الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(( هكذا تموت الملائكة ))

سعد صالح

2009 / 7 / 30
الادب والفن



لا أعرفُ من أينَ أبدأ .. ولا اعرف كيف اكتب .. ولكن كل الذي اعرفه إنني أكتب إليها إلى إنسانه أحسست بها كثيرا حتى إنني لمست ألمها بيدي كآبتها .. حلمها .. ظنونها .. أوجاعها كلها رضخت لقلبي الذي أرهقه ألمها.. وقد أكون أحببتها اخترقتها .. وأظنها هي التي سكنت عند عتبة قلبي ترجوه إيمانا افتقدته منذ حلم الصبا الأول ..
كل الذي اعرفه إنني اليوم اكتب إلى سيده أو انسه "إن صح التعبير" .. ولكن ..
ولكن ..
ولكن ..
لا اعرف أيهما اقرب إليها .. قد تكون انسه ..!! ولكنها أجبرت على إن تكون سيدة ، تتحمل أعباء الحياة وحدها ومسؤولية أطفال بعمر الورد أبرياء لا يعرفون للحنان طعماً ولا للأبوة شكلاً وأيُّ دورٌ للأب المهزوز في حياتهم ..!؟،، ولكنهم أكيد يعرفون إن لديهم أماً لا مثيل لها في هذا الكون كله ، ولا بجمالها ورقتها وطيبة قلبها .
هذه الأنثى العابقة برائحة ورود الياسمين التي أسرتني منذُ أول نظرةٍ زاحمت فيها عيوني بريقا في عينيها تحاول إن تخفيه التقت عيناي بعينيها ،حتى امتزجت روحي بالضوء الخافت بين ثناياها وكل الذي اعرفه وانأ اكتب في هذه الساعة المتأخرة من الليل ، إنني أحببتها ، فهي تشبهني كثيرا وكثيراً جداً تشبهني .. لها صوتي وشكلي وفكري تفاصيل حلمي تستريح بين مساماتها ، لكنها بعيده .. وبعدها عني يقيده آسرها الذي يسمى زواجا .. هه .. يالسخرية القدر حينما يبتلع أنفاسا طرية تحت مسمى شرعي أو قانوني ويهزأ بقيمة الإنسان وهو يكابر ويقاوم ويحاول بلا فائدةٍ ترتجى ولا أمل يفيق ...
إلى متى ،، إلى متى ..
إلى متى تبقى هذه الحالة حالة الكأبه والإحباط المستمر وعدم السعادة وما ذنبها ما ذنب أطفال اخترقوا كل حواجز الكره المقيت ليكونوا صورة لها يحملون قنديل صباها ويتمسكون بثنايا جسدها وهو يجر خطاه نحو بلادة عمرها المنذور للآخرين وهم لايفقهون سوى غريزةٍ تجردهم من أدنى درجات الإنسانية..
ووجع يتشكل ورغبة تزول وحلمٌ يتلاشى ويغيب في أزل الأفول وحسرتها فقط هي التي تكبر وظني إنني اخفف عنها بعض حسره ..!!؟؟
إلى متى نبقى تحت سطوةِ من يفرض رأيه علينا ، لماذا لا نكون نحن لنا غاية تخلصنا من سقم القرار الذي يصب لعنته على رؤسنا فتستحيل جرة للخطايا ... آه ممن لم يقدّروا مشاعرنا ، فقط يأخذون ما يريدون منا ولا يعطونا بعضاً مما نريد ..!!
لماذا فهمهم لنا خطاً ..؟
لماذا لايعيرون أهميةً لحزننا ولا يهتمون لفرحنا ، لماذا يهزئون بمشاعرنا الغضة وهي تتنفس ظلما وإجحافا ..؟
على الرغم من إننا قدمنا لهم عمرنا هدية بلا جزيلٍ للعطاء أو تمرد للقبول ، لماذا لا يوجد من يسأل عن سعادتنا ويقدرها كما نعمل نحن ..؟
لماذا نحن المتضررين دوما..؟
ونحن المضحين .. ونحن المنكسرين .. و .. و .. ؟؟؟؟؟؟

أما يوجد من يضحي من اجلنا ، ولماذا حتى أهلنا ضدنا الم نكن أولادهم أَم أننا اللقطاء وأبناءا للخطيئة ..!؟
أظننا لم نزل نتكأ على خلاصة نزواتهم المشروعة فيسموننا لهم ابناءا برره وهم ابائنا المقصرون..!!؟؟
ولماذا ..؟
ولماذا ..؟
ولماذا ..؟
وأسئلة تبحث عن إجابة وإجابة تستقر خلف ضجيج لوعة الضياع وتصدي كلاماً مباحاً لأناس لايفقهون وننتظر حكما يطيب الجراح وسكينة للروح علَّها ستكون يوما قبل الممات ومن ينفض غبار الماضي لتخضَّر من جديد لحظات الشباب وهي تمضغ سلطان الشرع وتقذفه في سلة المهملات ..
حبيبتي .. أمدُّ اليكِ يدي فتمسكي بقلبي الذي ينبض لكِ وساعديني لكي نحقق الحلم ..
حبيبتي .. من لنا غيرنا ونحن نتوارى خلف رغباتنا لنجمع بقايانا عسى إن نعاود الحياة ..
حبيبتي .. لا تقفي خلف جدرانٍ واهية واسندي أفقكِ لي وأعينيني كي أتمكن من مساعدتك ..
حبيبتي .. أيتها العزيزة أتسمحين لي بفرحة تجمعنا وشوق يتنفسه حلمنا باللقاء الأبدي ..
حبيبتي .. ومن لي غيركِ أحبه .. ومن لكِ غيري تحبين ..!!؟؟
نعم أنها (( أحجية الملائكة )) تغفو على جفونك الغالية ..
امسكيني .. واحمليني .. واقبليني .. وساعديني .. وسترينني كل شيء لكِ كما أنتِ لي دنيا وجنه ..
هاهو صوتك يجدد خلاياي حتى يخال اليَّ إنني اتحسسُ أصابعكِ وهي تمر على جبيني لتمسح عنه عناء سنين مضت ..
حبيبتي ياملاكي انكِ تسمعين صوت قلبي وتتذوقين طعم رضابي وطعمك يستقر في روحي ليزرعني شلالاً من الأمنيات وعالماً من الأغنيات ..
حبيبتي .. اقبليني ومدي اليَّ يديك فيدايَّ كما قلبي وروحي وكياني مشرعة اليكِ ..
حبيبتي .. ألا تعلمين انك حبيبتي الموعودة .. وأنا حلمك الذي تحقق .. لا تبالي .. فأنني معك ابداً وأنتي لي ابداً ..
قضيتي انتِ وهمي وعمري وكياني الذي كونته خصلات شعرك المتناثرة على كتفي الأيمن .. وخدي يجاور همسك المباح لتعتريني رغبة الجنون وجنون الرغبة ..
حبيبتي .. كم أُحبّكِ .. فأحبيني ..!!




كتبها
المخرج العراقي
سعــــــد صـــــالــح
[email protected]
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ياسمين سمير: كواليس دواعى السفر كلها لطيفة.. وأمير عيد فنان


.. تفاعلكم | بعد حالة الطوارئ الثقافية التي سببها في الرباط، حو




.. تفاعلكم | مخرج فيلم -آخر سهرة في طريق ر-، محمود صباغ، يرد عل


.. أحمد السقا يروى كواليس تعرضه للخطر في أفلامه ونجاته من الموت




.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 13 مايو 2024