الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قف... أمامك مفترق للمستقبل

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

2009 / 7 / 27
كتابات ساخرة


قف كلمة تصادفنا يومياً، أو نشاهد إشارتها عبر الطرقات وعلى المفترقات، ورغم معرفتنا بها تمام المعرفة إلا أننا لا نتقيد كثيراً بمعناها، ولعل الأرواح التي تزهق نتيجة الحوادث، والإعاقات التي أصبح الكثير يعاني منها، ما هي إلا نتيجة طبيعية لعدم تقيدنا بالإشارات المرورية وبالذات إشارة قف. لذا فانه من المعروف بقوانين المرور بالعالم أجمع، أن اللحظة التي لا تجتاز رمش العين قد تكون النهاية، والنهاية المرة أيضا بكل ما تحمله الكلمة في جعبتها من قسوة الموقف، وحزن شديد لما حدث ويحدث، وحتى لا نكون ممن يبتلوا بمثل هذه الحوادث، وجب علينا التريث قليلاً على الطرقات والنظر بعيون محدقة جيداً بالاتجاهات مع التقييد التام بالإشارات التي توضع لمصلحتنا، لا لتأخيرنا عن مهامنا بالحياة.

وإذا كانت كلمة قف والتقيد بها ينجينا ويجنبنا السوء، فلما لا نتقيد بها في أمورنا العامة وبكل شيء في الحياة، لما لا نقف ولو للحظة قبل إعطاء القرار، لما لا نقف وقفه جادة مع أنفسنا أولاً ومع شعبنا ثانياً، وأن نكون واضحين كل الوضوح في مستقبلنا ومستقبل شعبنا، لما نشترط الحسنة بالحسنة والسيئة بالسيئة، لما لا نقدم نحن الحسنة وننتظر المقابل. فلو رجعنا لإشارة قف نراها تقدم لنا حسنة وتنتظر منا أن نبادلها الحسنة وذلك بأن نأخذ بمعناها ونحترم فحواها، فان فعلنا نجونا وأن لا دفعنا الثمن باهظا.

ولعل هذا الموضوع يدفعنا إلى معرفة المغزى من وراء منع أعضاء فتح بالقطاع من المشاركة في مؤتمرهم المنوي عقده في الرابع من آب، ولعله أيضا يدفعنا إلى التفكير مليا بالحسنة التي يردونها، ويدفعنا كذلك إلى حسم مسألة وضع العصي بالدواليب دائماً، وكذلك يدفعنا إلى التمحيص وبجد في رفضنا لمبدأ التعددية وتقبل الطرف الآخر. فإذا كان الهدف هو الإفراج عن المعتقلين الأمنيين بالضفة، فلما تزج السجون بالقطاع وبشكل دائما ومستمر، بأناس أبرياء تهمتهم الوحيدة هي أنهم أبناء من رفع كوفيته وخاض بها حروب التحرر والاستقلال.

لا شك أن الحسنةُ دائماً تقابل بأحسن منها، والسيئةُ أيضا تقابل بأسوأ منها، لذا وجب علينا قبل إصدار أحكامنا المسبقة، التريث قليلاً والتوقف على المفترق بالضبط، والنظر في جميع الاتجاهات، ولعل أهم اتجاه وجب علينا النظر فيه هو المستقبل، اتجاه المستقبل وكيف يمكن لنا أن نستغله خير استغلال، لكي يعود علينا بالفائدة التي يمكن لها أن تعم الشعب كله، وان تساعده على اجتياز محنته، ولملمة جراحه، وتوحيد كلمته، لتعود البسمة على مُحياه من جديد. ومن أجل هذا كله يجب على كل واحد فينا أن يقف ولو للحظه وان يقرر مصيره كيفما يرغب وكيفما يشاء، وليدرك من يتحكم بمصائر الناس أن المستقبل أمامه فأن أحسن أُحسنَ إليه، وأن أساء فليقف على قارعة الطريق يتنظر.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تساؤل
يوسف ( 2009 / 7 / 27 - 01:38 )
لا اعتراض على محتوى الموضوع لكننا نسال مرة اخرى ؟هل هذا الموضوع من الادب الساخر؟


2 - رد على تساؤلك
يوسف عودة ( 2009 / 7 / 27 - 07:15 )

اشكر مرورك، وفيما يخص تساؤلك عزيزي لا علم لدي كيف أضيف في زاوية الأدب الساخر

اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس