الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لتكن مصارحة اولا

حسين رشيد

2009 / 7 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


معلوم ان أي خلاف مهما تعقدت وتشابكت خيوطه لا بد ان ينتهي بعقد الصلح والتفاهم والرضا بين الاطراف المتخالفة والمتخاصمة ، اذ يرافق هذا التصالح اعتراف بالخطا واعلان الدوافع الذاتية وغير الذاتية التي ادت الى وقوع الضرر على احد الاطراف ، ومن ثم الاعتراف بالذنب وتحمل نتائج العمل السيئ مهما تكن كبيرة ووخيمة. وهذا ما موجود في مجتمعنا العراقي ، اذ تتدخل بعض الاطراف في حل نزاع بين عائلتين او قبيلتين او بلدتين وما الى ذلك ، وغالبا ما يكون هذا التدخل محاولة لانهاء حالة من الشد قد تتطور الى ما لا تحمد عقباه. الان وبعد مرور ست سنوات على سقوط النظام البعثي ، ومع تعاقب الحكومات، والقيادات السياسية ،

على ادارة شؤون البلد ظلت نغمة المصالحة الوطنية تعزف هنا وهناك في الداخل والخارج بتصريحات اعلامية او في مؤتمرات وندوات واجتماعات بعضها مشبوه جملة وتفصيلا ودعما ماديا ومعنويا ، وذلك في محاولة لاعادة بعض اقطاب البعث الى الواجهة السياسية العراقية.
سأكون هذه المرة من الداعين الى المصالحة لكن لنجلس قليلا ونتصارح ، مع من يريدون المصالحة ومع من يراد المتصالح معهم؟ ونناقش الخلاف ومن ثم اسباب المصالحة، وبما ان اسباب الخلاف معروفة بصورة واضحة للجميع لما ارتكبه البعث من جرائم بحق العراقيين ، من حروب خاسرة نجم عنها حصار وتشرد ، مع قمع الحريات الفكرية والسياسية وتصفية المعارضين بشتى الطرق الاجرامية، المقابر الجماعية ، امتلاء السجون ، تغييب الآلاف من الشباب ، تأخير عجلة التقدم في البلد ، الخراب الاقتصادي، والكثير الكثير مما اعلن ومما لم يعلن بعد.
من هنا نطرح سوألاً على كل الجهات الداعية للمصالحة مع البعثيين ، ماذا تخبئون في جعبكم وفي دهاليز دوائر المخابرات الخارجية، واية جرائم جديدة تخفون واية مؤامرات تحاك باموال دول مجاورة واموال العراقيين المنهوبة لعقد اجتماعات مع الامريكان من اجل تمهيد الطريق من جديد نحو التسلط على رقاب الناس؟!. ان ما احدثه نظام البعث من قلق وعبث في البلد خاصة والمنطقة عامة يجعل كل الشرفاء يقفون بالضد مع كل دعوات التصالح والتراضي، قبل ان ينال المجرمون عقابهم العادل ويكشفوا عن الدوافع والاغراض والمصالح التي كانت تدفع بهم الى تلك الافعال الشريرة التي قاموا بها على مدار سنين حكمهم الدكتاتوري. كذلك حال الداعين الى تفعيل ملف المصالحة، ما الغاية من التأكيد على هذا الموضوع ؟ بينوا دوافعكم واهدافكم بوضوح.
انهم ينادون بمقارعة المحتل حسب زعمهم ويتناسون كيف وصلوا الى الحكم بقطاره ، ينادون بنسف العملية السياسية وعدم شرعيتها بحجة وجود قوات اجنبية ويتفاوضون، غاضين البصر عمن جاء بالاميركان ليس الى العراق فقط بل الى المنطقة عموما ، ينعتون الساسة والاحزاب بالعمالة ، وهم يعقدون الاجتماعات والمؤتمرات مع الاعداء قبل الاصدقاء ، ينادون بالدفاع عن الشعب العراقي وهم المتعاونون مع الارهاب والقاعدة والمتشددين والظلاميين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مصالحه ام حلقه مفرغه
طيف سلطان الزبيدي ( 2009 / 7 / 28 - 06:51 )
الناظر الى الذين يدورون في حلقه مفرغه لا يستطيعون الخروج منها من يتكلمون بالمصالحه الوطنيه يبنون قصورا على الرمال ان لم تهدها الامواج تهدها الرياح لا اساس لما يدعوه رغم بريق السراب للمشاهد لم يكن الشعب العراقي متخاصما يوما ما لا شيعته ولا سنته ولا كرده وعربه للحقيقه اقول ان هنالك مواقف سياسيه وعلى مر السنين السابقه احزاب معارضه لها اهداف حكومات تتبع مواقف واجرائات من هذه الاطراف نجم عنها صراع على السلطه لا غير سواء كان مواقف اي من الطرفين مغلوطا ام على صواب و من يزج اي شريحه من شرائح المجتمع العراقي في هذا الصراع اما انه يتغابى او ان في نفسه مرض لم اسمع في يوم من الايام من ان العرب هاجموا الكردا اوالعكس ولا سنه هاجموا الشيعه ان الذيا حدثت بعد الاحتلال العراق هو اطراف سياسيه حشدت رعاع البشر ليقوموا بالاعمال ارهابيه اتجاه اطراف اخرى بعد تخويفهم من الاطراف المقابله كون عملاء المحتل ليس لديهم مشروع غير السلطه جندهم المحتل واقام لهم الدعايه ولم ياتوا بقطارامريكي وانما بدبابات وطائرات المحتل الامريكي وبحمايته ...غاية المحتل تجميع اعدائه من القاعده في العراقا لقتالهم على الارض العراقيه وتنفيذ القتال بادواته وجعل ابناء العراق وقودا في حربه ضد اعدائه مقابل الكرسي والثروه المنهوبه وتقاس

اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت