الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانسحاب وسقوط الأقنعة

محمد صادق عبود

2009 / 7 / 26
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


في صباح 30 حزيران دقت الفرحة قلوب العراقيين بتحقيق الخطوة الأولى في مشوار استعادة السيادة الوطنية ولقد أثبتت هذه التجربة نجاح العقلية السياسية والمقدرة التفاوضية العراقية وانتصار السياسة والتفاوض على لغة العنف والسلاح . وان نجاح الحكومة العراقية المنتخبة في إخراج القوات الأجنبية من المدن والقصبات العراقية هي نقطة قوة تضاف إلى النقاط الأخرى والنجاحات التي حققتها هذه الحكومة على مدى سنوات وجودها في الحكم .و لقد كان الطريق إلى 30 حزيران طويلا وصعبا ولقد واجهت الحكومة صعوبات جمة في تحقيق هذا الانجاز حيث تطلب الأمر جاهزية القوات الأمنية التي حرصت الحكومة على تدريبها وتسليحها بسلاح الوطنية والإخلاص .. ثم واجهت الحكومة صعوبة التفاوض مع الجانب الأميركي للحصول على المكاسب الوطنية عبر فن التفاوض وتجنيب العراقيين شر القتال وحقن دمائهم عبر الاتفاقية التي أبرمت بين الطرفين والتي مرت بمرحلة مخاض عسير في البرلمان العراقي للمصادقة عليها وكتب لها ان ترى النور وتتحقق على ارض الواقع. وكتب لبغداد أن تتزين وتتجمل لاستقبال المحتفلين والمهنئين لها بيوم السيادة والشموخ والحرية.. وكما يعرف الجميع لم يكن هناك إجماع سياسي عراقي بالقبول بالاتفاقية .ولكن بعد الانسحاب شهد الجميع إجماعا سياسيا وشعبيا بايجابية الانسحاب الأجنبي من العراق وربما إن هذا الانجاز (الانسحاب ) فرض (بضم الفاء) على تلك القوى السياسية التي لم تكن موافقة عليه في بداية الأمر حيث لا يمكن لأحد إنكاره أو الوقوف ضده لأنه انجاز وطني نحو السيادة الوطنية ولا يستطيع احد رفع صوته ضده لأنه بالتأكيد سيكون صوتا ضد الإرادة الشعبية و ضد البرامج المعلنة لجميع الكتل السياسية التي وضعت تحرير العراق في مقدمة برامجها السياسية ولكن يبدو إن سبب معارضة بعض هذه الكتل هو إنها لا تريد أن يحسب هذا الانجاز لحكومة الوحدة الوطنية لأنها بصراحة تعرف أن الانجازات الكثيرة للحكومة الحالية ستزيد من فرص نجاحها في الانتخابات القادمة وبالمقابل ستقلل من فرص فوز الآخرين .ومن الجدير بالذكر إن هذا الانجاز الأخير لا يمكن لأحد التشكيك فيه على عكس الانجازات الأخرى التي تحققت ..فمثلا انجاز استقرار الوضع الأمني ونجاح خطة فرض القانون كانوا يشككون به من خلال وجود بعض الخروقات والتفجيرات وهكذا ملف المصالحة الوطنية كانوا يشككون به من خلال اتهاماتهم بعدم شمول بعض الأطراف في عملية المصالحة وهكذا في ملفات أخرى .ولكن هذه المرة كان النجاح متكاملا غير قابل للتشكيك حيث تحقق الانسحاب ونجحت الحكومة والقوات الأمنية من مسك الأرض وتحقيق الأمن للمواطن الذي صار من واجبه التعاون مع القوى الأمنية في عملها وسعيها للنجاح في مهمتها الجديدة. ومن جانب آخر فان من واجب الدول التي ترددت في إقامة العلاقات الدبلوماسية مع العراق أن تبدأ صفحة جديدة لان عذرها الذي كانت تتحجج به وهو وجود قوات الاحتلال في العراق قد زال فإذا كانت تتحرج من شعوبها فها هو العراق بدأ بالتخلص من الوجود الأجنبي وصار الوقت مناسبا لعودة العلاقات بين العراق وبين هذه الدول . وعلى الأطراف التي تدعم الإرهاب والعنف في العراق بحجة تحرير العراق ان تتوقف لان الاحتلال لم يعد موجودا في المدن والقرى ولم يعد هناك مبرر للتفجير والقتل الذي يتعرض له المواطن والذي تمارسه العصابات الإجرامية المدعومة من الخارج ولكن بالرغم من التطورات الأخيرة يلاحظ الجميع استمرار محاولات الإرهاب في إيذاء الشعب العراقي وهذا دليل على إن الأجندات الخارجية لا تعمل على انسحاب القوات الأجنبية من العراق وإنما تعمل لخدمة أهدافها و أغراضها الخاصة والتي لا تلتقي طبعا مع مصالح وأهداف الشعب العراقي وهكذا كشف لنا الانسحاب أشياء كثيرة أهمها ان الحكومة حققت انجازا كبيرا يحسب لها على مر التاريخ .وكشف لنا أيضا ان بعض الكتل السياسية العراقية لم تكن موافقة على اتفاقية الانسحاب لأن هذه الاتفاقية تعد انجازا للحكومة ولم تستطع هذه الكتل أن ترفع صوتها بالرفض لأنه سيكون ضد الإرادة الشعبية. وأخيرا كشف لنا الانسحاب الأميركي زيف ادعاءات الأجندات الخارجية والداخلية التي تقتل العراقيين تحت ذريعة مقاومة الاحتلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال