الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض الموضوعات الختامية لملتقى غوليتسينو* : - مستقبل قوى اليسار -

إبراهيم إستنبولي

2004 / 5 / 10
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


إعداد و ترجمة د . إبراهيم استنبولي

عقدت في الفترة 21 –22 حزيران من عام 2003 ندوة دولية تحت عنوان " مستقبل
القوى اليسارية " . وقد شارك فيه اكثر من 130 شخصية ، والمشاركون ينتمون
إلى أحزاب وحركات مختلفة منها : الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية ، الحزب
العمالي ـ الفلاحي الروسي ، الحزب الاجتماعي ـ الديموقراطي الروسي ، حزب
العمل الروسي ، وغيرها من الأحزاب الروسية ، الحزب الشعبي الاشتراكي
الدنمركي ، الحزب الاشتراكي اليساري النرويجي ، حركة كييف ( أوكرانيا ) ، شخصيات
تعمل في المنظمات التالية : أكاديمية العلوم الروسية ، اتحاد العمال
لعموم روسيا ، النقابات الاشتراكية ، اللجنة الإسلامية ، مجلس أوروبا ، مجلس
مدينة لندن ، مركز غورباتشوف وغيرها ، وكذلك رؤساء بعض دور النشر مثل :
Gileya Ultra Culture , Praxis , Ad Marginem , .

ومن أهم ميزات هذا الحدث هو انه تم تمثيل جميع الحركات الروسية المعارضة
الرئيسية من ناحية ، ومن ناحية أخرى ـ إن جميع المشاركين قد تحدثوا بصفتهم
الشخصية دون أن يتقيدوا بنظام الالتزام الحزبي .

وهنا أورد نتائج المناقشات فيما يخص بعض الموضوعات .



أزمة المؤسسات الديموقراطية ( مقررة الجلسة آلا غلينتشيكوفا ) :



إن تحول الأحزاب اليسارية الروسية إلى أحزاب للمستقبل ، قادرة على جذب
العمال المأجورين الأجانب ، غير ممكن من دون أن تعلن بوضوح موقفها السلبي
تجاه الشكل التوتاليتاري و الفردي للحكم وبالتالي الاعتراف بالديموقراطية
كقيمة أساسية لحركة اليسار الحديث في روسيا .

مع التأكيد على أهمية مؤسسات الديموقراطية التمثيلية للدفاع عن مصالح
الشغيلة ، يجب علينا القول أنها بحاجة إلى مزيد من التطوير و التحسين . وهذا
التحسين يجب أن ينصب على البحث عن أشكال جديدة لمشاركة المجتمع في اتخاذ
القرارات السياسية وفي مراقبة تنفيذها ، و كذلك إيجاد آليات جديدة لتفاعل
الأحزاب السياسية وشرائح اجتماعية واسعة ، قادرة على ضمان تأثير معاكس
للمجتمع على النخب الحزبية والحكومية .

إن السمة المميزة للديموقراطية كشكل للسلطة الشعبية في يومنا هذا هو ، من
ناحية درجة ومستوى التأثير الفعلي للمجتمع على السلطة ، ومن ناحية أخرى ـ
قدرة المؤسسات و الأحزاب السياسية على أن تعكس المصالح الاقتصادية
والسياسية لأوسع الشرائح الاجتماعية .

على الرغم من تبدل النظام الاجتماعي في روسيا في عام 1991 وما نتج عنه من
تفكيك للمنجزات الاشتراكية ، فإنه لم يحصل تجدد في مجال إدارة الدولة أو
تدمير للتراتبية السلطوية ، التي تكيفت بسرعة وراحت تخدم السلطات الجديدة .
فالعملية السياسية الحديثة في روسيا ، وخصوصاً هيئات الديموقراطية
التمثيلية ، تعيش أزمة جدية . وهذه الأزمة ترتبط بانسحاب المكونة الاجتماعية من
العملية السياسية الحزبية ، وتحول الأحزاب السياسية من عوامل تأثير فعلية
للمجتمع على السلطة إلى مجرد " مناجم " سياسية معزولة عن المجتمع و لا
تعكس مصالحه ، ومشغولة فقط بالصراع من اجل اقتسام الكعكة السياسية داخل
النخبة السلطوية المهيمنة .

إن السبب الرئيس لتلك الظاهرة هو نشوء تيارات ما بعد الصناعية وما ارتبط
بها من ظهور أشكال جديدة لعدم المساواة و الإقصاء في حقلي المعلومات
والإدارة ، وكذلك ظهور إمكانيات جديدة للتحكم بالمجتمع ومراقبته مع المحافظة
الشكلية على مؤسسات الديموقراطية الانتخابية أو التمثيلية . إن نتيجة الأزمة
التي تعيشها مؤسسات الديموقراطية التمثيلية تنعكس في خيبة المجتمع من
إمكانية التأثير الفعلي على العملية السياسية في إطار الإجراءات الديموقراطية
ـ وكدليل على هذه الخيبة نجد تنامي التصويت الاحتجاجي ، العزوف السياسي و
الميل للتصويت لصالح حزب السلطة . هذا كله يحمل مخاطر نمو الاتجاهات
التسلطية في المجتمع وفي السلطة .

فقط عن طريق إمداد النخب بدماء شابة وتجديدها بشكل مستمر ، إلى جانب
العودة إلى ُمُثل الاشتراكية ، يمكن أن يمنح المؤسسات الديموقراطية دفعاً
جديداً. كما إن التغلب على الأزمة يتطلب إيجاد وتطوير أشكال جديدة للديموقراطية
و أشكال جديدة للحوار مع المجتمع ، وكذلك آليات للمشاركة ، و للإدارة
الذاتية والمراقبة المجتمعية ، مع تأسيس شبكة من البنى الإدارية تتمتع بعلاقة
عكسية قوية وبمشاركة عالية للقوى الاجتماعية في اتخاذ القرارات .

على الرغم من السمات الخاصة للعملية ما بعد الصناعية في روسيا وما يرتبط
بها من أزمة الأشكال التقليدية لمؤسسات الديموقراطية ، فإن هناك الكثير مما
يجمعنا مع ممثلي الحركات اليسارية في البلدان الأخرى في بحثهم عن أشكال
جديدة لتطوير الديموقراطية ومن اجل إيجاد سبل أخرى لمواجهة التيارات
التسلطية بين الجيل الشاب . وهذا يتطلب نبذ الخلافات والفجوات بين الشيوعيين
والحركات اليسارية البديلة ، ودراسة تجارب الحركات اليسارية في الغرب ،
والتعاون معها في مختلف البلدان .



الهيمنة العالمية الجديدة ( المقرر دميتري غلينسكي ) :



في العقد الأخير من القرن العشرين وكنتيجة للصفقات التي أبرمت على المستوى
الشخصي أو الحكومي ومن قبل ممثلي النخب الحاكمة مع المنتصرين في " الحرب
الباردة " ، فقد نشأ نظام دولي أحادي القطب . إن كسر المنظومة الدولية التي
كانت قائمة على أسس " الردع والتوازنات " ، وبالتالي حدوث عدم مساواة
كبيرة في القوة والإمكانيات داخل المجتمع العالمي ، قد خلق وضعاً يسمح ، ليس
فقط بالقضاء على إنجازات عقود من التقدم الاجتماعي والاستقلال من
الاستعمار ومن نضال حركات التحرر الوطني في بلدان الأطراف ، وكذلك قواعد القانون
الدولي ، بل إنه تجري عملية إعادة تقييم المؤسسات الديموقراطية في بلدان "
المركز " العولمي ـ و في الولايات المتحدة الأمريكية قبل غيرها .

إن ضعف الخصوم الوطنيين للنظام أحادي القطب غالباً يمكن تفسيره بغياب
الوسائل البحثية المناسبة . هكذا مثلاً ، إن المقاربة الجيوسياسية التي كانت
سائدة ( والمرتبطة وراثياً بالتعصب القومي للإمبراطوريات الاستعمارية
بداية القرن العشرين ) تمنع من رؤية الإدارية الداخلية و نقاط الضعف في
المجتمع الغربي المعاصر ، بما فيه الامريكي . وكنتيجة لذلك ـ عدم القدرة على
التنبؤ بالمتغيرات الحاصلة ، وبالتالي سياسة التعامل السلبي معها والتسليم
بها كما لو أنها قضاء وقدر . و من هنا تعليق آمال واهمة على نشوء أحلاف
جيوسياسية " معادية للهيمنة " ، كما هو الحال ، مثلاً ، مع الصين أو
مع " العالم الإسلامي " . إن اقتصاد هذه البلدان ومصالح القسم الأكبر من
نخبها قد تم إدماجها في النظام العالمي القائم وبدرجة لا تقل عما يتعلق ذلك
روسيا . لذلك من الأفضل فهم طبيعة عناصر الهيمنة العالمية كاتحاد غير
متجانس وفوق وطني للنخب ( وتمزقه اكثر واكثر صراعات داخلية ) . وضمن هذا
الاتحاد فإن الأمريكيين ، خصوصاً المحافظون الجدد في واشنطن ، يتصرفون بعدوانية
زائدة بفضل وجود ، قبل كل شيء ، مصادر قوتهم خارج المنافسة . و كرد فعل
على أفعالهم يحدث نمو مطرد للكراهية لكل ما هو أمريكي على مستوى العالم ،
والتي تأخذ أحيانا أشكالا متطرفة للغاية .

هناك جانب هام في الوضع الأحادي القطب القائم ـ هيمنة صنف محدد من الثقافة
، وبحيث أن تلك الهيمنة يعاد إنتاجها من قبل وسائل الإعلام والدعاية بشكل
يومي . إلا أن " صراع الحضارات " ، التي تعامل كما لو أنها عبارة عن
مجتمعات مغلقة ، يتم فرضه ـ أي الصراع ، من قبل من يسمون اليوم " خبراء
السياسية العولمية " . بينما الحقيقة هي أن الشرائح المحرومة من الامتيازات في
الغرب ، في العالم الإسلامي وفي بلدان أخرى لا تشكل " خصومات حضاروية " .
إنما الحديث هو عن هيمنة ثقافة أحادية لشركات المجتمع الاستهلاكي العولمي
، التي ترفض كل ما هو " خصوصي " عند الآخر ، والذي لا يندمج في قياس
معين .. تلك الهيمنة التي تنتج صراعات مطابقة الهوية ، خاصة في المجتمعات
متعددة الإثنيات ومتعددة الثقافات .
كما إن الهيمنة الاقتصادية " للمركز " العولمي تخترق بدرجة عميقة بلدان
المحيط عن طريق دولرة ( من دولار ) اقتصادياتها ، كما هو الحال مع روسيا .
ولذلك فإن مشاريع انهيارات الوضع القائمstatus quo عن طريق " تخفيض
الدولار " ، يمكن أن تستخدم غطاء لعملية فقدان التوفيرات الصغيرة
للمواطنين . ولذلك فإن فك ارتباط الاقتصاد الروسي بالدولار من خلال الدخول في
اتحادات نقدية إقليمية ، سواء اليورو أو الإيوان أو " الدينار الإسلامي "
المزمع إطلاقه ـ هو موضوع نقاش وغير ملح بالنسبة لروسيا بحكامها الحاليين .
هناك بديل ألا وهي المنظومة التي يعلق عليها آمال كثيرة لكنها لا زالت غير
مدروسة بشكل كاف أي شبكة التجمعات الاقتصادية .
إلى جانب ذلك إن الاقتصاد أحادي القطب يكشف اكثر فاكثر عن عدم استقرار .
ومن أهم مصادر عدم الاستقرار ـ وصول إلى سدة الحكم في عدد من البلدان قوى
يمينية متطرفة تحت ستار محاربة الإرهاب ـ تلك القوى ذات النزعة ، كما في
حالة الولايات المتحدة الأمريكية ، إلى بسط سيطرتها والتوسع بالقوة على
الطريقة الاستعمارية ، والعمل على لعب دور الشرطي على المستوى الوطني والدولي
. إن زعزعة الاستقرار تلك ، الصادرة عن " المركز " العولمي ، تؤكد عدم
صلاحية النظام العالمي القائم مقارنة بأشكال أخرى من الهيمنة الخلاقة و
المبنية على التعاون ، كما هو حال الإمبراطورية الرومانية بالتحديد ، والتي
يتغنى بمقارنة بلادهم بها المحافظون الجدد في أمريكا .
إن التخلص من أحادية القطب " السرطانية " ـ واجب ومهمة عامة تتفق ومصالح
طيف واسع من القوى بما فيها اليسارية . ومن اجل ذلك لا بد من الأخذ بعين
الاعتبار ما يلي :
1- إن البيروقراطية الحاكمة في روسيا الحالية لا يمكن أن تكون حليفاً
موثوقاً للقوى الروسية والعالمية المناهضة للنظام العالمي أحادي القطب ،
لأنها هي ذاتها إما " مملوكة " من قبل الرأسمال العابر للقارات ، إما أنها
عبارة عن خليط من الشركات التي تخدم المصالح الخاصة .
2- لا توجد فرصة في روسيا للمبادرات الأهلية غير الحكومية في مجال
السياسة الخارجية دون أن تكون مرتبطة بمصالح الطبقة الحاكمة . وهناك حاجة لتضامن
جهود القوى اليسارية والديموقراطية بشكل عام من اجل التغلب على تلك الحالة
.
3- إن المنظمات السياسية القائمة و المحسوبة تقليدياً على اليسار ، بما
فيها الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية ، بوضعها الحالي غير قادرة ، و لأسباب
معينة ، على الدخول في تحالفات ثابتة مع خصوم النظام العالمي الجديد في
البلدان الأحزاب . والعائق هنا هو ذلك التصور الراسخ في الوعي الاجتماعي (
بمن فيها القوى اليسارية في الغرب ) حول القوى التقليدية لليسار الروسي :
- كوريث لأغلب الصفات الغير حميدة للحزب الشيوعي السوفييتي .
- كمنظمات يقودها قوميون متطرفون .
- كسعاة للاستحواذ على الحركة اليسارية بل والمعارضة عموماً ، حتى ولو
كان ذلك في غير صالحهما ككل .
- كورثة التعامل التوتاليتاري مع مشكلة حقوق الإنسان ، بما فيها حقوق
الاقليات القومية والدينية وغيرها .
4- يلاحظ في الغرب خلال الآونة الأخيرة حدوث انقسام المركز الديموقراطي
. أنصار النيوليبرالية و الهيمنة المركزية الأمريكية في النظام الاقتصاد
العالمي دخلوا في صراع مع الديموقراطيين الكلاسيكيين ( ممثلي الطبقة
الوسطى ) ، التي تتعرض مصالحها الاقتصادية وقيمها للاعتداء من قبل الشركات
العابرة للقارات وكذلك من قبل مراكز رأس المال ، ومن قبل الدولة . إن عناصر
المعارضة الديموقراطية المناهضة للنظام العالمي الجديد تتجلى في الحركات
المناهضة للعولمة وللحروب ـ هذه وتلك قد خرجتا بعيداً إلى ابعد من حدود
الطيف اليساري التقليدي . فعلى خلفية مظاهر تشكل دولة بوليسية في عدد من
البلدان ، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا ، إلى جانب خطر "
عولمة " هذه الظاهرة ، فإن الدفاع عن الحقوق المدنية للمواطنين وعن حقوق
الإنسان يمكن أن تصبح فكرة جامعة و موحِّدة . عند ذلك إن الأحزاب السياسية
والهيئات الحكومية القائمة تبدو وكأنها غير قادرة أو لا مصلحة لها في حلّ تلك
المسألة ـ مما يسبب خيبة أمل تجاهها . هذا بدوره يخلق أمام القوى الغير
تسلطية وذات الصبغة اليسارية إمكانيات أن تلعب دوراً محورياً في حل تلك
المشكلة ، وان تضيف إليها مع ذلك من جوهرها الاجتماعي والاقتصادي .
5- في ضوء كل ما تم ذكره أعلاه ، فإن المصالح السياسية و النخبوية لقوى
اليسار التقليدي في روسيا ، بما فيها الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية ،
ليس بالضرورة أن تتقاطع كثيراً مع مصالح خصوم النظام العالمي أحادي القطب ..
و أحيانا ، قد لا تلتقي معها بالكامل . إن إدماج فعلي للمعارضة الروسية
في العمليات السياسية الدولية غير ممكن من دون حصول تحول داخلي فيها . إن
قوى اليسار الروسي بحاجة لأشكال جديدة من التنظيم ، بما فيها تلك التي لا
تكون غايتها الصراع من اجل السلطة أو المشاركة فيها ، بل الدفاع عن الحقوق
والحريات الشخصية والجماعية من الاعتداء عليها من قبل الشركات وما ارتبط
بها من بيروقراطية حكومية وعالمية ، وكذلك من اجل تحديد منهجي لسلطتهم على
الناس على المستوى الدولي و الإقليمي والمحلي .



التجربة العالمية لليسار ( رئيس الجلسة جاكوب نورهاي ) :



كما تبين التجربة يمكننا تمييز ثلاثة مستويات لتحالف القوى اليسارية :

1- التعاون بين التيارات .

2- تشكيل جبهة موحدة بين المعتدلين والراديكاليين

3- " يا عمال العالم ، اتحدوا ! " ـ التعاون الدولي .

ُتبيِّن التجربة في الغرب أن تأسيس تحالفات سياسية لمشاريع محددة و/ أو
مهام يعتبر اكثر واقعية من تشكيل أحزاب موحدة . وبشرط أن كل مشارك في
التحالف واجب عليه أن يحدد بماذا يمكنه أن يضحي في سبيل ترسيخ هذا التحالف ،
وان جميع المشاركين لديهم المقدرة على الاحتفاظ بالوجه الفريد و المستقل .

إن مسألة الوحدة وتوازن القوى داخل الحركة لا يمكن حلّها في إطار مقارنة
البرامج النظرية ، لأن ذلك هو موضوع تكتيكي بحت للنضال السياسي ، ويجب
التعامل معه بالنسبة لكل حالة محددة . وعند تأسيس التحالفات يجب التجرد إلى
أقصى درجة من تاريخ العلاقات المتبادلة . و يجب أن نتذكر أن التنظيمات "
الثورية " غالباً ما تتحول إلى طوائف وشيع ،. وبالعكس ، إن الأحزاب التي
تدّعي أنها " إصلاحية " ـ غالباً لا تقوم بأية إصلاحات .



النقابات وحركات اليسار ( المقرر فاسيلي موخوف ) :



على خلفية بناء مجتمع لا طبقي في الاتحاد السوفييتي السابق فإنه في روسيا
المعاصرة تجري عملية فرز طبقي متنامية ، مما يفرض التوجه إلى الحركة
النقابية كوسيلة للدفاع عن مصالح الطبقة والجماعات .

يتميز الوضع الراهن للحركة النقابية في روسيا بما يلي :

- تعايش النقابات التي كانت قائمة في زمن الاتحاد السوفييتي و
الداعمة للسلطة الحالية إلى جانب عدد من التنظيمات النقابية الحرة .

- تحقيق سلسلة من النجاحات الكبيرة والهامة للمجتمع في الآونة
الأخيرة من قبل بعض النقابات الحرة بما في ذلك في مجال نشاطها السياسي .

لقد نضجت الظروف لإبرام تحالف سياسي بين قوى اليسار وبين الاتحادات الضخمة
للنقابات الحرة :

= مصلحة اليسار :

- الاتحاد مع النقابات يجعل اليساريين اقرب إلى القضايا التي تخص
معظم العمال .

- تحتاج قوى اليسار إلى الاعتماد على النقابات من اجل تجديد
عناصرها ومن اجل الحصول على قاعدة اجتماعية أوسع .

= مصلحة النقابات :

- بإمكان نشطاء اليسار ، عن طريق استخدام الآليات النقابية ،
للمساعدة في إنجاز التنظيم الذاتي للعمال .

- تعتبر عملية التسييس بالنسبة للنقابات ضرورة طبيعية من اجل
حماية مصالحها .

- إن اليسار ، وهو يساعد في تطوير الصناعة و ظهور تقنيات جديدة ،
يصبح حليفاً موضوعياً للنقابات .

وفي سبيل تقوية الوحدة بين اليسار والنقابات هناك عامل إيجابي هام ألا وهو
نشوء هيئات نقابية أولية بقيادات يسارية . لكن الاتحاد يجب أن يجري على
أساس الحل الوسط ( مبدأ الصفقة ) ، المقبول من قبل اكبر عدد ممكن من
الشرائح العمالية .



الحركات الأممية المناهضة للعولمة ( المقرر إيليا بودرايتسكيس ) :



تشكل الحركات المناهضة للعولمة ، والتي ظهرت للوجود مع نهاية القرن
العشرين ـ بداية القرن الواحد والعشرين ، العامل الأساس في تجديد سياسة
الحركات اليسارية :

- لقد وضعت تلك الحركات تحت المجهر السياسة النيوليبرالية للنخب .

- لقد أنتجت أشكال جديدة للتنظيم الذاتي ، والتفاعل بين مختلف
المجموعات والتيارات .

- لقد تحولت إلى مدرسة للتبادل الديموقراطي بين قوى اليسار ، الذي
يمثل تيارات تاريخية مختلفة ( بل ، غالباً ، متصارعة من قبل ) .

ومن المهم الإشارة إلى أن الحركات المناهضة للعولمة اول ما بدأت في الغرب
، وفي الولايات المتحدة الأمريكية قبل غيرها . هذا يشير إلى أن الظلم
والاضطهاد ، وكذلك النضال ضده ، ليس له طابع بين الدول بل يحمل طابعاً طبقياً
. لقد برهن الناشطون في الغرب انهم مستعدون للنضال في سبيل ليس حقوقهم فقط
، بل ومن اجل مصالح العاملين في بلدان " العالم الثالث " وبلدان أوروبا
الشرقية . إن الحقبة التاريخية الجديدة تؤكد مرة أخرى أهمية وضرورة الأممية
كإيديولوجيا وحيدة قادرة على محاربة العولمة الرأسمالية بشكل فعال . إن
التحالف المناهض للعولمة غير متجانس . ففي داخلها يوجد جناح معتدل و آخر
راديكالي ، وهي تضم ثوريين وإصلاحيين . إن مناهضة العولمة تشكل ، إلى حدٍّ
ما ، فرن تجري فيه عملية إعادة بناء الحركات والتنظيمات اليسارية ـ وذلك
بعد أن تكتسب سمات ملائمة للحقبة الجديدة . لكن من غير الضروري أن تتوج
تلك العملية بقيام " أممية " واحدة ، وإنما نشوء " حزبين " عالميين ـ ثوري و
إصلاحي .

على هذه الخلفية لا زالت الحركة الروسية المناهضة للعولمة ضعيفة ، وفي
كثير من الأحيان ما زالت معزولة عن الإسلامية الأحزاب للنضال والاحتجاج .
ولذلك تقع على عاتق الحركات اليسارية مهمة ملحة وهي تنمية ودعم الحركة
المناهضة للعولمة في روسيا ، وكذلك تقوية علاقاتها أيضا مع الاتجاهات النضالية
الأحزاب في نفس الوقت .



الدين والتقدم الاجتماعي ( المقرر حيدر جمال ) :



إن المؤمنين في وقتنا الحالي بحاجة لحركات اليسار لكي يتم عن طريقها
التغلب على التفرقة على أساس طائفي ، ومن اجل المشاركة في الحياة السياسية .
لكن على قوى اليسار أيضا أن تتعلم التعاون والتعامل مع الأديان في سبيل
مصلحة الحركة اليسارية. الدين و الإكليروسية ** ـ عاملان مناقضان لبعضهما ،
ويجب عدم الخلط بينهما . هكذا هو الأمر بالضبط أيضا فيما يتعلق بعلم اللاهوت
الحقيقي ، بخلاف الدعاية الاكليروسية ـ هي عبارة عن تقنية عقلية أو آلية
للتفكير . إن تجربة " لاهوت التحرير " قد برهنت على أن المؤمنين
والماركسيين التقوا وتضامنوا ليس فقط في محاربة الاضطهاد ، بل وفي كثير من موقفهم
الفكرية والأخلاقية .

يجب على حركات اليسار أن تعي ما يلي :

- إن الدين ، باعتباره من اقدم الإسلامية الأيديولوجية و
للنضال ضد الظلم على مدى اكثر من ألفي عام ، قد وحّدَ جماعات الأفراد ، و أوجد
الحل بين الفردانية والتضامن والتكافل .

- مرات كثيرة في التاريخ لعب الدين دور المحرض للجماهير .

- إن الدين يعتبر عاملاً لتشكل إيديولوجيا الاحتجاج و تطور
المجتمع .

- إن علم اللاهوت يقدم مفاهيم ومصطلحات أساسية يمكن استخدامها في
الخطاب السياسي .





* غوليتسينو ـ بلدة في ضواحي موسكو .

** الإكليروسية ـ اتجاه سياسي رجعي يهدف بسط سيطرة الكنيسة على الحياة
السياسية والثقافية .و من أكثرها نشاطاً الاكليروسية الكاثوليكية ، الذي
يستخدم لأغراضه السياسية الجهاز الكنسي ، الأحزاب السياسية الروحية
والتنظيمات الشبابية والنسائية . المترجم


المصدر ـ معهد قضايا العولمة الروسي . عبر الانترنيت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بخراطيم المياه وفرق الخيالة ... الشرطة تفرق آلاف المتظاهرين


.. اعتداءات واعتقالات لمتظاهرين وسط تل أبيب يطالبون بصفقة تبادل




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين في حيفا محتجين على مجزرة ا


.. آلاف المتظاهرين في واشنطن للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع




.. دعماً لغزة.. المئات من المتظاهرين يفترشون الأرض أمام متحف بإ