الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كرامة الانسان من يعوضها؟

فهد ناصر

2004 / 5 / 10
حقوق الانسان


فضيحة سجن (ابو غريب)،الانتهاكات البشعة والمرعبة التي قامت بها القوات الامريكية بحق السجناء والاسرى العراقيين_المعلن منها لحد الان_أثارت قضية أو فضيحة عالميةكبرى استخدم الاعلام كل وسائله في أبرازها ورسم ملامحها وأبراز أدق تفاصيلها،وأقصد تلك المتعلقة بهؤلاء الناس،السجناء والاسرى العراقيين الذين أستبيحت أجسادهم وكرامتهم الانسانية في عالم وعصر يفترض أن يكون عصر أحترام ارادة وحقوق الانسان بحكم ان عصر الحريةوالديمقراطية الذي تتزعمه وترسم ملامحه أمريكا يفترض ان يتنافى مع تلك البشاعات والرعب والانتهاك الوحشي لكرامة الانسان،الانسان السجين،المعتقل،أي كانت جريمته والتهم الموجهة اليه،فكل دساتير وقوانين العالم المتحضر تدعي أوتقول ان المتهم بريءحتى تثبت ادانته وان التعذيب او تعريض السجين لظروف نفسية ومعنوية قاسية من اجل أنتزاع الاعتراف منه مرفوض بشكل مطلق.غير ان وقائع هذا العالم المتحضر حد الزيف تثبت العكس من ذلك تماماً،فالانسان السجين ،هو سجين بمعنى ان جسده وكرامته،أرادته وخياراتهم مستباحة.
يتحدثون الان عن تعويض هؤلاء الاشخاص الذين عرضت صورهم وحتما فان التعويض المقصود هو التعويض المادي،دفع مبالغ من الاموال للاشخاص الذين تعرضوا لكل تلك الانتهاكات والفضائع المرعبة التي شاهدها سكان العالم قاطبة فكانوا شهوداً على البربرية والهمجية التي مارستها قوى التحرير الامريكية والبريطانية في العراق،تعويض ربما أو هكذا يريدون منه ان يعوض ما تم انتهاكه من حرمة وأرادة مجموعة من البشر وأقصد هؤلاء السجناء الذين تم عرض صورهم وهم في أشد حالات الانتهاكات الجسدية والانهيار والتعذيب النفسي والمعنوي تجملها أبتسامة سادية لمجندة او مجند أمريكي قاما بدور الجلاد الفاقد لاي احاسيس او مشاعر أنسانية تلك الابتسامة التي أريد لها ان تجمل الصورة المرعبة التي حملتها لنا قوى الاحتلال أو أرادت ان توزعها للعالم على انها قوى التحرير من دكتاتورية متوحشة ساهمت كلتا الدولتين بصناعتها وتقويتها حتى أصبحتا غير قادرتين على تحمل فضائعها وتوحشها أو هكذا أدعيا.

من دون شك أن الخلاص من الدكتاتورية البعثية والحكم الفاشي لنظام صدام حسين كان أمل يدق في قلب كل عراقي عاش ويلات الرعب البعثي والقمع والقبضة البوليسية الرهيبةوتحول الانسان في العراق الى متهم ومشروع دائم للتعذيب والاعتقال حتى وان لم يرتكب أي فعل يعارض قوانين حكم البعث .

الديمقراطية والحرية التي تريد امريكا ان تزرعها وتعززها على انها الخلاص من الدكتاتورية البعثية تبدو مشلولة ومشوهة بفعل الممارسات التي أرعبت العالم وبفعل الاستراتيجيات وبحكم الواقع الذي يراد له أن يحكم بتلك الكلمتين،ديمقراطية وحرية.

بماذا يمكن أن تعوض الانسان الذي سحقت كرامته وارادته وتم انتهاك حرمة جسده الذي تحول الى أداة للترميز والتشويه وأصبح وسيلة للتدريب على كل أشكال الانتهاكات السادية والقهر والتعذيب ؟

يتحدث البعض عن التعويض وكأنه سيشفي غليل من أغتصبوا رجالاًأو نساءأً وعذبوا،كم من المال يمكن ان يعيد للانسان كرامته المستباحة؟وهل المال وحده القادر على محو أثار الاذلال وتحطيم ارادة الانسان؟
التعويض الواقعي الوحيد هو بتقديم كل الة الحرب الامريكية،ادارة البيت الابيض،البنتاغون،الامن القومي،بريمروالاستخبارت العسكريةالى محكمة عادلة بوصفهم مجرمي حرب مارسوا الانتهاكات المرعبة والوحشية بحق أناس عزل من الاسرى والمعتقلين أو السجناء الامنيين كما يسمونهم .أن منطق الديمقراطية والحرية الذي يريدون له ان يحكمنا يفترض ذلك وبنفس القوة التي يطبلون فيها للديمقراطية والحرية الموعودة.

أن مسعى الادارة الامريكية والبنتاغون لتحميل تلك الجرائم البشعة والمرعبة التي فضحتها صور تعذيب الاسرى والسجناء في سجن (أبو غريب ) على كاهل مجموعة من المجندين والمجندات وانهم المسؤولين عن تبعات هذه الجرائم التي تتنافى مع المبادىء والقيم الامريكية؛ هو مسعى مفضوح فكل رموز الادارة الامريكية من بوش الذي ادعى عدم المعرفة التفصيلية بجرائم قواته الى صلف وعجرفة رامسفيلد واركان البنتاغون وسيدة الامن القومي كانوا على دراية تفصيلية ومنذ زمن طويل بتلك الجرائم البشعة وكانوا جميعهم يسعون الى طمس معالم حقيقة تتصاعد حدتها بمستوى فضائحي ويعمدون الى تكذيب سافر لحقائق تثبت كل يوم معاناة والم ورعب الاسرى والسجناء في العراق.
اعترافات الجلادين من المجندين الذين ظهروا في صور تلك الجريمة تثبت انهم تلقوا تعليمات صارمة بتحويل حياة المعتقل الى جحيم قبل أخضاعه للتحقيق مما يؤكد علم الادارة الامريكية بتلك الجرائم وانها تتحمل مسؤولية ماحدث في سجن(أبو ريب).

محكمة علنية لرموز الادارة الامريكية بوصفهم مجرمي حرب هو الامر الذي يمكن ان يعوض من استبيحت كرامته وحرمة جسده.
9_5_2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | تعرّض مروحية رئيسي لهبوط صعب في أذربيجان الشرقي


.. إحباط محاولة انقلاب في الكونغو.. مقتل واعتقال عدد من المدبري




.. شاهد: -نعيش في ذل وتعب-.. معاناة دائمة للفلسطينيين النازحين


.. عمليات البحث والإغاثة ما زالت مستمرة في منطقة وقوع الحادثة ل




.. وزير الخارجية الأردني: نطالب بتحقيق دولي في جرائم الحرب في غ