للدكتور الفاضل عبد الخالق خسين على مقاله الشفاف وصراحته المعهودة وشكرا لصديقه الكردي المحضوض الذي استطاع من حضه واقناعه على الخروج من صمته ليمتعنا بكتاباته ويغنينا بارائه في قضية تشغل حيزا كبيرا من فكر العراقيين بجميع مكوناته الاثنية والطائفية وهنا اريد االتعبير عن مشاطرتي له وصديقه في الحرص على وحدة وسلامة الشعب العراقي بجميع مكوناته وكلي يقين ان غالبية الشعب الكردي بل الشعب العراقي برمته (الا من اراد الاجهاض على العملية السياسية لارجاع العراق الى ماقبل التحرير فالنظام الشمولي البائد) يشاطرونهم الهاجس والقلق نفسه وقبل الدخول في صلب الموضوع ارجو من الدكتور الفاضل الذي اعتز به
واستمتع بكتاباته وقلمه الحر ان يتسع صدره لما اورده وليس بالضرورة ان تتماثل الاراء بل ولا ضير عند الاختلاف

ذكر الدكتور الفاضل بانه راى لزاما عدم الصمت ازاء مايجري في كوردستان من تحولات وصراعات ومشاكل سواء بين القوى الكوردستانية او بين الاقليم والحكومة المركزية ..وحسب تعبير الدكتور, الا انني تمنيت لو ان الدكتور قد تفضل واوضح لنا تلك الصراعات التي لم اجد لها وقعا او اثرا ارجو ان لااكون مخطئا فحتى الامس شاهدت وعلى قناة الشرقية المعروفة الاتجاه اتصال تلفزيوني مع ممثلي القوائم الانتخابية الرئيسية في الاقليم وجميعهم اكدوا على تقدم حملة الانتخابات بشكل جيد وسلس وعدم التنازل عن كركوك والمناطق المتنازع عليها الى درجة ان ممثل قائمة الاصلاح والخدمات قالها بوضوح (وبانفعال من السؤال) انها تعتبر من المصالح العليا لشعب كوردستان لايمكن المساس بها فاين ياترى مكمن الصراع او ان الحراك السياسي والنشاطات والفعاليات الانتخابية والاعلامية نعتبرها صراعا!؟ اما المشاكل والتحولات فهذه ديناميكية لابد منها والا تجمدت وتحجرت الحياة

كما ورد في مقاله ان الاكراد قد حصل على حقوق اكثر من ما حصل عليها الاكراد في تركيا وايران وسوريا ناسيا بانها لم تقدم لنا على طبق من قبل اي من الانظمة العراقية التي انشات في اعقاب الحرب العالمية الاولى وانقاض الدولة العثمانية بل انتزعت بفضل دماء شهدائنا في حلبجة والانفال والمقابر الجماعية وبفضل جثث اطفالنا ونسائنا وشيوخنا التي كانت تدفن بجانب زنزانات سجن نقرة السلمان والمحفورة قبورهم باظافر النزلاء بعدها لتنبش جثثهم من قبل الكلاب على مراى ومسمع منهم في هذا السجن الرهبب الصحراوي وبفضل طهارة حرائرنا اللواتي سوقن في صفقات تجارية الى ملاهي ونوادي ليلية في القاهرة وعواصم العروبة او اهدين كهدايا عينية لذوي المقام واصحاب الرفعة في دول عربية , لذا لاارى انصافا استكثار هذه الحقوق على شعب اريد اذلاله وسبيت نساءه وجرع الامرين قلما عانى شعب اخر مثله فحبذا لو اعاد الدكتورالنظر في مقارنة هذا الاجحاف والمظالم بالمظالم التي تعرض لها بقية المكونات العراقية

يقول الاستاذ الدكتور الاكراد يريدون من جهة التمتع بالاستقلال التام باقليمهم ويعددها بما فيها الخارجية والبيشمركة والثروات الطبيعية في الاقليم ويريدون في مشاركتهم في حكم العراق وحصتهم في الميزانية العامة دون المشاركة فيها... جوابا على الشق الاول من تعجب الدكتور وهو عدم وجود الثقة بين المركز والاقليم اما لماذا فللاسباب التالية :
1- في ايلول سنة 1961عندما اندلعت الثورة وبعد فترة قصيرة منها طلب المرحوم عبدالكريم قاسم من العقيد الركن حسن عبود (الشخصية اليسارية المعروفة عندئذ امر موقع الموصل) بالاتصال بملا مصطفى البارزاني واجراء المفاوضت معه فحددت الساعة والمكان, وقبل فترة قصيرة من الاجتماع غير مكان اللقاء الى مكان مجاور واذا بطائرات تقصف المكان المحدد المعلوم للسلطات
2-بعد 8 شباط الاسود كان الجانبين الكوردي والحكومي في تفاوض وتبديدا لمخاوف الجانب الكردي اقسم وزير الدفاع صالح مهدي عماش الطلاق بالثلاث ان هاجمت الحكومة الاكراد ثانية الا انه لم يلتزم بل سمى هجومه وقاحة واستهزاءا بنزهة في كوردستان (علما ان الزوجة تحرم على زوجها عند الطلاق عند السنة لو نطق بالثلاث لمرة واحدة ولا يجوز ارجاعها الا بعد التجحيش)
3-بموجب اتفاقية 11 اذار 1970 كان من المفروض ان يجرى الاستفتاء في كركوك قبل 11 اذار 1974 الا ان صدام تنصل من الاتفاق بعد ان شكل جبهة قومية داخلية وتحسن اقفصاده وكدس السلاح والعتاد
4- حكومة الوحدة الوطنية الحالية كان من المفروض عليها تنفيذ المادة 140 من الدستور قبل نهاية عام 2007 الا انها لازالت تماطل واتمنى ان لاتكون تكتيكاتها هادفة لنفس ستراتيجية وهدف صدام فنفقد هذه المرة ليس فقط شط العرب بل تضاف البصرة عليه وانما لا استبعد حتى فقدان ولاية الموصل كلها
فكيف يستطيع الكورد وبعد هذه التجارب المريرة مع الحكومات المتعاقبة وصولا الى الحكومة المنتخبة فهل من المعقول ان يثق الاكراد ثانية بحكومة ما قبل تنفيذ ماجاء في الدستور,فهيهات
اما فيما يخص بالميزانية ومطالبة الاكراد بحصتهم دون ان يساهموا فيها فاريد فقط ان اذكر بان جميع الحكومات ولمدة ثمانين عام تسرق نفوط الاكراد من كركوك وتحولها الى سلاح وعتاد ثم لتوجهه الى صدورهم, وان ظهر احد يستفسر عن تبعية كركوك فمجرد اطلب منه التفكير والتامل في سبب التنصل والعزوف عن اجراء استفتاء في كركوك ولحكومتين اولهما شمولية دكتاتورية وثانيهما ديمقراطيا منتخبة بموجب وثائق واتفاقيات وتعهدات فانا واثق من ان المستفسر سوف يصل الى النتيجة الصحيحة وان لم يجاهر بها

اما مايخص اقتراح الدكتور بعرضه على الاكراد دولة مستقلة والانفصال عن العراق وبحدود ما قبل 9 نيسان 2003 وعلى الطريقة السلوفاكية (والتي كانت دولة مستقلة قبل الحرب العالمية الثانية وتم ضمها الى جيكيا عنوة) او فيدرالية تكون فيها امور الدين والدنيا بيد المركز وحتى البيشمركة تكون خاضعة له اي اقل من مضمون اتفاقية 11 اذار والتي تضمنت تبعية حرس الحدود الى الحكم الذاتي. ...اود الاحجام عن التعليق, وفقط اريد ان استرعي الانتباه الى انني قد قرات ولمرات عديدة مثل هذا المضمون من الاستقلال في بعض المواقع الصفراء الا انها لم تكن على شكل اقتراح للاكراد وانما بخشونة وطرد مثل ما يقال بالعامية ( خذ و انجب ولاتراوينى وجك) بعكس اسلوب الدكتور الفاضل والمتسم بالنعومة وسلاسة الطرح فشكرا على ذلك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو