الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا نرى إلا نصف نصف الكوب الفارغ؟

أشرف عبد القادر

2009 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


المثقف -الجدير بهذا الاسم- هو الذي لا يفقد حس النسبية،ولا يأخذ قرارات حدية،فنحن أمة الوسط- كما قال قرآننا الكريم"وكذلك جعلناكم أمة وسطا"- لا نعرف الوسطية،نحب أو نكره،ملاك أو شيطان،أبيض أو أسود، جنة أو نار، بهذه الرؤية الحدية نرى قضايانا، فكل الحكام والأنظمة والشعوب، ليسوا ملائكة ولا شياطين، بل بشر يصيبون ويخطئون،ودور المثقف هو النقد البناء للأخطاء وتشجيع القرارات والممارسات الصحيحة، بأن يشيد بالمصيب وينقد المخطئ ليعدل خطأه، ففي كل نظام عالمي -مهما بلغت درجة تقدمه وتحضره- أخطاء، بل وجرائم أحياناً، فالجنة لم ولن توجد على الأرض... فنظام أوباما في أمريكا ليس صحيحاً 100في المائة، وكذلك النظام الفرنسي،ولا الإسرائيلي ... إلخ.
نظام الحكم في مصر به أكثر من مائة خطأ،وليس معنى ذلك أن نحكم عليه فقط من خلال أخطائه،بل يجب علينا أيضاً أن نشيد بمنجزاته.أخطاء النظام المصري جدية حيث انتشر الفساد في كل أجهزة الدولة ،هذا ما لا ينكره منصف،ولكن هل يوجد نظام في العالم ليس فيه فساداً؟؟!! .
يحسب للنظام المصري أنه قاد مصر إلى بر الأمان في ظروف شديدة التعقيد، سواء على المستوى المحلى أو على المستوى العالمي، وتعتبر أعظم انجازات النظام المصري،أنه استأصل الإرهاب ،والأهم أن الإرهابيين تابوا توبة نصوحاً.الجماعة الإسلامية التي اغتالت السادات- وأيد ذلك راشد الغنوشي في كتابه"الحريات العامة في الدولة الإسلامية"ص 184- أصدرت 12 كتاباً تدين فيها العنف باسم الإسلام،واعترفت بأن السادات مات "شهيداً" في أحداث فتنة، ونصحت بن لادن بالتفاوض مع أمريكا أوباما...كما قال د. فضل استاذ أيمن الظواهري عن حرب حماس في غزة، ما قاله الإمام مالك في الخمر،حيث دافع عن مصر بحرارة المؤمن بالله والمؤمن بوطنه...
ما يحسب لهذا النظام أيضاً،أنه ولأول مرة يرتفع معدل التنمية إلى 6,5 في تاريخ مصر الحديثة، ووالله لولا تآمر الإخوان المتأسلمين بقيادة هتلر مصر مهدي عاكف ،على المشاريع التنموية،بتفجير قنبلة الانفجار السكاني في أنفسنا،لتضاعف معدل التنمية ،ولاجتازت مصر عتبة الفقر،ولكن هدف المتأسلمين الخبيث،هو إفشال كل المشاريع التنموية، لإجاعة الشعوب لتنتفض ضد نظم الحكم، ليحدثوا الفوضى التي يحلمون بها- كما سبق وصرح مهدي عاكف بذلك،عندما قال لروزليوسف:" نحن لا نريد ثورة بل فوضى"- لينقضوا على السلطة، لينفذوا برنامجهم الظلامي الطالباني،وتتحول مصر إلى إمارة إسلامية طالبانيه يتحالف فيها الفقر والجهل والقمع والظلم مع تطبيق الشريعة كما في إيران الدينية الفاشية.
قنبلة الانفجار السكاني هي أكبر خطر يهدد مصر،فكل ما يقوم به نظام مبارك من زيادة تنموية،تأتي الزيادة السكانية لتلتهمه،و"كأنك يا أبوزيد ما غزيت"،لنقف محلك سر،دون أي تقدم إلى الأمام ،أو إلى تقدم يسير بسرعة السلحفاة،لاتهام نظام الحكم بالعجز وعدم قدرته على توفير حاجات شعبه،هل تتخيلون أن تعداد شعب مصر بلغ أكثر من 80 مليون نسمة،والفضل يعود إلى الأخوان المتأسلمين وإفشالهم كل برامج التوعية والإرشاد التي تقوم بها الحكومة لتوعية الشعب،الجاهل والمجهل، بمخاطر التزايد السكاني، فهم يكفرون كل من يحث على تحديد النسل،مستندين إلى حديث يقول:"تناكحوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة".والحال أن أصبح المسلمون في العالم الآن مليار ونصف مليار مسلم ،لكن دون وزن،كغثاء السيل.
لماذا لا نتعلم من الصين،بأن يحدد لكل أسرة طفل أو اثنين على الأكثر،أما الطفل الثالث فتدفع الأسرة غرامة للدولة لأنها حملتها ما لا طاقة لها به،فاستطاعت الصين تنمية اقتصادها،واجتازت عتبة الفقر وانضمت إلى مصاف الدول المتقدمة.. يا بختك يا صين ،ليس فيكي متأسلمون ...يفكرون في مستقبلهم بعد الموت،ويتعامون عن مستقبل شعوبهم في هذه الحياة ،كأنما كتب الله علينا دون عباده أن نذهب للجنة جياعاً وأميين ومرضى وإرهابيين...
سمعت منذ سنوات في إذاعة"فرنسا الثقافية"أن أحد أعضاء نهضة الغنوشي مضرب عن الطعام وله 8 أبناء، في حين أن معدل الإنجاب في تونس لا يتعدى 3 أطفال. إذن فالمتأسلمون في كل مكان يريدون تخريب الأمة العربية والإسلامية بقنبلة الانفجار السكاني التي هي سلاح دمار شامل للتنمية الاقتصادية وحماية البيئة.
رأينا أيام حرب غزة أقزام المثقفين العرب،مثل برهان غليون،يتهجمون على مصر ويطالبونها بالحرب مع إسرائيل أو قطع العلاقات معها،وهم يعلمون علم اليقين أن الحرب أو قطع العلاقات سيكون كارثة على مصر، وعلى أمتها العربية والإسلامية،والحال أن مصر كانت تتوسط أثناء الحرب، وبعد الحرب ، وإلى الآن كوسيط سلام بين إسرائيل وحماس،وإسرائيل وسورية،وبين حماس وفتح،لأنها تعلم أنه بدون وحدة الشعب الفلسطيني لن تقوم له دولة فلسطينية،لأن إسرائيل تقول:لمن نعطي الدولة،هل للسلطة الفلسطينية المنتخبة؟أم لحماس؟. أما عندما يصبح الفلسطينيون صوتاً واحداً،وقراراً واحداً فإنهم يقطعون دابر هذه التعلة، لكن أقزام المثقفين سرّحوا عقولهم في أجازة طويلة ،وما عادوا يستمعون إلا لعواطفهم ... فما الفرق بين المثقف ورجل الشارع الأمي؟
لا فرق.
وكيف يجهل السيد غليون،وهو المتخصص في العلوم السياسية، أنه لا يمكن هزيمة إسرائيل.لأنها إذا هزمت فستستخدم القنابل الذرية لتدمير الجميع،و سيكون شعارها وقتئذ شعار شمشون الجبار"علي وعلى أعدائي يا رب"...ونعلم كذلك أن أمريكا والغرب لن يسمحا بهزيمة إسرائيل، وطالما أن هزيمة إسرائيل غير ممكنة، فلماذا الحرب معها ؟ هل لكي ننهزم من جديد لنعمق جرحنا النرجسي أكثروأكثر؟ أم هو نوع من العقاب الذاتي؟؟!!.
علينا أن لا نرى فقط النصف الفارغ من الكوب،فالنفس المريضة هي التي لا ترى إلا النصف الفارغ،أما النفس السوية فترى الإيجابيات قبل السلبيات،ولا تقلل من حجم الإنجازات،يجب أن ننظر إلى ما تحرزه الأنظمة العربية من تقدم-حتى وإن كان بطيئاً- ولكنه واعد بمستقبل مشرق، انظر ما فعلت الحكومات المتأسلمة بالأمس في أفغانستان، واليوم في السودان وإيران ،الانهيار الاقتصادي والسياسي والأخلاقي والديني...
فحال أقزام مثقفينا يتمثل في قول الشاعر:
عين الرضى عن كل عيب كليلة / ولكن عين السخط تبدي المساوي
[email protected]











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت استاذ اشرف
ابراهيم علاء الدين ( 2009 / 7 / 28 - 23:43 )
بعد التحية والاحترام
تحية لهذه الرؤية العقلانية الواقعية .. اننا بامس الحاجة الى الخطاب العقلاني الواقعي والى المثقفين الذين يرو نصف الكأس الملآن ..
وشكرا لجرأتك في الاشارة الى بعض الايجابيات للنظام المصري ووض


2 - احسنت استاذ اشرف
ابراهيم علاء الدين ( 2009 / 7 / 28 - 23:43 )
بعد التحية والاحترام
تحية لهذه الرؤية العقلانية الواقعية .. اننا بامس الحاجة الى الخطاب العقلاني الواقعي والى المثقفين الذين يرو نصف الكأس الملآن ..
وشكرا لجرأتك في الاشارة الى بعض الايجابيات للنظام المصري ووض


3 - احسنت استاذ اشرف
ابراهيم علاء الدين ( 2009 / 7 / 28 - 23:43 )
بعد التحية والاحترام
تحية لهذه الرؤية العقلانية الواقعية .. اننا بامس الحاجة الى الخطاب العقلاني الواقعي والى المثقفين الذين يرو نصف الكأس الملآن ..
وشكرا لجرأتك في الاشارة الى بعض الايجابيات للنظام المصري ووض


4 - التآمر
عبد السميع ( 2009 / 7 / 29 - 11:31 )
أشرف يشير إلى أن المصريين ينامون مع زوجاتهم من باب التآمر على نظام مبارك !!!!؟؟؟


5 - أين البقية
رشا ممتاز ( 2009 / 7 / 29 - 16:45 )
دعنة أختلف معك سيد أشرف لا فى المضمون العام وهو الاعتدال ولكن سلبيات النظام المصرى القمعى فاقت ايجابياته ولو انه من الانصاف الاشاره غلى السلبيات والايجابيات فى آن واحد ألا تلاحظ معى اختفاء التعدديات الحزبية والمشاريع السياسيه لنكون بين مطرقة وسندام إما النظام المصرى البوليسى واما مشروع الإخوان المتطرف الإرهابى ؟
اين موقع المشاريع العلمانية فى مصر ولماذا تآمر عليها الجميع ؟؟؟

اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة