الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة فتح علي الطريق السليم ...........ولكن الي اين

وجيه أبو ظريفة

2009 / 7 / 31
القضية الفلسطينية


منذ ان اتخذت اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ومجلسها الثوري قرار الدعوة لعقد المؤتمر السادس للحركة في الرابع من اغسطس القادم فقد اعلنت ان الحركة اتخذت قرارا يضعها علي الطريق الصحيح من اجل التجديد والتطوير والاصلاح الداخلي للحركة ومنظومتها السياسية والتنظيمية وما لذلك من انعكاس علي النظام السياسي الفلسطيني واهمية للحركة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية التي تسيطر حركة فتح علي اغلبية مواقعها ومؤسساتها، اضافة الي سيطرتها علي السلطة الوطنية الفلسطينية او علي الاقل ما تبقي منها في الضفة الغربية، وما لفتح من مكانة سياسية ليس فقط علي المستوي الداخلي الفلسطيني ولكن ايضا لما لها من مكانة علي المستوي الاقليمي والدولي واهمية كبيرة في المنظومة الحزبية العالمية.
لا يستطيع اي متابع لما لحق قرار فتح بعقد مؤتمرها السادس ان يغض الطرف عن الاشكالات والازمات التي خلفها هذا القرار بدءاً بشرعية الجهة الداعية ومكان انعقاده وموعده مرورا بلجان العضوية واختيار اعضاء المؤتمر العام دون الاتفاق علي معايير محددة للاختيار، وربما تفاقمت الازمة بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده فاروق القدومي عضو اللجنة المركزية للحركة والتي اتهم فيها الرئيس ابو مازن والذي هو ايضا رئيس حركة فتح ومحمد دحلان عضو مجلسها الثوري والنائب عنها في التشريعي بتهم ترتقي الي حد الخيانة الوطنية وما تلا ذلك من جدل ليس فقط داخل حركة فتح بل تجاوزها الي جدل وطني واقليمي نتيجة استغلال اعداء فتح لهذا الحدث للنيل منها والتشكيك في قيادتها وبالتالي قيادة السلطة الفلسطينية.
ان كل ما سبق من ازمات واشكاليات لا يقلل من اهمية القرار بعقد المؤتمر العام لفتح والذي جاء متأخرا سنوات طويلة، فالمؤتمر العام هو الذي سيضفي الشرعية علي الاطر القيادية لفتح في المستقبل ويمنع اي مساس بشرعيتها او بصلاحياتها، وسيعيد انتخاب قيادة جديدة بالانتخاب بعيدا عن التعيين او التنصيب او القفز والسيطرة بالقوه علي المواقع القيادية لفتح وللسلطة التي تديرها، وهو الذي سيصادق علي البرنامج السياسي للحركة ويوقف الجدل الدائر داخلها خاصة فيما يتعلق بالتسوية السياسية مع اسرائيل او الموقف من قضايا الحل الدائم خاصة قضية اللاجئين وادوات واساليب المقاومة والمفاوضات، كما سيعيد المؤتمر بناء الحركة تنظيميا واعادة هيكلتها وتحديد المسؤليات لهيئاتها وشروط العضوية وواجباتها كما سيقر المؤتمر آليات اتخاذ القرار وتبؤ المناصب العامة والترشيحات للانتخابات سواء للمنظمة او للتشريعي او للاتحادات والنقابات، اضافة الي نقاش واقرار موازنة الحركة وطرق وشروط تمويلها واليات الصرف والرقابة، هذا طبعا في حالة انعقاد المؤتمر ونجاحة في تأدية ما هو مطلوب منه لانقاذ حركة فتح من الحالة البائسه التي تعيها ليس فقط الآن ولكن منذ سنوات طويلة.
حركة فتح مطالبة الان واكثر من اي وقت مضي بان تتحمل المسؤلية التاريخية لقيادة الشعب الفلسطيني وتعكس هذه المسئولية على انعقاد مؤتمرها العام، فهو ليس مجرد مؤتمر لتنظيم سياسي فلسطيني ولكن هو مؤتمر للحركة الاكبر علي الساحة الفلسطينية الحركة التي اخذت علي عاتقها مسئولية قيادة الشعب الفلسطيني منذ انطلاقتها وحتي الان، فقادت المقاومة والكفاح المسلح وقادت المفاوضات ومسيرة التسوية، وبغض النظر عن كل خلاف حول قيادة فتح للمسيرة الوطنية الفلسطينية او اي اعتراض علي أدائها علي مدى نصف قرن الا انها تحملت المسؤلية واستطاعت ان تحقق بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية منجزات تاريخية سواء الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني وتمثيلها في المؤسسات الدولية وخاصة الامم المتحده والاعتراف الدولي بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وايضا الانجاز التاريخي بانشاء اول سلطة وطنية فلسطينية علي ارض فلسطين التاريخية، مما وضع حدا للادعاء الصهيوني ان فلسطين ارض بلا شعب، كل هذا يجعل من مؤتمر حركة فتح ليس موضوعا تنظيميا داخليا لفتح بل موضوعا وطنياً بامتياز ويجعل الجميع مطالبين بالعمل علي انجاح المؤتمر، وايضا يضاعف المسئولية علي قيادة فتح واعضاء مؤتمرها ومن خلفهم كل اعضاء الحركة وكوادرها لبذل اكبر جهد ممكن لانجاح المؤتمر والقفز عن كل الخلافات للنهوض بالحركة واعادة الهيبة والتنظيم لها ولقيادتها.
ان فتح الان علي مفترق طرق تاريخي تواجه تحديات جسام ربما اعظمها ان المشروع الوطني التي قاتلت فتح من اجل انجازه لم ينجز بعد، بل يتعرض لخطر كبير نتيجة فشل عملية التسوية التي قادتها ايضا حركة فتح في وضع النهاية المرجوة لهذا الاشتباك النضالي والتفاوضي، كما ان مشروع السلطة الوطنية الفلسطينية التي ربما كانت الانجاز الاكبر لنصف قرن من النضال الوطني والتفاوض اصبحت في مهب الريح بفعل الانقسام الذي اوجده انقلاب حماس علي السلطه والسيطره عليها بالقوة في قطاع غزه والذي اوجد انفصالا بين شقي الوطن اضافة، الي سيطرة مجموعة من اصحاب المصالح ومن الدخلاء على مفاصل رئيسية في السلطة ومؤسساتها التي غابت وغيبت تماما عن الفعل المتكامل والذي يمتلك رؤيه محددة تعمل على بناء نظام سياسي ديموقراطي منظم وحر كل هذا جزء بسيط امام استمرار السياسات الاسرائيليه الهمجية في الاستيطان والعدوان وتهويد القدس وفرض وقائع جديدة علي الارض تهدف الي تدمير اي امكانية للوصول الي تسويه مقبولة علي الشعب الفلسطيني.
ان هذه التحديات تجعل فتح مطالبه بالاستفادة القصوي من مؤتمرها للنهوض من جديد ومعالجة كافة الاشكالات ووضع خطة واضحه لاعادة التوازن المفقود في الساحة الفلسطينية واقرار برنامج سياسي واضح واليات عمل منظمة وتحديد اليات جديدة للشراكة مع القوي الوطنية خاصة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والكف عن الفهم المغلوط الهادف الي السيطره بكل الطرق، لان من دفع ثمن هذا النهج ليس فقط حركة فتح بل الشعب الفلسطيني باكمله كما ان فتح مطالبة بتحديد الاولويات للمشروع الوطني الذي تقوده فيما يتعلق بحق الشعوب في المقاومه وايضا الحدود القصوي لاي تفاوض او تسوية سياسيه قادمة.
اننا لا نملك الا ان نعبر عن اعتزازنا بحركة فتح ومسيرتها المعمدة بالاف الشهداء والجرحي والمعتقلين، ونفخر بانه في هذه الظروف الصعبة داخليا ووطنيا تنطلق فتح بكل جرأه لعقد مؤتمرها العام السادس في نموذج نأمل ان يكون طريقا للتغير والتطوير وتعميم التجربة الديمقراطية، ليس فقط بالانتخابات ولكن بقبول نتائجها والاختلاف في اطار الوحده متمنين للاخوه في فتح ان يوفقوا لما فيه مصلحة للشعب الفلسطيني وقضيتة الوطنية واستعادة الوحده ووضع حد للانقسام وبناء منظمة التحرير علي اسس اكثر عملية وديموقراطيه واعادة بناء وتنظيم فتح بأفضل شكل ممكن، وكلنا في انتظار الرابع من آب لنحتفل معا بفتح الافضل والاقدر على المواصلة والاستمرار.

د . وجيه أبو ظريفة
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والتلويح بالسلاح النووي التكتيكي


.. الاتحاد الأوروبي: أعضاء الجنائية الدولية ملزمون بتنفيذ قرارا




.. إيران تودّع رئيسي ومرافقيه وسط خطى متسارعة لملء الفراغ السيا


.. خريجة من جامعة هارفارد تواجه نانسي بيلوسي بحفل في سان فرانسي




.. لماذا حمّل مسؤولون إيرانيون مسؤولية حادث المروحية للولايات ا