الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انقلاب يوليو وتحطيم مصر

مدحت قلادة

2009 / 7 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


امتدت مصر الليبرالية من عام 1919حتى سنة 1952 تميزت تلك الفترة بحياة سياسية ديناميكية وذخرت بالكثير من السياسيين العظماء مثل عبد العزيز فهمي باشا وزعيم الأمة سعد زغلول وحزب الوفد الذي استطاع صهر عنصري الأمة في نسيج واحد و تمتعت مصر باقتصاد قوى وسماحة مطلقة فرئيس مجلس النواب ويصا واصف باشا كان يصرح دائما انه نائب عن دائرة لا يوجد بها قبطيا واحدا سوى نائبها وشغل بطرس غالى باشا رئيس وزارة مصر ونجح مرشح الوفد بطرس حكيم في الفوز بدائرة المراغة بلد الشيخ المراغى شيخ الجامع الأزهر وكانت نسبة النواب الأقباط في الحياة النيابية عالية جدا هكذا كانت مصر في العصر الليبرالي " العصر الجميل " .
اثر انقلاب يوليو على مصر ساهم في تحطيم صورة مصر الجميلة في كل مناحي الحياة سياسيا اجتماعيا واقتصاديا...الخ وصارت مصر بفكر الرجل الواحد.

فسياسيا اصبح الكل يسير بفكر الرائد والملهم الواحد ولا صوت يعلوا فوق كلمة الرئيس فضرب العلامة السنهورى في عقر دار القضاء بالحذاء من الوزير سعد زايد وكتب إحسان عبد القدوس مقالة " العصابة التي تحكم مصر " فاعتقل وخرج بعد استضافة في أحد المعتقلات ليكتب في الحب وتجنب الكتبة في السياسة وقدم الوزير ثروت عكاشة استقالته فمزق رئيس الجمهورية عبد الناصر الاستقالة مصرحا " أنا لا اقبل استقالة الخدام والوزراء " وقام انقلاب يوليو بإخصاء سياسي للمصريين فعقمت مصر من العظماء أمثال عبد العزيز فهمي وسعد زغلول وويصا واصف .

دون الأستاذ طارق البشرى في كتابه " المسلمون والأقباط في إطار الوحدة الوطنية " بعد وضع دستور 1923 نوقش في الصحف فطلب الأستاذ محمود عزمي " المسلم " بوضع ضمانات لتمثيل الأقباط في البرلمان عارضة الأستاذ عزيز مرهم " قبطي " مؤكدا أن الضمان الحقيقي وحدة عنصري الأمة !!، ولكن تغير الوضع رأسا على عقب بعد انقلاب يوليو فقادة الانقلاب كانوا أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين " حسين الشافعي وعبد الناصر والسادات " فقاموا بزرع روح التعصب والكراهية والفرقة بين أبناء الوطن الواحد فنشروا فكرهم الكارة للآخر، فنبذ الأقباط لهويتهم الدينية فمنذ ذلك ضعف تمثيل الأقباط في الحياة النيابية ولم تظهر فكرة تعيين عدد من النواب إلا في انتخابات عام 1954.

رفع الاستاذ هيكل منظر الثورة " أهل الثقة وأهل الخبرة " وتفضيل أهل الثقة على أهل الخبرة !! فسدت مصر إداريا وماليا أهدرت موارد الدولة على يد اهل الثقة فسلبوا ونهبوا واعتبروا مصر ومن عليها ورث لهم حتى لم تسلم فنانات مصر من نزوات أهل الثقة، وما نراه اليوم من فساد في كل مناحي الحياة هو نتيجة طبيعية لتغلغل قيادات الجيش " أهل الثقة " في كل مراكز مصر القيادية " محافظين رؤساء أحياء رؤساء مجالس إدارات ...الخ .

معارك عبد الناصر ووهم العروبة الكاذب وصورة الزعيم الأوحد ساهمت في ضياع اقتصاد مصر وانحدارها" ففى عهد الملك فاروق كان الجنية المصري يساوى أربع دولارات أمريكية " فتارة حرب في اليمن وتارة في الجزائر ووحدة فاشلة مع سوريا كل هذه الأسباب ساهمت في تدمير مصر اقتصاديا بسبب تلك المغامرات الخاسرة نزف اقتصاد مصر وفقدت مكانتها الاقتصادية فى المنطقة بل أصبحت عالة على المجتمع الدولي بعد فقدان قوتها الاقتصادية وبدلا من صرف موارد الدولة في البنية التحية والتطوير أهدرت موارد الدولة في حروب دينكوشوتية خاسرة وأحلام الزعامة.

هناك من يرد على ذلك بفساد الملك و أعوانه ولكن الحقيقة تؤكد أن الفساد الحالي فاق الرؤوس وطيور السمان البشرى فاق الحصر فانقلاب يوليو كان انقلاب داخلي لتحطيم مصر و اخصاء مصر سياسيا والسماح بغزو بدوي للمحروسة فصحر قلوب البشر تجاه بعضهم البعض فعم التطرف والإرهاب والفتنة ونهاية دولة المؤسسات .

العلم يرفع بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيت العز والشرف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام يخلوا من الانصاف
طيف سلطان الزبيدي ( 2009 / 7 / 24 - 08:46 )
ان مصرالتي تتكلم عنها الان ليست مصر عبد الناصر مع كل الخطاء التي رافقت مسيرة الثوره في زمن عبد الناصر تبقى القوه التي لعبت دورا بارزا في زمن كانت التبعيه للاجنبي باعلى صورها فهو اول من انجز االمشاريع العظيمه وارتبط مع المعسكر الاشتراكي وما التلكئ الذي اصاب المسيره وحتى خسارته في الحروب تعني عدم نزاهته التي لا يختلف فيها اثنان ان حجم التامر كان اكبر من ان يتحمله مع ما احيط من عناصر ليست بالمستوى المطلوب ولم نسمع من ان الرجل فرق بين المصريين الاقباط ولا غيرهم لان هذه ليست اجندته انظر الى حال مصر الان والعرب لم يكن عبد الناصر الا زعيما وطنيا بحق وليست الوحده بوهم كاذب بل الكذب من يدعي غير ذالك الا تنظر الى الوحده الاوربيه التي بنيت بشكل صحيح وهي قوه اقتصاديه وعسكريه لها وزن هل هؤلاء لا يفهمون وانت افهم منهم لا اشكال في الوحده في اي قوميه شرط عدم التعالي بهاعلى الاخرين.. لم تنصف الرجل الذي قال فيه ماو عند وفاته لقد سقطت امه بوفاة ناصر..سيظل الرجل علما من اعلام الفكر والنزاهه ونظافة اليد ولا اعتقد من ان احدا يدانيه كقائد من كل الذين يتسلمون القياده في البلاد العربيه الان


2 - تحياتى للكاتب
Sir Galahad ( 2009 / 7 / 24 - 10:10 )
جميل كالعاده ولكنك نسيت من قائمه الاخوان من قاده الثوره كمال الدين حسين
للأخ طيف سلطان
يبدو من اسمك واعذرنى ان كنت مخطئ انك لست مصريا وعليه فحكمك يأتي من قرأتك ووسائل الاعلام وما شابه ولعلك أيضا لحسن حظك لست بعجوز مثلى وربما لم تعش الحقبه بكاملها ولذا أعطى نفسي بعض الحق فى تصحيح بعض من المفاهيم التى أوردتها
هل كانت هناك تفرقه دينيه خلال حكم عبد الناصر؟
أقول نعم ولكن ليس بالعلانيه الموجوده الان بدايه التمييز كانت بما أسماه حركه التطهير وهذه انتهت بفصل وعزل الكثير من الاقباط من المناصب العامه أخفاهم فى أول الأمر بحذر بين من يستحقون التنحيه ثم استمر على نفس المنوال
الفاحص المنصف لشكل وتكوين الحكومات والبرلمانات وأجهزه الدوله والجامعات قبل وبعد الثوره لا يمكن الا أن يرى ذلك أن لم يكن مصابا بعمي طائفى
أما من جهه نزاهته فربما هو كشخص لم يجمع ثروه هائله على غرار غيره من قاده العرب ولكن بالله عليك قل لي كيف أصبح زوج ابنته أشرف مروان مليونيرا بين ما ليس أكثر من ليله وضحاها؟ ولن نذكر هنا أصدقائه ومؤيديه ومن أسماهم هيكل اهل الثقه وبطبيعه الحال لم يكن بينهم قبطيا واحدا
وتقول انظر حال العرب فى عهده , نعم با أخي أنظر
حرب اليمن
العداء والمؤامره على عبد الكريم قاسم وتصف


3 - موقف مسبق
طيف سلطان الزبيدي ( 2009 / 7 / 24 - 12:35 )
ان الموقف المسبق لا يعطي نتيجه ولست بصدد اقناع الاخرين بتغيير موقفهم والحقيقه تذكر حتى لو اختلفت اديولوجيا مع الغير فانصاف الناس مطلوب ويكون اكثر حضورا عندما يغيب الموت من ننتقدهم لم يكن الرجل عنصريا مع حمله لواء العروبه فاول مكتب فتح للكرد في القاهره وكان يتعامل مع الحركات التحرريه في كل العالم من دون تمييز انظر الى اصدقائه وجهوده في انشاء منظمه عدم الانحياز كاسترو,نهرو بن بلا زعماء لبنان من المسيحيين كجوج حبش .كمال جنبلاط من الدروز .الخ.و اعتقدك اعرف بالتفاصيل وما حرب اليمن التي تعتقدها مغلوطه وغيرك مثلي يعتبرها ثوره لا تقل عن ثورة يوليو لانقاذ شعبها من السلطان بدر وجوقته المتخلفه وما دفاعك عن الملك حسين ولا اريد ان اذكر الرجل بما لا ارغبه اني لا اتكلم عن العالم ولكن عن عبد الناصر قل لي هل شيد قصرا هو وعائلته او امتلك اكثر من حقه حتى لو ادعيت فلا صدقيه لما تدعيه
لقد كان الرجل نزيها بكل معنى الكلمه ومن اثرى مستغلا علاقته او متبعا طرق اخرى فليس ذنب الرجل فالوصوليين كثر هل رايت يوما زوجته تفتتح مشروعا ويصفق لها الحضور ام كان ولده وريثا للعرش هل تعلم ان ابنته شطب قبولها في الكليه على حساب الدوله لكونها لا تستحق وقدم طالبه او طالب ممن يسمح له معدله بذالك اما قصه معاداته لعبد الك


4 - Sir Galahad
المعلم الثاني ( 2009 / 7 / 24 - 16:19 )
كل ما كتبت في التعليق صحيح
شكرا


5 - ليس موقف مسبق
Sir Galahad ( 2009 / 7 / 24 - 17:05 )
السيد الفاضل طيف سلطان تحيتي أحب بدايه أن أسجل أنني لا أود الاسائه لأي شخص حي أو ميت ولكن هناك حق وتاريخ يكتب وقد تم ويجري الي يومنا هذا تزوير مستمر لهذا التاريخ يصدقه أناس شرفاء أظنك منهم لأن احدا ما لم يقل هذا مزيف لذا يلزم علينا من واقع ما عشناه ورأيناه أن نقول شهادتنا ولك أن تصدق أو تكذب ما شئت ولكن ليس لك لأن تطلب الصمت لأن الرجل مات ولا يستطيع الدفاع عن نفسه التاريخ ليس ملك احد ولا ينتهي بموت أحد
أما عن تفصيل المواقف علي المزاج كما قلت فلقد قدمت نفسك خير مثال علي هذا التفصيل تقول أن عبد الناصر أمر بأعدام سيد قطب ولم يعدم أحد الاقباط!! طبعا لن تري هنا مدي التفصيل -على حد تعبيرك-الذي أتيت به ولن أعلق الا بسؤال بسيط هل تآمر عليه قبطيا أو حاولت اغتياله منظمه قبطيه هل هناك منظمات قبطيه تعرفها تحمل السلاح في مصر ويتدرب أعضائها علي فن القتال؟
وياسيدي أنا لم أدافع عن الملك حسين فقط وضحت مواقف عبد الناصر وتصرفه ازاء من خالفه الرأي
أما قصه قبول ابنته بالكليه فكانت مثل فاضح من امثال جهازه الدعائي الهائل الذي نجح الي حد كبير وقتها في خداع ااكثير وأنا منهم فكما تري لم يكن لي موقف مسبق علي العكس تماما وكما قلت في تعليق سابق كنت من شباب الثوره ومن المخدوعين ولكن الحق دائما يظهر وان

اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟