الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة الفرع الى الأصل...الكويت وكركوك إنموذجا

عبد الجبار منديل

2009 / 8 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عندما احتل صدام حسين الكويت اعلن عن (عودة الفرع الى الاصل) اي عودة الكويت التي اعتبر انها الجزء الى العراق الذي هو الكل ...كان لديه ما يسند دعواه تلك من الوثائق التاريخية والخرائط والمستندات وغيرها . فمثل هذه الوثائق موجودة دائما ويمكن لاي دعي ان يوفرها بسهولة ولكن المشكلة هي ...عن اي تاريخ يتحدث؟ ومتى يبدأ التأريخ بالنسبة لاي موضوع؟... هل يبدأ مثلا من القرن التاسع عشر عندما كان العراق جزء من الدولة العثمانية؟..ام يبدا قبل ذلك عندما كانت الدولة العثمانية وكل العالم العربي والاسلامي جزء من العراق؟... انه وفقا لهذا المعيار وعندما كانت بغداد مركز امبراطورية تمتد من المحيط الاطلسي الى حدود الصين فأن العراق يمكن ان يطالب ببخارى وسمرقند وطاشقند وطبرستان و سجستان وخراسان ...الخ فهل يصح هذا المنطق؟.. ومن اي تأريخ نبدأ بوضع الحدود التأريخية للدول والقوميات والشعوب؟
وفقا لهذا المنطق ايضا.. فمن اي تأريخ يبدأ الاخوة الاكراد اعتبار كركوك عاصمة لكردستان او جزء من كردستان او قدس الاقداس بالنسبة لكردستان ...هل يبدأون من عصر ما قبل الاسلام؟.. عند ذاك كانت كردستان وكل العراق وشمال العراق بما فيها كركوك جزء من الامبراطورية الاشورية او البابلية او الاكدية وغيرها ..ام من العهد العربي الاسلامي والذي كانت فيه كل هذه المناطق جزء من الامبراطورية العربية الاسلامية التي مقرها بغداد.
مشكلة التأريخ المفترض الذي بوسع اي بلد ان يضع خلاله تصوراته عن الحدود التأريخية المطلوبة هي مشكلة خطرة ويمكن ان تغير وجه العالم . كما ان دروس الحربين العالميتين الاولى والثانية يمكن ان يوضح لنا بجلاء المدى الذي يمكن ان تبلغه العواقب التي تترتب على المطالبات الحدودية او الرغبة القومية في تغيير الحدود .
أن خلاصة التجربة الـتأريخية لكل دول العالم تظهر انه ما أن تبدأ الدولة القومية بالظهور او بالاحساس بكيانها حتى تبدأ تتلفت حولها بادءة بالمناطق المجاورة وما يتبع ذلك من مطالب قومية سواء بسبب امتدادات قومية او بسبب اشارات تأريخية الى وجود قومي او نفوذ ثقافي في منطقة ما ...وهكذا تتحرك الماكنة السياسية مستندة الى الشعبوية الجديدة التي خلقها الشعور القومي الناشيء والمتحفز والوليد والذي يتفجر عادة وهو في أوج قوته وتعصبه وشعوره بنشوة الذات والشعور الوطني . ويبدأ الزحف في مختلف الاتجاهات من اجل لملمة المطالب في مناطق يفترض انها متنازع عليها سواء على اسس واقعية او مختلقة تبتدعها نشوة الثقة بالنفس المتولدة حديثا .
أن دعوة الاخوة الاكراد الى ضم كركوك أو سهل نينوى أو المناطق الاخرى التي اطلقوا عليها متنازع عليها وذلك بنزع عراقيتها عنها تمهيدا للمطالبة بها وضمها من جانب واحد من دون النظر الى رأي البشر القاطنين في هذه المناطق هو اسلوب مكشوف ودعوه صريحة للنزاع والصراع.
ان حروب القرنين التاسع عشر والعشرين هي نتيجة الفتن التي اشعلتها المطالبات الحدودية والتي لم يربح فيها احد . بل خسر فيها الجميع وعلى رأس الخاسرين ...الشعوب .
قليل الخبرة فقط هو من لا يستطيع أن يقرأ بشكل صحيح الخطوات المتتالية التي يتخذها الاكراد بأتجاه الانفصال الكامل عن العراق وفي الحقيقة لا نستطيع الا ان نؤيدهم بذلك ولكن على ان لايكون على حساب العراق واستقرار العراق واستقرار كردستان بالذات فلا يمكن لكردستان ان تستقر ما لم يستقر العراق . وهذه المطالب التي لا تنتهي تمنع استقرار العراق وبالتالي استقرار كردستان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلمة حق يراد بها باطل
ابو ارام ( 2009 / 8 / 1 - 08:07 )
اصبت ياستاذ عندما قلت بان التايخ قد لا يحسم قضية خلافية معقدة مثل قضية كركوك ، واخطأت اذ تناسيت الدستور وما صوت له الشعب العراقي وما تضمنه الدستور الفيدرالي من حلول لكل القضايا الخلافية المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها، الكرد متحمسين لحل مشكلة كركوك لكن المشكلة الاخرين يلعبون على الوقت لحين ما تتغير المعادلة على الارض. استطيع القول بانك قلت اليوم كلمة حق واردت بها باطل. شكرا على اية حال


2 - بداية التاريخ
سعدالخير ( 2009 / 8 / 1 - 10:58 )
عندما جاء التغيير وقبلنا به كان علينا العوده الى ماقبله مباشرة وتعود كركوك لاصحابها ويرتفع شعار وعلم 14 تموز ويرد اعتبار الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم والا ماالذي يجعلنا نقبل بالاهوال التي حدثت ان بدلنا طاغية كبير بطغاة صغار وحقوق ضائعة هناك بأخرى ضائعة هنا . هذه بداية التاريخ عودة الى السابع من شباط ومواصلته مع التاسع من ابريل والبناء عليه بلا عنصريه ولا طائفيه ولا ديكتاتوريه جديده والتحكيم المطلق للعقل وانا للعقل وانا اليه راجعون 


3 - من يضحك أخيرا
مريم الأمير ( 2009 / 8 / 1 - 11:39 )
لانشك بأمر على حساب الجبر أو القدر بأن من يغتصب دون حق سيدفع الثمن أغلى وأعظم وهذا ما حدث مع البعث بالأمس حينما أمست سيرتهم مؤرقة للخواطر ،وهذا ما سوف يحدث مع القوميين الأكراد بالتمام والكمال غدا ودون طائل إستنادا على النقمة الشعبية العراقية العارمة اليوم من كل ماهو كردي،وخشيتنا أن يختلط أسم أهلنا الاكراد المسالمين مع هؤلاء المتعصبين(الشوفينيين)، لتعم النقمة منهم على العموم وهذا ما لانرتضيه البته. سوف يتقيأ الحزبين القوميين وكل متعصب كردي ما أبتز به العراق الصاع عشرة،وغدا لناضره قريب،وستشهد كركوك وسنى ذلك جميعا قبر المشروع القومي الكردي ونهايته الى الجحيم مثلما شهدنا بالأمس تحطم المشروع العروبي في العراق.


4 - لقد اصاب الكاتب
خالد البغدادي ( 2009 / 8 / 1 - 14:40 )
لقد اصبت يا استاذ حينما شبهت مطالبة النظام السابق بالكويت بمطالبة الاكراد بكركوك, ففعلا الحجج والوثائق التي تثبت انتماء الفرع الى الاصل دائما موجودة لو اريد لها ذلك
اما ردي على صاحب التعليق الاول, فالدستور (الفيدرالي) طلب من اهالي كركوك بقرير مصيرهم وبما انه لم يتم تقرير المصير فلا يصح للقادة الكرد بالمطالبة بضم كركوك فذلك ضد الفيدرالي ايضا ولايصح ايضا تهجير اهلها العرب بحجة انهم دخلاء(فلم نسمع مسبقا بدخيل وهو داخل بلده) ولايصح حتى تسميتها اصلا بالمتنازع عليها(كما ذكر الكاتب) فالنزاع يتم بين الدول وليس بين دولة واقليم داخل تللك الدولة

اخر الافلام

.. هجوم خاركيف.. الجيش الروسي يسيطر على 6 بلدات ويأسر 34 عسكريا


.. حضور للعلم الفلسطيني والكوفية في حفل تخرج جامعة أمريكية




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار الغارات الإسرائيلية على مناطق وسط قط


.. كتائب القسام تقصف قوات إسرائيلية بقذائف الهاون بمعارك حي الز




.. انفجار ودمار في منطقة الزيتون بمدينة غزة عقب استهداف مبان سك