الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أول أيار لم ينج من رصاص الإرهاب النازي

محيي هادي

2004 / 5 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


مرة أخرى مر الأول من أيار فاحتفل به العمال، و خاصة اليساريون منهم، كل حسب وضع بلاده، و كل حسب نوع الحرية أو الديكتاتورية التي يتمتع بها.
و في دول منطقتنا، دول الديكتاتورية و البربرية الشرقية، فإن الاحتفال بأول أيار بدون موافقة السلطات الحاكمة يعني السجون و ربما الإعدام.
أما في دول الديمقراطية فإن الاحتفال بهذا اليوم أصبح شيئا عاديا و روتينيا تخرج فيه جموع الجماهير، من فئات مختلفة، في مظاهرات سلمية معلنة فيها مطالبها بكل حرية و أمان، تخرج الجموع إلى الشوارع و هي ترقص على أشكال متعددة من الطبول و الآلات الموسيقية الأخرى حاملة أمامها شعاراتها.
و في هذه السنة كان شعار مسيرات الأول من أيار في أوروبا هو: لا للإرهاب.
و "لا للإرهاب" شعار جميل و رائع، و يا ليتنا ندفن الإرهاب!، و لكن مقترحيه و رافعيه تذكروه عندما صعقهم الإرهاب صعقا إجراميا قويا في انفجارات الحادي عشر من آذار في مدريد. و لم يكن يوجد بالنسبة لهم أي إرهاب على الأرض، إذا لم يحدث على الأراضي الأوربية. فالإرهاب على أرض العراق، على أيدي نفس الإرهابيين الذين فجروا مدريد، هو مقاومة في العراق، أما في أوروبا فهو إرهاب و تخريب و، و،و.
يحدثني صديق لي: الأول من أيار يذكرني بيوم من طفولتي من سنة 60 أو 61، حيث اشتركت في هذا اليوم، لأحتفل بهذا العيد، في مسيرة سلمية هادئة سارت في شارع الرشيد في بغداد. و عند وصولنا إلى الساحة التي تذهب إلى جسر الشهداء بدأنا نسمع طلقات رشاش و هي تَصْلي الناس العابرين على ذلك الجسر، و كان كثير من هؤلاء العابرين يحاول الانضمام إلى المسيرة. كان رمي الرصاص يأتي من فندق بور سعيد الواقع في بداية الجسر في الجانب الكرخي، من محلة الجعيفر.
و لم يستبعد أحدا في تلك الأيام أن الرشاشات التي استعملت ضد المواطنين العراقيين، كانت تسمى أيضا بور سعيد، و كانت مصر جمال عبد الناصر هي التي تزود القتلة بتلك الرشاشات و بأسلحة أخرى كانت تأتي عن طريق الشام.
كم أشبه اليوم بالبارحة!
أسلحة الغدر كانت تصل إلى العراق عن طريق سورية، مثلما يدخل الإرهابيون الآن مستخدمين نفس طرق الإجرام الماضية، و مثلما كان القوميون و البعثيون يطلقون الرصاص على كل شيء حي يتحرك على أرض العراق، فإن إرهابيي اليوم، من بعثيين و غيرهم، لا يميزون بين أي واحد من العراقيين، فقنابل غدرهم تقتل الطفل و المرأة و الشيخ سواسية.
و كم لا يشابه اليوم عن البارحة!
فسابقا كان اليساريون العراقيون يقفون مع أقرانهم السوريين ضد التعذيب الناصري الذي كان يذوّب قادتهم بالحوامض. و هتافات " خالد بكداش أهلا بيك، شعب العراق يحيك" لا تزال طرية في الأذهان، أما اليوم فنجد شيوعيي الغوطة و أشباههم يقفون مع الإرهاب الوهابي و البعثي ضد أماني شعبنا في الحرية و الديمقراطية و الاستقرار.

لقد طغى الفكر الفاشي البعثي، بمساعدة كوبونات البترول و غيرها، على أفكار العديد فتحولوا إلى أشخاص يتحدثون بلسان قومي عنصري نازي، و لا أستبعد أبدا أن تكون تنظيماتهم قد نخرها البعثيون و سيطروا على قيادتها، تماما مثلما سيطر البعثيون على نقابات العمال في العراق، بقوة الحديد و النار، و إن اسم المجرم محمد عايش و غيره من المجرمين لا يزال العراقيون يرددونه كمثل صارخ لأقسى المجرمين الذين مروا بأرض العراق.
لقد أظهرت فضائح كوبونات البترول أن هناك الكثير قد استلموا "حصتهم" من نهب ثروات العراق، و يصعب علينا أن نميز أي تمرة أصبحت نجسة و أي تمرة لم تصيبها النجاسة.

محيي هادي – أسبانيا
أيار 2004
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقوى تعليقات على كابلز وفيديو كليبات مع بدر صالح ????


.. خوارزميات الخداع | #وثائقيات_سكاي




.. من هي وحدة عزيز في حزب الله التي اغتالت إسرائيل قائدها؟


.. رئيس التيار الوطني الحر في لبنان: إسرائيل عاجزة عن دخول حرب




.. مراسلتنا: مقتل قائد -وحدة عزيز- في حزب الله باستهداف سيارته