الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انها مقولة الفوضى الخلاقة .. وداعاً يا دولة رئيس الوزراء نوري المالكي

شوكت خزندار

2009 / 8 / 1
كتابات ساخرة


كما أن للقوانين لا يحمي المغفلين .. فالسياسة لا ترحم أبداً من لا يتقن لعبتها ؟
انها الفوضى الخلاقة .. يا فخامة رئيس الوزراء الدكتور نوري المالكي .. فوقع ما لا تتوقعون .. انه فخ محكم وضع بعناية فائقة من قبل الإدارة الأمريكية حول ما عرف بمعسكر أشرف ، معسكر مجاهدي الخلق الإيرانية .

منذ أن تكلل بالنجاح الباهر ، ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية نصب عينها للسيطرة على كامل بلاد ما بين النهرين، وربما قبل ذلك .. اثناء ما عرف بالحرب الباردة ، وضعت الادارات الأمريكية المتعاقبة كامل طاقاتها الاقتصادية والبشرية مستخدمة التقنيات العلمية والتكنولوجيا المتطورة نصب عينها لمحاربة النظام الاشتراكي وفي المقدمة الاتحاد السوفياتي السابق والمنظومة الاشتراكية قاطبة ، فعندما تم ما أريد لها منذ عقد التسعينات من القرن الماضي .. التفت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الشرق الأوسط ، وفي المقدمة جوهرة الشرق الأوسط ، أي بما عرف ببلاد ما بين النهرين .. لما تختزن هذه الأرض الطيبة بمعادن ثمينة عدة ، في المقدمة النفط .. فأرض هذه البلاد تقع على بحيرة من البترول فكان لابد من التخطيط تهدف بالسيطرة الكاملة لهذه البلاد .

في العادة كما عرفناه عن الولايات المتحدة الأمريكية ، تضع خططها بعيدة المدى، قد تستغرق عقود من السنين ، وليس كما عرفناه الخطط الخمسية في العالم الاشتراكي السابق .. فكان لابد من وباختصار شديد أشير إلى :

لقد انتشل صدام حسين من سوق النخاسة في الشارع السياسي العراقي ، منذ اشتراك هذا الشقي ( صدام) في العملية الإجرامية عند المحاولة الفاشلة في 7/10/1959... لاغتيال الزعيم الوطني الراحل عبدالكريم قاسم .. آنذاك لم يكن صدام سوى كقاتل مأجور ، في صفوف البعث .

عند قيام الانقلاب الدموي الفاشي في 8/2/1963 , لم يكن صدام سوى مرافقاً لأحد قادة الانقلاب المشئوم حاملا بندقيته الاتوماتيكية ، يسير خلف أحدهم ؟ بعد قيام عبدالسلام عارف بحركته الانقلابية في 18/10/1963 , كان لصدام دور مشهود لملاحقة فلول البعث وحرسهم اللا قومي الفاشي ، إلا أن سرعة القضاء على فلول البعث وفر لصدام الحماية والنجاة من الملاحقة والقضاء عليه من قبل قيادة البعث آنذاك .

كان الكثير من قيادة البعث وكوادره يجهلون ، وحتى هذه الايام .. ان بقية أحدهم .. كيفية وصول صدام إلى قمة قيادة البعث بعد عام ونيف ، رغم النظام الصارم المتبع في صفوف البعث واختيار العضوية .. ناهيك عن الكادر والقيادة في حزب البعث .. انها الحلقة المفقودة عند البعثيين جميعاً وحتى الآن .

منذ الايام الأولى لشهر آيار عام 1968 ، وصل إلى بغداد الجنرال راونتري ، أحد أبرز قادة المخابرات المركزية الأمريكية ( سي أي اى) ، في البداية التقى راونتري ، مع أحمد حسن البكر وهو في الاقامة الجبرية في منطقة حي علي الصالح ببغداد والمتفرغ لأمور بيتية ، حسب رسالة البكر المقدمة إلى عبدالسلام عارف ، قائد الحركة الانقلابية ضد البعث ، البعث يوثق تلك الحركة بـ (الردة التشرينية) ؟

بعد اللقاء الأول مع البكر ، التقي راونتري مع صدام والبكر ( معاً) كون صدام نائب أمين سر القيادة القطرية للبعث .. ثم اللقاء مع عبدالرزاق النايف ، رئيس المخابرات العراقية في عهد الراحل عبدالرحمن عارف ، يقال ان النايف مرتبط مع المخابرات المركزية الأمريكية ؟ ثم اللقاء مع السيد إبراهيم الداوود ،ويشار أيضاً انه كان على ارتباطه بالمخابرات البريطانية ، آنذاك كان آمر الحرس الجمهوري ( وكالة ) في قصر الرئيس عبدالرحمن عارف .. من خلال تلك اللقاءات المكثفة طبخت الحركة الانقلابية ضد نظام عارف الثاني في 17/تموز/1968 ، كان صدام داخل كابينة أحدى الدبابتين ألمقتحمة للقصر الجمهوري وتلك البدباتين كانتا التابعتين لقائد الحرس الجمهوري ، إبراهيم الداوود وبالتنسيق مع عبدالرزاق النايف رئيس جهاز المخابرات العراقية كما أسلفت .. كثيرون هم ، من البعثيين الصداميين يشيرون ويقولون أن قادة النظام الجدد قد جاؤا خلف الدبابات الأمركية وهم عملاء للمحتل ؟؟ ولا يتطرقون بكلمة واحدة بان قادة البعث وهم أحمد حسن البكر وصدام ، كانوا داخل كابينة الدبابات التابعة لابراهيم الداوود بالتخطيط والايعاز الأمريكي التام ، كأن كل الذين تابعوا تلك العملية الأمريكية لايصال البعث إلى دفة السلطة السياسية ، قد ماتوا أو فقدوا الذاكرة .. يا للهوان والسخرية لتلك العقليات المتكلسة حتى النخاع من جانب أزلام صدام ومن ولاهم .

يوم 9/4/2003 تم القضاء التام لنظام صدام والبعث ، بدباتين أمركيتين فقط .. احداها واقفة على الجسر الجمهوري ، والثانية في ساحة فندق فلسطين حيث تمثال صدام .. ثم تم سحل تمثال صدام بعد تغطية رأس التمثال بعلم أمريكي، قيل جاؤا بالعلم الأمريكي من واشنطن مباشرة .. هكذا قيل لصدام الهارب في تلك الأيام الخوالي ، جئنا بكم بدباتين ونقبركم بدباتين .. فهل يتعض البعض من تلك التجربة المريرة لهم ولشعب أبناء الرافدين ؟؟ حاول صدام حسين ، الطيران والتحليق على السماء عالياً ، كأنه عباس بن فرانس ؟ فوقع وتكسر حتى العظام .. فهل يتعض بعضهم ويحاول الطيران كصدام ؟ يا لمأساة هذا الشعب المسكين ؟!

عملت الادارة الأمريكية جاهدة ووفق الخطط المرسومة بدقة متنامية وأشير بعجالة إلى :
- الحرب العراقية – الايرانية وكالة عن أمريكا تلك الحرب المجنونة والتي دامت ثماني سنوات متتالية .
- حرق مدينة حلبجة الشهيدة بالاسلحة الكيمياوية ( هولو كوست ).
- عمليات الانفال الاجرامية ضد أبناء شعبنا الكوردي الأبي ، والضحية كانت بـ 182 ألف مواطن كوردي .
- دفع صدام ونظامه وجيشه لاجتياح دولة الكويت الشقيقة ، مع نهب والممتلكات للدولة الكويتية والشعب الكويتي .

في زيارته الأخيرة إلى واشنطن ولقاء رئيس وزراء العراقي الدكتور نوري المالكي مع أوبا ما ، قيل للمالكي ، إن أردت البقاء كرئيس للوزارة عليك اللجوء دون تلكؤ ، حل كافة القضايا العالقة عراقياً .. المصالحة السياسية ، الابتعاد عن الحكم في التوجهات الاسلامية والتوجه إلى بناء دولة القانون وفصل الدين عن الدولة ، والتوجه جدياً لحل القضايا العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة أقليم كوردستان .. ؟ تلك كانت رسالة الرئيس الأمريكي إلى الدكتور نوري المالكي .

إلى أن السيد المالكي ، حاول أو يحاول الخروج من الطوق الأمريكي ، ناسياً أو متناسياً ، الفخ المتعدد أمريكياً أمام صدام البائد .. أثناء وجود وزير الدفاع الأمريكي السيد غيت وهو في بغداد أطلق يد رئيس الوزراء بالهجوم على معسكر أشرف والقيام بمجزرة رهيبة تجاه من هم داخل المعسكر ، في اعتقادي تلك كانت الرسالة الأمريكية الموجهة تحديداً إلى القيادة الإيرانية وهو طلب المرشد للثورة الاسلامية في الاساس .. وفي الوقت نفسه للسيد المالكي وحكومته ، وفحوى تلك الرسالة كما أفسرها هي :

رسالة واضحة وصريحة موجه إلى النظام الإيراني بداية .. ومن ثم لإظهار الدكتور المالكي ، بانه ينفذ سياسة وأجندة إيرانية بحتة ، أمام المجتمع العراقي والعالم العربي ودول المنطقة ، تركيا تحديداً ؟
هنا المطب والفخ الأمريكي تجاهكم يا سيادة الرئيس ؟؟ انها مقولة الفوضى الخلاقة ، يا سيادة الرئيس .. فهل تتعظون ؟ لقد فات الأوان كما أرى!
لقد تم قطع تذكرة الرحيل لكم يا سيادة الرئيس .. ولم يبقى أمامكم سوى الأشهر القليلة من ولايتكم .. ومن يأتي بعدكم .. عليه أن يتفهم جيداً ما مطلوب منه أمريكياً .. والعهدة على الراوي مستقبلاً ؟

وإني أرى انه لازال أمامكم متسع من الوقت وذلك ب :
1 - اتخاذ قرار حازم وذلك عن طريق التوجه الحازم بفصل الدين عن الدولة مع إقامة دولة القانون والعلمانية مع المشاركة مع كل الخيرين في هذا الوطن ، وطن ما بين النهرين .
2 - التوجه الجاد والمخلص ، وذلك في اللقاء الواضح والصريح مع قيادة أقليم كوردستان من خلال مناقشات أخوية صادقة بهدف الوصول والحل لكافة القضايا العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة أقليم كوردستان ، في المقدمة حسم قضية كركوك وفق المادة الدستورية 140 .. مع مناقشة وحسم المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية وحكومة أقليم كوردستان .. ولقد توفر الظروف المناسبة لحل كافة القضايا العالقة ، خاصة بعد انتهاء الانتخابات الديمقراطية والتي شملت كافة الأطياف السياسية والفكرية داخل المجتمع الكوردي ، وباعتراف الجميع أوربياً وأمركياً كانت انتخابات ناجحة وشفافة .. فهل من سامع يا دولة رئيس الوزراء ؟ لقد ولى زمن الحروب والتطاحن بين أبناء الشعب الواحد .. لقد أختار الشعب الكوردي الأبي ، منذ سقوط النظام البائد ، اتحاديا اختيارياً لا رجعة عنه البتة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المالكي ليس دكتور
سعد ( 2009 / 7 / 31 - 21:29 )
المالكي ليس دكتور يا استاذ شوكت المالكي بعد هروبه من ايران التجأ الى اربيل الواقعة تحت الحماية الامريكية زمن صدام وهنا سجل كطالب في مرحلة الماجستير التي حصل عليها بجمعه لشعر جده ابو المحاسن الذي عينته بريطانيا العظمى وزيرا للمعارف سنة 1927م وانت تعرف معنى الذي تعينه بريطانيا في مرحلة احتلالها للعراق والشهادة هذه على تفاهتها فقد منحها له ما يطلق عليه العراقيون بكبير تجار سوق مريدي ويعنون به الدكتور فؤاد معصوم الذي منح الكثير من جماعة حزب الدعوة شهادات جامعية على طريقة سوق مريدي


2 - كلام في الصميم ...!؟
سرسبيندار السندي ( 2009 / 7 / 31 - 22:53 )
كلام في الصميم ويبقى السؤال ، لماذا معسكر أشرف بالذات الان ....؟ ولكن يبقى مايخفيه بحر السياسة من سفينة السيد المالكي ، يعرفه فقط صانعها ....!؟


3 - التغريد خارج السرب
الحارث العبودي/استراليا ( 2009 / 8 / 1 - 14:50 )
الى صاحب التعليق رقم (1)
يا أخي من المخجل أن أرد عليك للأسباب:-
1- الموضوع لايتعلق بمناقشة وأثبات أن المالكي يملك الدكتوراه أم لا .حيث انك ضمن المقال تغرد خارج السرب..
2- لقد ذكرت ان بريطانيا العظمى في عام 1927قد استوزرت جده أبو المحاسن وعلى الاساس قدبنيت فرضيتك ان جده كان عميلآ للأحتلال مادام الاحتلال البريطاني قد استوزره وزيرآ للمعارف
(استنادآ لروايتك الغيرمؤكده)وهذا يعني أن مولود مخلص وجعفر أبو التمن وياسين الهاشمي وجعفرأبو التمن ومحمدالصدر.وووو..الخ كانوا عملاء علمآ أن الفكر السياسي لم يكن متبلورآ ضمن عقد
العشرينات حيث أن الفكرالسياسي والوطني العراقي قد أخذ بالتبلور في أواسط أو في نهاية الثلاثينات وخاصة عند تأسيس الحزب الشيوعي العراقي وحزب الاستقلال في تلك الفترة..


4 - الى العبودي
سعد ( 2009 / 8 / 1 - 17:06 )
كل الذين نصبتهم بريطانيا كحكام في العراق زمن احتلالها له كانت في غاية الرضا عنهم ورضا بريطانيا عن الشخص يعني انه سلم اوراقه لها جميعها بدليل ان الجواهري رشح كنائب عن لواء كربلاء مثلما كان يسمى في ذاك الزمن لكن السفارة البريطانية وكذلك الامريكية رفضتا بشدة ان يكون الجواهري نائبا في البرلمان لان كلتا الدولتين يعلمان من هو الجواهري وعليك ان تراجع الجزء الاول من كتاب الجواهري شاعر العربية لمؤلفه عبد الكريم الدجيلي وعندها ستجد ان لعبة الانتخابات اليوم في العراق هي نفسها لعبة الانتخابات زمن النظام الملكي . الذي ترضى عليه بريطانيا وامريكا هو الذي يجلس على كرسي الحكم ، وهذه الحقيقة لا يمكن لاي عراقي واع ان يتجاهلها ومسألة حكومة منتخبة هي عبارة عن نكتة امريكية مثل نكتة الشرق الاوسط الجديد


5 - مع الرأي والرأي الآخر
شوكت خزندار ( 2009 / 8 / 1 - 18:11 )
بداية كنتُ ومازلت مع نظام التعليقات والتصويت من قبل القارئ الكريم
وأرى من الصواب فسح المجال لأي قارئ مناقشة ما طرحت أو أطرحه
لاحقاً ، مناقشات فكرية وسياسية ضمن المادة المنشورة بموضوعية ومهنية وأرى أيضاً أن توجهات الأخوة في الحوار المتمدن هو أسلوب حضاري فالرأي والرأي الآخر بين الكاتب والقارئ يخدمنا جميعاً .. هذا الأسلوب الذي افتقدناه جميعاً في مراحل تاريخية في العالم العربي ، تحديداً في بلد الرافدين بسبب الأنظمة القمعية وأساليبها البوليسية .. سوف لن نصل إلى ما ننشده جميعاً لبناء وطن حر مزدهر ما لم نتمسك بالرأي والرأي الآخر.. كنتُ دوماً مع الفكرة التالية :
لا ديمقراطية بدون حرية ولا حرية بدون حقوق الانسان ولا حقوق للانسان
ما لم نبحر عميقاً لنتعرف عن حقيقة هذا النظام أو ذاك وكيف يتخذون القرارات بحق الوطن والمواطن ؟؟
شكراً لهيئة الحوار المتمدن على هذا الأسلوب الحضاري المتمدن وذلك في إفساح المجال للكل في إبداء الرأي والرأي الآخر .
أشد على أيديكم جميعاً .
شوكت خزندار

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟