الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في عرض البحر السلطة والمخدرات والقتل

أحمد الخمسي

2009 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


بسبب ملامح وجهه الموجهة دوما بكثير من الجدية حد العبوس والتأثر المعلن بفترة ادريس البصري المتجهمة في وجه المجتمع. ظهر فجأة طرفا في حادث قتل "عارض" وهو باشا العاصمة الخليفية.
هذه المرة في عرض البحر، بحر المضيق/الرنكون حيث عين العامل لا تنام عن الجمعيات لمنعها من طول البر بضيق الكورنيش، نامت أكثر من اللازم حد التضامن مع زميله في السلطة لترك روح الفتاة المتوفاة بلا عقاب لمن يستحق.
فقد عادت العنتريات بين فتوات المخدرات المتبجحين بآلياتهم المزنجرة وجهلهم معا. ليخترقوا عنوة يختا حيث أثر الباشا. الذي لم يتعلم يوما درس التواضع مع من يستحقون، ليصاب برفقة مشبوهة في مقتل المسؤولية وهو المسؤول عن الأوضاع الإدارية، دون رحمة ممن يتربون على احتقار الكل، كما لو أنهم يتعلمون من متجبري السلطة احتقار ضباط السلطة نفسها.
لسنا في موقع كيل احتمالات التهم لنرمي سهم انتقام المافيا من رمز من رموز السلطة. ولن نأتي إلى موضوع الانتقام ما إذا كان الجنس أو المال أو فضاءات "المجد". لكننا نضع أمام الجهات المعنية أسئلة تقضي ببقايا جبروت هذا الثنائي: السلطة والمخدرات. حد التنافس القاتل. المصيب أطراف ثالثة ورابعة. بحيث تصبح مرافئ السياحة مؤذية لحيوات الآخرين. وتصبح العربدة بدل أن تكون سلوكا شخصيا، مناسبة للاستئثار بالبر والبحر والمال والفضاء والسطوة والجبروت.
فكيف يسمح عامل الإقليم في هذه الحالة من لعب دور الآمر الناهي حيث المجال المدني المؤطر للمواطنين، بناء على الاختيارات المتوافق بصددها، في مجالات الهشاشة والفقر والاحتياجات الخاصة، للتطاول على حقها في الفضاء العام، ليحول نفس الفضاء مكان لعتو العتاة حد القتل.
هل يبقى للمواطن العادي مثقال ذرة من الثقة في أمن وأمان الشاطئ ب"تمودة باي" (حكة والواد!) بعدما يصيب يخت الباشا ما أصابه من "هجوم" يصيب الهدف...إن إهمالا أو عنوة!
إن السهولة التي يتسلح بها بعض رؤساء السلطة الترابية، بالمفهوم التقليدي للسلطة، القاضية بالاقتصار على إطلاق اليد للدوائر المتنفذة، أينما كانت وبأي وسيلة توسلت، بالسلطة أو بالمخدرات، هي التي ترمي فوق وجه العهد الحالي نفايات وبقعا سوداء من العهد السابق. وتعيد الخوف إلى قلوب الناس، من كون رموز السلطة لا علاقة لهم لا بمفهوم مغاير للسلطة ولا بالمواطنة ولا يحزنون! إذ يسمح لهم نمط العيش القائم على الأوامر وتجميع الوسائل في أيديهم أن يتخيلوا الطرق مفتوحة كلها في أوجههم. يكتفون فقط بأنهم خداما للملك. والواقع أن أعتا عتاة ضاربي سمعة الدولة وحفاري الهوة بينها وبين المجتمع هم بالضبط مسؤولو السلطة الذين يصيبهم الغرور، فيعتبرون الناس مجرد خدم وحشم يقفون على عتبات إداراتهم. يسيئون التصرف في رصيد الثقة المتبادلة بين المؤسسة الملكية وبين الشعب. وينصبون أنفسهم أوصياء بلا حدود على الدولة وعلى الأمن ويخلطون بين سلوك الأعوان من حولهم وبين عزة نفس غير القابلة للتصرف.
لو كانت روح المواطنة بمثل ما صرح الملك يوما كون الملكية في المغرب ملكية مواطنة وليست ملكية الجبروت، هي الموجهة لسلوك مسؤولي السلطة الترابية، لما تحوّل بعضهم في البر إلى قاهر للجمعيات وصاغر في البحر أمام جبروت أبناء أباطرة المخدرات.
إن السلطة سلطة العدل والتوازنات الحكيمة. أما سلطة القهر والخدمة بالمناولة لفائدة كبار الشركات فمهما علا موقع المسؤولية لا تعدو أن تكون الخدمة المؤداة في طول السياسة وعرض الوطن بقيمة ما يقوم به أبسط عون خدمة.
إن ما يميز السلطة التي تحترم مواطنيها عن السلطة القائمة على موازين القوى هو بالضبط ضيق أفق مسؤول السلطة نفسه. بدل الإنصات والتوافق مع من يجعلون حياتهم مشتلا دائما لإنبات المواطنة بين الناس عبر ما يتيحه القانون من تأطير... وكذلك كان الخط العام لسلوك وزارة الداخلية ماقبل 9/11/1999. أي ما قبل الذكرى العاشرة لسقوط جدار برلين، أو ما قبل إقالة الإسم الحركي للطاغوت غير المأسوف على ذهابه، مَن أُقيل في الذكرى العاشرة لسقوط جدار برلين.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع