الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية الصحافة وكشف الفساد

مهدي زاير جاسم

2009 / 7 / 28
الصحافة والاعلام


شأن الإعلام في الحياة شأن أي أداة أخرى مرهون خيرها وشرها بيد القائم عليها، فالإعلام قد يحرق وطناً، كقدرته في بناء أوطان، وإطفاء حروب، وإصلاح شؤون دول.
الإعلام قد يكون عيون السلطة التي ترى من خلالها واقع مجتمعاتها، إذا ما منحته الحريات التعبيرية، وإذا ما احترم القائمون عليه تلك الحريات، ووظَّفوها للصالح العام ، وليس لمآرب شخصية أو فئوية ، وهو في كل الأحوال أمر يستدعي بعض الوقت والتجارب لإثراء الخبرات، وصقل الأقلام.
.
ويُعتبَر دور الإعلام واضحاً وكبيراً في اكتشاف الفساد وبيان مواطنه ، وهو السلطة الرابعة التي لها سلطة واسعة لتثقيف المجتمع وإيصال صوت المواطن الضعيف المسكين إلى الدولة، وهي تُعتبَر حلقة الوصل بين الحكومة والمواطن ويقع على عاتقها تشخيص الخلل في عمل الوزارات .

.. ومن هنا يأتي السؤال: لماذا تعزف بعض وسائل إعلامنا عن توجيه اهتمامها إلى مايحمي المال العام، ويكافح الفساد، وينتقد كل الممارسات الخاطئة أو الصفقات المشبوهة التي تبرمها بعض المؤسسات!؟.

إن تفاعل الحكومة مع ما تداولته وسائل الإعلام بشأن كثير من القضايا لهو تأكيد بأن السلطة تتجاوب وتتفاعل مع الحقائق المدعمة بوثائق، وأرقام سليمة، وحجج تستدل بها على موضع الخلل ، وهو أيضاً تأكيد على أن الحكومة لاتدعي «العصمة» لنفسها، ولديها كامل الاستعداد للأخذ بكل ما من شأنه إصلاح مؤسساتها، أو تعزيز البنى التنموية، والارتقاء بالأداء الحكومي إلى أعلى المستويات ، فدور الإعلام ساند ورقيب على أداء الحكومة وليس مناوئاًَ لها.

إن الملاحظ هو أن الكثير من وسائل الإعلام تلوك بشتم الفساد من الغلاف إلى الغلاف، لكنها تكتفي بلعن الفساد دون أن تشخصه بأسمائه وأفعاله وآثامه ! و هي لا تختلف في سلوكها عن أي شخص عادي يتذمر من الفساد في الوقت الذي يُفترَض أن تكون مختلفة، وبعيدة عن ثرثرة الأقاويل ؛ لأنها مسؤولة عن البحث عن مصدر شكوى المواطن، والحقيقة المتسببة في معاناته، وتقديم كل الأدلة والبراهين التي يتسنى بها لصناع القرار مباشرة الإجراءات المعالجة لتلك المعاناة .


لاشك أن عمل الصحافي يتشعب بين التوعوي، والنقدي، والتحليلي التنويري، والخبري المعلوماتي، والإنساني الذي يتعاطى مع الجوانب العاطفية والوجدانية ، لكنه في النهاية مختلف تماماً عن الاسلوب الذي تعمل به بعض وسائل الإعلام على طريقة «النائحات» اللواتي يشعلن بكائيات المآتم ، فمثل هذه الوسائل يصبح وجودها من عدمه سيان ؛ لأنها لا تضيف لما يُقال في الشارع العراقي شيئاً ..

لا ندري ما ينقص البعض للقيام بدوره الإيجابي في إصلاح المجتمع.. فالحريات الصحافية المتاحة في العراق يحلم بها صحفيو الكثير من بلدان العالم ، بما فيها بعض البلدان العربية! كما أن القضايا التي يعاني منها المجتمع ليست قضايا متعددة يصعب التعاطي معها، بقدر ماهي إشكاليات إدارية ومالية واقتصادية وثقافية ، يمكن تتبعها بجهد متواضع، والوصول إلى مسبباتها، وأسرارها ،

كما أن الخوف الذي يعيشه الفاسدون كفيل بجعل الصحافي بموضع الشجاع الذي لايهاب ردود فعل متوقعة ، لكن العزوف عن أداء هذه الأدوار ليس له غير تفسير واحد وهو فساد تلك الوسائل الإعلامية أيضاً، وحرصها على ديمومة الاختلالات لاستغلالها في أعمال الابتزاز. لابد من القول هنا إن من كان يظن أن القيادة العراقية ستكافح الفساد وحدها فهو مخطئ ؛ لأن المعركة تستهدف الجميع وعلى الجميع التطوع لإحراز النصر فيها ، وفي مقدمتهم وسائل الإعلام الشريفة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو