الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة العربية والأجوبة العمياء

فوزية الحُميْد

2009 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


من مهام المثقف العربي فحص الأجوبة والعمل على إثارة الأسئلة الكبرى الشائكة والمعقدة في مجتمعات عربية أكثر تعقيدا لعملية التقدم وحيث تظل الأجوبة العمياء الملاذ للمثقف الهارب من دوره من خلال أجوبة ملتبسة وغامضة في مجمل الأحوال والمثقف الحقيقي لا يمكن له خيانة ذاكرته وضميره والمجتمعات المتقدمة لا تنهض بمفردها بل من خلال روادها من المثقفين الحقيقيين والمثقف المعني هنا ليس المفكر و الأديب والكاتب فقط بل أصحاب القرار السياسي وصناع الاصلاح ويبقى المفكر الاضافة المهمة في الفعل الثقافي للمجتمعات التي تسعى لفعل التقدم ولا يمكن التبرير في الأخذ بالأجوبة العمياء من قبل المثقف لكون العمل الثقافي تنويري في مهمته لا فعل وجاهة والسؤال الأهم هل الثقافة العربية في جلها ثقافة الهامش والتهميش؟ في مجتمعات عربية تقاطع الحرية وتحاصر فضاءات الجمال و تقتل فصاحة اللغة !!كون الحرية أم الإبداع وحيث المتاح والراهن لا يرقى لصنع مجتمعات عربية تتطلع لما يصنعه العالم المتقدم معرفة وحضارة في مجتمعات تهتم بالثقافة في أوجهها المختلفة ومتناغمة مع العملية الإبداعية ومع التطلعات ومع الحاضر والمستقبل مقابل مجتمعات عربية تجهل مستقبلها وعاجزة عن حل مشاكلها الآنية والراهنة !!هذه المجتمعات الغارق جلها في التخلف والأمية الثقافية !وفي حالة ارتداد مابعد الحداثة العربية !واترك للقاريء الفطن التفكير في تناول النماذج لمجتمعات عربية تعيش مأزق الارتداد الذي أعنيه في مقالي هذا !والسؤال الأهم هل الثقافة العربية في وضعها الراهن عاجزة عن آداء دورها التنويري وأين صناع القرار في مواجهة تخلف بعض المجتمعات العربية وفي إعداد استراتيجيات ناهضة بالمجتمع ؟ وحيث دراسة الأجوبة مهمة كبرى في الفعل الثقافي النزيه ان المجتمعات المتأخرة نتاج ثقافة متواطئة مع الواقع ومدمرة لذاتها وغير قادرة على المراجعات و تجاوز عقد الثقافة العربية في سياقها التاريخي عبر العصور العربية لثقافة مازالت تضطهد المرأة الشريك في الفعل الحضاري للأمة! وما زالت عاجزة عن مواجهة قضايا مهمة تتعلق بالمرأة والطفولة والبطالة والفقر في مجتمعات تعشق التخلف وتكره الاختلاف وتعمل على تنمية فعل الاغتراب مقابل عملية الإبداع !وفي الوضع الآني نتساءل عن تهميش الدور الفاعل للمثقف والمفكر العربي !وفي قلقه وأحلامه وتطلعاته في مجتمعات تخشى الأحلام ! وتخاف الاقتراب من أمنياتها وفي الهذيان الثقافي العربي تحلق الأجوبة العمياء البليدة سيدة هذا الليل العربي المذبوح وحيث يسافر المثقف الحقيقي في فضاء العزلة والمنفى تطير الأماني وتبقى الشعارات فارغة من معناها كشجر يتضاءل ظله في الجفاف !! وفي وباء الأجوبة العمياء نتساءل عن الثقافة الناصعة في مواجهة ذلك .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات