الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القدس ساحة المعركة وعنوان الاشتباك

يحيى رباح

2009 / 7 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


حكومة نتانياهو، على رأس وباء التطرف الذي يتفشى في المجتمع الإسرائيلي إلى حد الجنون بدأت الاشتباك مع الإدارة الأمريكية حول الاستيطان في القدس، وتحديداً في كرم المفتي، في حي الشيخ جراح في مدينة القدس، حيث أعلنت إسرائيل أنها ستبدأ في إقامة حي استيطاني جديد، يبدأ بعشرين وحدة سكنية ولا يعرف أحد أين ينتهي.

التمويل جاهز، فهناك الثري اليهودي مسكوفتش وأمثاله المئات يدفعون المليارات، وهناك جنرالات الجيش الإسرائيلي أنفسهم المتورطين في عمليات الاستيطان، لأسباب بعضها دينية وأكثرها مادية لأن صفقات الاستيطان في إسرائيل تدر على أصحابها دخلاً أعلى من تجارة المخدرات!!!
وهناك أيضاً الجماعات الدينية الأكثر تطرفاً التي تؤمن بأسطورة الوعد الإلهي، مثل جماعة ناتوري كارتا، وجماعة توليديت أهارون، وجماعات الحريدين عموماً، وبعضها وضع أقدامه في داخل القدس منذ سنوات، وأقاموا لهم أحياء داخلها مثل حي مائه شعاريم الذي يسكنه الجماعات الأكثر انغلاقا في المجتمع الإسرائيلي كله.

وهؤلاء جميعاً أصبحت شوكتهم أقوى بسبب أن المجتمع الإسرائيلي كله ينجرف بانحدار شديد باتجاه التطرف، وهؤلاء لهم أحزاب تنطق باسمهم، ولهم موالين داخل الجيش الذي أصبحت غالبيته من أبناء المستوطنين.
الرئيس الأمريكي أوباما:

مستمر في إعلان موقفه ضد الاستيطان في القدس وغيرها، وقد اجتمع مؤخرا مع حوالي أربعة عشر من رؤساء الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، لكي يستمليهم إلى صفه، ولكن من يدري كيف ستؤول هذه المعركة، وهل يصمد الموقف الأمريكي أم يدار الخلاف على أساس أنه خلاف عائلي؟؟؟

قبل أيام كان هناك مظاهرات نظمتها هذه الجماعات اليهودية ضد وقف الاستيطان، وضد مجرد طرح موضوع القدس مع أي طرف فلسطيني أو أمريكي على اعتبار أن من حق اليهود أن يبنوا بيوتاً جديدة في القدس وغير القدس، وأن يذهبوا إلى أي مكان حتى داخل منطقة الحرم القدسي، وأن يفعلوا ما يريدون ابتداء من حفلات الغناء الصاخبة عند الجدار الغربي للمسجد الأقصى، أو حتى القيام بمسيرات للشاذين!!!
فهذه قدسهم كما يزعمون، وليس لأحد عليهم سلطان فيما يفعلون.

القدس في وضعها الحالي:

لا تختلف في معادلتها عما كانت عليه منذ آلاف السنين، إنها محصلة لمجمل الأوضاع من حولها فإذا كانت الأمة من حول القدس بخير،فإن القدس تنهض وتستعيد ملامحها الكنعانية العربية الإسلامية، وإلا فإنها تعاني من محصلة الظروف المحيطة بها.

والظروف المحيطة بالقدس الآن هي بالفعل ظروف صعبة، فالأمة من حولها بما فيها الفلسطينيون أنفسهم ليسوا في أفضل حالاتهم، فهناك الانقسام الفلسطيني الذي يستمر ويثبت يوماً بعد يوم أن مفاتيحهم ليست بيدهم!!!
وهناك الانقسام العربي الذي كلما اقترب خطوة نحو المصالحة نراه يعود ويبتعد خطوات نحو التشتت!!!
وليس الموقف الإسلامي بأفضل من ذلك!!!
والكل يريد أن يأخذ من القدس ولا يعطيها، والكل يريد من القدس أن تكون هي القربان الذي يقدم على المذبح، وليست العقيدة والتحدي والاختبار التي يقدم على مذبحها القرابين، قرابين العطاء والشهداء والقرارات الشجاعة.

ولكي أعطيكم صورة عن الخصم الذي نتعامل معه والعدو الذي نواجهه، دعوني أطلعكم على حادث صغير وقع منذ أيام في حي مائه شعاريم اليهودي في القدس، حيث تم افتتاح مركز للشئون الاجتماعية داخل الحي، مهمته تقديم العون والمساعدة لسكانه من جماعة توليديت أهارون، فقد لاحظت الشرطة الإسرائيلية أن هناك امرأة يهودية من هذه الجماعة تقف على باب المركز وهي تحمل على صدرها طفلاً عمره ثلاث سنوات، طفل غريب الشكل، وصغير الحجم، بما لا يتلاءم مع عمره، سبعة كيلو جرامات لطفل عمره ثلاث سنوات!!!
وتظهر على وجهه ويديه علامات تشويه، جاءت الشرطة الإسرائيلية وحاولت الحديث مع المرأة اليهودية، ولكنها رفضت الحديث معهم بدعوى أنها – حسب تعاليم الجماعة – لا تكلم الغرباء!!!

واتضح بعد ذلك أن هذه الجماعة من بين تعاليمها معاملة الأطفال بقسوة إلى حد التشويه والتعذيب لكي يصبحوا صالحين، وعندما كانت المرأة محتجزة في مركز الشرطة للتحقيق معها بشأن ما تفعله مع طفلها البائس، فإن أفراد هذه الجماعة قاموا بالتظاهر في القدس، وقاموا بإحراق مكبات النفايات، ومهاجمة العديد من المراكز الحكومية، وتوسعت هذه المظاهرات لتصل إلى العاصمة تل أبيب نفسها!!!

أنظروا، هذه عينة من البشر الذين تدفعهم الحكومات الإسرائيلية إلى السكن داخل القدس، وتخصيص آلاف الجنود لحمايتهم، أينما ذهبوا، وتمكينهم من تأدية طقوسهم الشاذة، حيث يتركون كالذئاب السائبة يعتدون على المقدسيين بسبب وبدون سبب!!!
هؤلاء هم المستوطنون الذين تسميهم الحكومات الإسرائيلية بالطلائعيين، الذين ينفذون وعد ربهم" ياهوه" بأن يطردوا الفلسطينيين، ويقتلوهم، لتصبح الأرض كلها لهم، يعربدون فيها كما يشاءون.

هذه ليست سوى عينة بسيطة من هؤلاء، ولو أردنا التعمق في "المشناه" أي الفقه اليهودي لهذه الجماعات، فسوف نرى العجب العجاب،عن قوم امتلأت تلافيف عقولهم وقلوبهم بكل ما هو كراهية ضد الفلسطينيين، إلى حد اعتبار أن الفلسطيني الجيد جداً هو الفلسطيني الميت!!!
وإلى درجة الاعتقاد بأن الفلسطيني لا يستحق الشفقة لأنه لا يشعر بالألم أصلاً!!!
بل وصل الأمر بهذه الجماعات المهووسة الطالعة من قاع الخرافات السحيقة، إلى استباحة كل شيء، الحجر والشجر والبشر، الأسماء والأزياء، الماضي والحاضر، الأحلام والحقائق، الذكريات والوقائع!!!
وإن خطر على بال أحد أن يسأل كيف يكون ذلك؟؟؟
يأتيه الجواب غير القابل للنقاش إنها وصايا الرب.

لعل استطعت أن أوضح لكم الفكرة الرئيسية التي أدور حولها في كل ما أكتبه عن القدس، بأن ما يحيط بالقدس سيء جداً، هابط جداً، مجرد ثرثرة كلام، وليست إرادة مسئولة ، وحين يكون الأمر كذلك، فإن القدس تكون في خطر عظيم!!!

ويا قدس يا حبيبة الإله
قومي إلى الصلاة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: القيادي اليميني المتطرف إريك زمور يتعرض للرشق بالبيض


.. وفد أمني إسرائيلي يزور واشنطن قريبا لبحث العملية العسكرية ال




.. شبكة الجزيرة تندد بقرار إسرائيل إغلاق مكاتبها وتصفه بأنه - ف


.. وزير الدفاع الإسرائيلي: حركة حماس لا تنوي التوصل إلى اتفاق م




.. حماس تعلن مسؤوليتها عن هجوم قرب معبر -كرم أبو سالم- وتقول إن