الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنهم عنصريون ... أليس كذلك ؟

نزار حمود
أستاذ جامعي وكاتب

(Nezar Hammoud)

2009 / 7 / 26
الادب والفن


على زجاجة بيرة مثلجة اجتمعنا... في أحد مقاهي شارع كريسنت الشهير. يوم ٌ مشمس ٌ ووجوه جميلة في كل مكان. لم يلبث أحد الجُـلـَسَاء أن بدأ يشتكي من قلة العمل المتوافر في مونتريال وصعوبة معادلة الشهادات التي يحملها والإرهاصات النفسية التي يعاني منها بعد تركه مجتمعه الأم. واصفا ً المجتمع هنا بالعديد من السلبيات، مستذكرا ً بالعديد من الإيجابيات المجتمع الذي تركه. طبعا ً... لم يخلو الأمر من اتهام المجتمع الكيبيكوازي بأنه مجتمع مغلقٌ متعصب شوفيني لايستطيع الخروج للقاء الآخر وتفهم مشاكله. لاأنكر أني كنت أظهرُ، وأبطنُ، تعاطفي وتفهمي، لابل حزني لما يمر به شريكي في الوطن الجديد والقديم معا ً... إلى أن وصل الأمر إلى الحديث عن العنصرية. عندها لم أستطع أن أتقبل الكلام بهذا الشكل دون أن أتدخل وأقاطع وأعارض. فقد ذر هذا الموضوع الملحَ على شفة جرح قديم مفتوح لدي.
نعم هناك عنصريون في الكيبيبك ومونتريال تحديدا ً، لايستطيعون رؤية الأجنبي، وبخاصة العربي ربما، يقاسمهم لقمة العيش ومساحة الهواء ويتناسون أنهم بحاجة لهذا الأجنبي لمائة سبب وسبب، ربما أهمها أن حكوماتهم رأت هذه الحاجة وتدخلت بهذا الشكل، طالبة ً استقدام الشباب المهاجر من بلاد ٍ ضاقت بهم حتى طفحوا و... فروا منها. علما ً بأن غول العنصرية الكندية محاصر ٌ بقانون منيع قائم على دستور راسخ لايرحم يطبق على الجميع، أو تقريبا ً على الجميع، وحملات توعوية مستمرة. إلا أن صاحبنا نسي تماما ً، أو أحب أن يتناسى تماما ً، أنه ترك بلادا ً تعج بالعنصرية التي ما الطائفية إلا واحد ٌ من أبرز عناصرها إيلاما ً ووقعا ً بالنفس. تراه نسي أنك تــُعامَل هناك وتدرس وتتوظف وتعيش وتتنفس وفقا ً وانسجاما ً مع مبادئ عنصرية طائفية قائمة على حذف الآخر والتقوقع على الذات، بغض النظر عن الأسباب الموجبة لذلك.
إذا لم يكن ذلك صحيحا ً... فما معنى الثالوث السياسي المقدس في لبنان. رئيس مجلس الشعب الشيعي ورئيس الدولة الماروني ورئيس الوزراء السني. أليس في ذلك عنصرية تفقأ عين الحاسد وتبليها بالعمى.
إذا لم يكن ذلك صحيحا ً... فلماذا ندعو في سوريا والعديد من الدول العربية الزنجي الأسود بالعبد؟ إذا لم يكن ذلك صحيحا ً فما معنى مشروع قانون الأحوال الشخصية السوري الجديد؟ ومامعنى الاصطفافات الطائفية العشائرية الحديثة؟
إذا لم يكن ذلك صحيحا ً... فماذا أفعل كي أفهم وأستوعب قصة زميلتي الجامعية الدمشقية الشقراء التي أحبت زميلا ً لها في كلية الصيدلة، هندي، مثقف وإبن ناس كما يقال، والتي تخلى عنها أهلها ومعارفها لفعلتها السوداء هذه؟
إذا لم يكن ذلك صحيحا ً... فلماذا نعامل الخادمات السيريلانكيات والفيليبينيات بمنتهى القسوة واللاإنسانية؟
إذا لم يكن ذلك صحيحا ً... فماذا أفعل بقصة تلك السيدة السورية عالية التأهيل الجامعي والخبرة التي ذهبت ، في مونتريال بالذات، لتعمل في مدرسة سورية بالذات ... إلا أنها رُفضت لمجرد أنها تنتمي دينيا ً للمذهب الجعفري العلوي.
إذا لم يكن ذلك صحيحا ً... فلماذا يتوجب على الدرزي أن يتخلى عن دينه حتى يتزوج مسيحية؟
العنصرية تعريفا ً، وفقا ً لأحد معاجم لاروس المبسطة، هي رفض الآخر كونه مختلف باللون أو الأصل الإثني أو العادات والتقاليد أو الثقافة أو المعتقدات الدينية أو الآراء السياسية أو الطبقة الاجتماعية أو... أو... أو... العنصرية هي أن نضع الأنا في مركز الكون ونعامل الآخر على هذا الأساس. ومن هنا يبدأ الحقد ورفض العيش المشترك.
غريب أمر الإنسان... يرى القذى في عين أخيه ولايرى القشة في عينه!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر


.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق




.. خناقة الدخان.. مشهد حصري من فيلم #شقو ??


.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك




.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??