الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفيغدور ليبرمان رجل المافيا المعزول

يحيى رباح

2009 / 8 / 2
سيرة ذاتية


منذ إنشاء إسرائيل قبل واحد وستين سنة، لم يمر عليها وزير خارجية منطفئ، ومعزول، ويعاني من شعور بالدونية، كما هو الحال مع أفيغدور ليبرمان وزير الخارجية الحالي في حكومة نتنياهو الجديدة!

بل إنه حين كانت الظروف في إسرائيل تفرض أن يأتي جنرال على رأس وزارة الخارجية الإسرائيلية فإن ذلك الجنرال كان سرعان ما يتكيف، ليجد ما يقوله، ويخلق من حوله حالة من الرضى والقبول في الداخل والخارج!

أما حالة ليبرمان فتبدو حالة شاذة، ميئوس منها، ولم يعد الرجل يملك من الفاعلية سوى هذه اللغة التي اعتاد عليها عندما نشأ وترعرع في أوساط المافيا، التي أوصلته بطبيعة الحال إلى أن يكون على رأس حزب إسرائيل بيتنا القائم أصلاً على عربدة الاستيطان، بكل ما للاستيطان من أبعاد رديئة متعددة!

وبطبيعة الحال، فإن نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، ورفض تسيبي ليفني على رأس كاديما المشاركة في الائتلاف الحالي، ربما تكون هي السبب الرئيس وراء قبول نتنياهو تجرع هذا السم الذي اسمه ليبرمان وإعطائه حقيبة الخارجية، مع أن المتابعة الدقيقة تؤكد أن نتنياهو يستعين بالخبرات المعروفة للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس، حيث نرى أن بيريس هو الذي يقوم بدور العلاقات الخارجية في المحطات الرئيسية.

وزير الخارجية ليبرمان، وتحت وطأة الشعور بالعزلة والدونية، يواصل لغة المافيا وأفعال المافيا، فهو الذي رشح سفيراً لإسرائيل في مصر من أحد ضباط الجيش الذين على شاكلته ولا نعرف إن كانت مصر سترفضه حسب الأصول الدبلوماسية أو تقبله وتتجاهله في نفس الوقت!

أما آخر صيحات ليبرمان بلغة المافيا، فهي حديثه ضد الرئيس أبو مازن، وقوله أنه لا يمثل سوى نصف الفلسطينيين في أحسن الأحوال، وأنه كلما ازداد ضعفاً ازداد تشدداً!

ان شعور ليبرمان بالإحباط والهامشية دفعه بعيداً، وأكثر ما يجب، مما يمكن معه القول بأنه أصبح عبئاً على نفسه وعلى الائتلاف الحكومي الموجود فيه، وهو أصبح فاقد السيطرة على نفسه، ومن أجل أن يحظى بقليل من الاهتمام السلبي، نراه يقفز هذه القفزات البلهاء في الفراغ، إنه كما يقول المثل الشعبي عندنا "يجدع أنفه ليغيظ خصمه"، وأعتقد أن الشيء الوحيد الذي ليس له قيمة على الإطلاق في موضوع شرعية الرئيس أبو مازن هو رأي ليبرمان، ولعله من الدلالات الواضحة على صوابية السياسة التي ينتهجها الرئيس أبو مازن أنها لا تعجب ليبرمان.

وهناك خلل كبير في منهجية التفكير عند ليبرمان، لأنه بهذه التصريحات الحمقاء يعتقد أنه يسعد بعض أطراف المعارضة الفلسطينية!

وهذا اعتقاد خاطئ ومتدني أخلاقياً، لأنه لا أحد في المعارضة الفلسطينية يقبل أن يتعاطى مع هذا المنطق، أو أن يسمح لليبرمان بأن يحشو في فمه لغة المافيا هذه ليستخدمها ضد الرئيس الفلسطيني!
وشرعية أبو مازن يقررها الشعب الفلسطيني في إطاراته الوطنية ولا يلقنها لنا مجرم الاستيطان المعروف.

ليبرمان عبء على نفسه.. ليبرمان عبء على ائتلافه الحكومي.. ليبرمان عبء على السياسة الخارجية الإسرائيلية التي تواجه اليوم صعوبات حقيقية ممثلة بمواقف الإدارة الأميركية، والموقف الذي أعلنه خافيير سولانا باسم الاتحاد الأوروبي، ولجان التحقيق الدولية، والموقف الدولي الواضح ضد الاستيطان، وبقية المواقف التي تبدو فيها إسرائيل خارجة عن القانون الدولي، ومتورطة في إغراء القوة، وعربدة القوة، التي لا تعود إلا بالمزيد من الكوارث، أفيغدور ليبرمان يبدو على رأس وزارة الخارجية الإسرائيلية الرجل الخطأ في الوقت الحرج، يعاني من أزماته فيفرغ هذه الأزمات على هذه الطريقة المرتبكة.
صحيفة الجزائرنيوز
30-7-2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل


.. القوات الروسية تعلن سيطرتها على قرية -أوتشيرتين- في منطقة دو




.. الاحتلال يهدم مسجد الدعوة ويجبر الغزيين على الصلاة في الخلاء


.. كتائب القسام تقصف تحشدات جيش الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم




.. وزير المالية الإسرائيلي: إبرام صفقة استسلام تنهي الحرب سيكو