الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في التسعين من عمره المتجدد: لا تشوهوا دور الشيوعيين الكفاحي -بالشخصنة- والتضليل المنهجي

احمد سعد

2009 / 7 / 25
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


يحتفل الحزب الشيوعي في بلادنا هذا العام بمرور تسعين سنة على زرع البذرة الشيوعية في ارض وطننا الغالي. وهنالك رأي اميل لتبنيه ان تاريخ قيام حزب شيوعي ماركسي – لينيني اممي ووطني بدأ في العام 1924 بالرغم من ان بذوره الشيوعية ظهرت في العام 1919، خاصة وانه حتى العام اربعة وعشرين تم التخلص من العديد من الشوائب الصهيونية "لبوعلي تسيون" التي كانت عالقة به وتم اعتراف مركز الاممية العالمية بشيوعية الحزب والدعوة لتعريبه ببلورة هويته الاممية من المناضلين العرب واليهود.
لا استهدف في هذه العجالة التطرق الى التاريخ المجيد لكفاح هذا الحزب قبل وبعد نكبة شعبنا العربي الفلسطيني في شتى المجالات السياسية والقومية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتي تحتاج الى كوكبة من المؤرخين الموضوعيين لكتابة مجلدات تسطر تاريخ حزب هو في الواقع تاريخ شعب مناضل ضد الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية ومن اجل الحرية والاستقلال والمساواة القومية والمدنية والعدالة الاجتماعية. ما اود التطرق اليه في هذا السياق هو التطرق الى حقائق تاريخية يحاول اعداء الشيوعية طمس حقيقة دور الشيوعيين الريادي والقائد في المعترك النضالي لبلورة هذه الحقائق التاريخية. واعداء الشيوعية اكثر ما يروجون له من اكاذيب وتشويهات يتعلق بالموقف من القضية القومية الوطنية للشعب العربي الفلسطيني ولاقليتنا القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل. ويعملون على ادلجة العداء للشيوعية من خلال "الشخصنة" وبعض آخر من خلال "مصادرة" دور الشيوعيين في القضية القومية بمعنى "الاسرلة الصهيونية" للشيوعيين وان الدفاع عن القضايا القومية وتبنيها وطنيا وكفاحيا وجد مع اطلالة "غيوم صيف" بعض التنظيمات القومية التي سريعا ما اختفت، او بتقمص روح خالد الذكر جمال عبد الناصر جسد قائد "القومية المعولمة المعاصرة"!!
في تطرقي لبعض الحقائق التاريخية التي تعتبر محطات بارزة في تاريخ شعبنا وحزبنا الكفاحي اود التأكيد وبكل تواضع انني لا اتطفل على الاحداث من مدرج المشاهدين المتفرجين بل من موقع الجندي المشارك حسب قدراته في جيش المناضلين الاصايل من الشيوعيين والوطنيين التقدميين ومنذ نعومة اظفاري. وفي بعض هذه المحطات المفصلية كنت اما شاهد عيان او مشارك بدوري المتواضع في بلورة المواقف.




* ابطال معركة البقاء والحفاظ على الهوية:
ارباب التزوير المنهجي المعادي للشيوعية وللحزب الشيوعي في بلادنا يلجأون في تحديد الموقف من القضية القومية، خاصة قضية البقاء ابان وبعد النكبة الفلسطينية الى وسيلتين، الوسيلة الاولى الى "الشخصنة" بتصوير ان بقاء اهالي هذا البلد او ذاك في قراهم ومدنهم جاء بفضل جهود وحكمة مختار او مخاتير هذه البلدة او رئيس بلدية هذه المدينة العربية او تلك!! والوسيلة الثانية التحريض الكاذب والسافر باتهام الشيوعيين بالتواطؤ والتآمر مع قوات الاحتلال والتهجير الصهيونية، وكأن بقاء بعض القرى والمدن العربية جاء مكافأة للشيوعيين على "خيانتهم الوطنية"!!
ان ستين سنة منذ النكبة لا تستطيع يا ارباب التزوير والاكاذيب تشويه الذاكرة الجماعية لشعبنا ولجماهيرنا ولمعطيات الواقع وحقائقه التي تقور اعينكم يا اعشاب ضارة في مسكبنا الوطني. اننا لا ننكر دور الفرد في التاريخ، ولكن الشعوب وقواها المناضلة هي من تصنع التاريخ، مكانة الفرد ايجابا كانت ام سلبا تحددها مدى استيعابه للظروف الموضوعية والذاتية المحيطة بحالة الصراع في الزمن المحدد والمكان المحدد. فإذا كان رئيس بلدية ما او مخاتير قرية ما قد اسهموا في معركة البقاء فكل التقدير لهم ولكن من له الدور الحاسم في ترسيخ اقدام البقاء هي الجماهير الشعبية التي جندها وقادها الشيوعيين في الناصرة وحيفا وشفاعمرو وكفر ياسيف والبعنة ومجد الكروم وام الفحم وعيلبون وغيرها. واهالي هذه القرى وغيرها محفورة في قلوبهم واذهنهم حقيقة بطولة الشيوعيين الذين تمددوا امام سيارات الترانسفير الصهيونية ومنعوا الترحيل الى اللجوء القسري خارج حدود الوطن. ولمع نجم المحامي الشيوعي والوطني الفلسطيني حنا نقارة كمحامي الارض والوطن لأنه كحزبه دافع بجرأة وبشجاعة وبمهنية عن حق الفلسطيني في وطنه، فهل يمكن انكار حقيقة ان هذه المواقف قد خدمت المصلحة القومية الوطنية لاقليتنا التي بقيت في وطنها مثل الايتام على مائدة اللئام.
اذكر في سنوات اواسط الخمسينيات واوائل الستينيات عندما كنت عضوا في الشبيبة الشيوعية في كفر ياسيف ويتعلم في مدرستها الثانوية طلاب من مختلف قرى الجليلين الغربي والشرقي. فالشبيبة الشيوعية كانت بمثابة مدرسة اعدادية للتوعية الوطنية التقدمية الكفاحية، ونادي الشبيبة الشيوعية كان بمثابة جامعة للتدريس اللامنهجي الوطني والانساني الاممي حيث كانت تقدم المحاضرات السياسية والفكرية والثقافية عن القضية الفلسطينية وحركة التحرر القومي العربية والعالمية وعن القرامطة وثورة الزنج وعن الاتحاد السوفييتي والمتنبي، محاضرات تقوي الانتماء الوطني الواعي وتجند للمعترك الكفاحي. فبقيادة اللجنة المركزية للشبيبة الشيوعية جرى تنظيم وتصعيد نشاط الحركة الطلابية في المدارس الثانوية في المعركة لالغاء الحكم العسكري الجائر، اقمنا بمبادرة رفاق الشبيبة الشيوعية لجان الغاء الحكم العسكري في المدارس الثانوية في كفر ياسيف والرامة وتيراسنطة عكا والكلية الارثوذكسية في حيفا ومدارس الناصرة وام الفحم والطيبة. وفي هذا السياق لا يمكن تجاهل الدور التثقيفي الكبير للرفيق نمر مرقس الذي كان ينظم ويقود البرامج التثقيفية وتقديم العديد من المحاضرات المتنوعة والقيمة، وكذلك الرفاق يوسف شحادة وجورج طوبي واميل توما وتوفيق زياد وجمال موسى وزاهي كركبي ورمزي خوري. هذا اضافة الى دور صحيفة الشباب "الغد" الى جانب رفيقتي الدرب "الاتحاد" و"الجديد" ودورهم في تربية اجيال المستقبل وتخرج افواج من الادباء والمناضلين الذين يعتز بهم شعبنا وانصار الحرية والتقدم في كل مكان رغم انف جميع اعداء الشيوعية.


* لجان وحدة الصف الكفاحية
في نهاية العام 1973 عدت من الدراسة الجامعية في الاتحاد السوفييتي وانخرطت رأسا في العمل الثوري كمسؤول عن قطاع كفر ياسيف للشبيبة الشيوعية (يضم ابو سنان وجديدة والمكر ويركا ودنون) وكمحرر في صحيفة "الغد" وعضو لجنة مركزية للشبيبة الشيوعية المسؤول عن العمل الطلابي. وقد وجدت ان العمل الطلابي في المدارس الثانوية قد تطور تنظيميا بفضل منظمات الشبيبة الشيوعية كثيرا، فمنذ بناء قواعد اللجان الطلابية لالغاء الحكم العسكري في الستينيات تطور التنظيم باقامة لجان صفوف ولجان عامة منتخبة في عدد كبير من المدارس الثانوية العربية. وبرزت اكثر ازمة التعليم العربي من جراء سياسة التمييز القومي العنصرية، النقص الصارخ في البنية التحتية للمدارس العربية، النقص في الغرف التدريسية في المكتبات والمختبرات والساحات الرياضية والكوادر المهنية الكفؤة، هذا اضافة الى البرنامج التدريسي التجهيلي الذي تفوح منه رائحة التثقيف على العدمية القومية النتنة، تدريس التاريخ والادب الصهيوني وتجاهل التراث والادب والتاريخ العربي والفلسطيني والانساني التقدمي.
فبالتشاور والتنسيق مع قيادة الحزب الشيوعي الذي كان يداوم عضو مكتب سياسي في المشاركة في اجتماعات سكرتارية اللجنة المركزية للشبيبة الشيوعية، وبعد فحص ميداني وتشاور مع مختلف مناطق الشبيبة الشيوعية ومع الرفاق والمسؤولين في العمل الطلابي في مختلف المدارس تقرر ان الوضع اصبح ناضجا وجاهزا لتنظيم كفاح الطلاب الثانويين قطريا دفاعا عن قضاياهم وعن قضايا شعبهم المصيرية واليومية، وان يتم اقامة هذا الاطار من اللجان المنتخبة في المدارس ومن خلال مؤتمر قطري. والواقع والحقيقة ان الشبيبة الشيوعية كانت المبادر ومن وقف وراء اقامة مؤتمر الطلاب الثانويين العرب الاول في الناصرة في العام اربعة وسبعين من القرن الماضي واقامة "اللجنة القطرية للطلاب الثانويين العرب". ولقد ذهلت عندما لجأ البعض، وخاصة د. عزمي بشارة، تصوير هذا المكسب الجماهيري وكأنه من انتاجه وشخصنة هذا الحدث وفي الوقت الذي يعلم فيه عزمي قبل غيره ان تسلم في فترة اولى رئاسة اللجنة موفدا من الشبيبة الشيوعية وعبر اعضائها واصدقائهم في اللجنة الطلابة وبصفته كان عضوا في الشبيبة الشيوعية، كما تم انتخاب رؤساء لهذه اللجنة الطلابية بعده من الرفاق عمر مصلح وعيسى بشارات ومحمد سليمان وغيرهم.
فكما كان الشيوعيون المبادرين في اقامة اللجنة القطرية للطلاب الثانويين، كانوا كذلك القوة الدينامية في اقامة العديد من لجان وحدة الصف الكفاحية القطرية مثل "اتحاد الطلاب الجامعيين العرب" ولجنة المبادرة العربية الدرزية واللجنة القطرية للدفاع عن الاراضي العربية واضراب يوم الارض الخالد ووثيقة مؤتمر الجماهير العربية المحظور في الثمانين الذي منع بيغن عقده استنادا الى قوانين الطوارئ التعسفية.
اننا بتصدينا لمزوري التاريخ ولمشوهي دور الشيوعيين فاننا نؤكد اننا انصار الحقائق، دراستها كما هي دون زيادة او نقصان وبهدف استخلاص العبر الصحيحة التي تساعدنا على صقل وحدة الصف الكفاحية في معركتنا ضد مختلف اشكال الظلم والاضطهاد والتمييز ومن اجل مستقبل افضل ونظام ومجتمع اكثر عدلا وبيئة اصح ينعم العيش والتطور في ظهرانيها.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في شمال كوسوفو.. السلطات تحاول بأي ثمن إدماج السكان الصرب


.. تضرر مبنى -قلعة هاري بوتر- بهجوم روسي في أوكرانيا




.. المال مقابل الرحيل.. بريطانيا ترحل أول طالب لجوء إلى رواندا


.. ألمانيا تزود أوكرانيا بـ -درع السماء- الذي يطلق 1000 طلقة با




.. ما القنابل الإسرائيلية غير المتفجّرة؟ وما مدى خطورتها على سك