الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَجَـرَّة الرمَّان

إبراهيم المصري

2004 / 5 / 10
الادب والفن


حينما نجد شيئاً نبحث عنه ، نتوقف قليلاً ، نفحصُ هذا الشيء كطبيبٍ يفحص جثة قبل أنْ يصرَّح بدفنها ...
السعادة في مسافةِ الأمل .. غير أنَّ الحاجة للطعام لا تنتهي ، ولهذا لا نفحص وجبات الجوع وإنما نذهب في التخمة ضالعين بجرائم المعدة التي تحيا بدفن الأشياء الجميلة ...
تأملوا برتقالة قبل أكلها
تأملوا الآيس كريم .. قبل ذوبانه بحليب الروح
وهكذا القبلات الصيفية بالذات .. قبل أنْ يدنو رجلٌ وامرأة من اقتسام حبة الكرز إلى احتقان الصدر بالأزيز ،
تفعل القبلات ما يفعله البرق ، حين يلمع ثم يُخلي الأفقَ لمخالب العتمة .. وإنْ بقينا هكذا على قبلةٍ واحدة ، سوف ندخل الجنون ...
محنة الإنسان دائماً أنْ يشتهي ، أنْ يلتهم الحيوانات والفواكه ، طارداً كليهما إلى الخراب .. وأنْ يكون قادراً على التهام المزيد ، فإنَّ شموعاً كثيرة سوف تبكي كلما امتدت مائدة ...
تبدو الرمانة في شحوبها صورةً فوتوغرافية لمجرةٍ شقـَّتها سكـِّين .. وهذه الحبات الصغيرة تكنز أرواحاً في حمرة الخجل من تعريضها للهواء ،
قد تصبح فاسدة ، وقد تصبح كوبَ عصير بين مُرَاهقيـَن ، أحدهما ذكر والآخر أنثى ، يتسليان بما أعطت الطبيعة للرومانسية الجالسة في الكوفي شوب ،
هي لا تحب عصيرَ الرمان ، لكنها من أجل عينيه سوف تشرب بحراً من دماء .. وهو لا يحب عصيرَ البرتقال ، لكنه من أجل عينيها سوف يقطف أصيلاً بحرائقه .. وكلاهما في التهام لحوم البشر ...
يقولون مذاق لحوم البشر يشبه مذاق لحوم الذئاب .. لم أتذوق هذا ولا ذاك وإنما ألتهم يدي في جوعها إلى خنق طيفٍ نحيل العنق ...
وأتحسس نهديكِ ، كي أقيس درجة الحرارة اللازمة لالتهام وجبتي المفضلة .. وقلبي أيضاً ، تفاحة ضخمة .. تتأرجح في إناء الثلج .. وأنتِ تقتربين منها بالشوكة والسكـِّين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم


.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا




.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور


.. كواليس عملها مع يحيى الفخراني.. -صباح العربية- يلتقي بالفنان




.. -بين المسرح والسياسة- عنوان الحلقة الجديدة من #عشرين_30... ل