الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنهم فيدراليون

يوسف المحسن
كاتب، روائي

(Yousif Almouhsin)

2009 / 8 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


طوال عقود ,عانى العراقيون وهم يبحثون عن نظام حكم يسكنون إليه ... ملكي ,ثوري ,اشتراكي, دكتاتوري ,علماني , ليبرالي ....صفات للحكم ليست انظمة , ولكل نظام ميزاته وعليه اشارات استطاعوا الوقوف عندها. العراقيون وبعد ان اتعبهم طول الترحال وقلة الحيلة صوتوا على دستور بلادهم في العام الفين وخمسة والذي اشار الى ان الفدرالية هي جزء من فلسفة الحكم العراقي الجديد , والفدرالية بالعودة الى اشكالها في التجارب الدولية كالامارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الامريكية وكندا يمكن ان تسمى آلية الحكم اللامركزي ,وهي توزيع قاعدة السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية بين حكومة المركز والحكومات المحلية بتفرعاتها المختلفة , محافظة , قضاء , ناحية, ثم قصبة اوقطاع , .
والدستور هو من يحدد شكل وحجم واختصاص كل من هذه الحكومات . ويمكن ان يكون لكل محافظة او اقليم دستورها الخاص بها على ان لا يتقاطع في أحكامه ومبادئه مع الدستور الفيدرالي للبلد,وغالبا ما تهتم المجالس المحلية بالشأن الداخلي ولا تهتم بالسياسة الخارجية ذلك لان الأحداث الخارجية أكثر تعقيدا وتشابكا من مثيلاتها الداخلية , وتحتاج للعودة إلى خزانات الأدمغة كما يقول الأستاذ الياس كرم الباحث اللبناني الحامل للجنسية الأمريكية والذي يقول إن غالبية الأمريكيين لا يهتمون بالسياسة الخارجية على الرغم من وجود مجموعات للضغط الشعبي والمؤسساتي المجتمعي تساعد في صياغة القرار الخارجي وتوجيهه وتوقيته , ومجموعات الضغط تتوقع حكومة تلبي جميع المطالب بأقل الضرائب وأكثر فرص العمل وأفضل الأجواء السياسية .ولان الفردانية هي أهم فلسفة للحكم في أمريكا, ولان كل إنسان يأتي كفرد لا كتظاهرة (وان كانت له جذور) , فرد له بصمة مادية وحضور جسماني وبصمة فكرية وأخرى روحية فهو نقطة التركيز الأساسي لنظام الحكم , وجميع الحقوق تعطى له كفرد ابتدأ من حرية المعتقد حيث لا يوجد دين رسمي في أمريكا تطبيقا لحماية الدين من الدولة كي لا يستغل الأول لحساب الثاني وانتهاء بحرية التعبير الذي يشمل حق الحصول على المعلومات والتجمع والاعتقاد الثقافي والمعرفي , المواطن(والكلام مازال للأستاذ الياس كرم ) يتوقع أن ينتخب حكومة محلية قريبة منه تستجيب للضغط والمطالبة وإلا فلن يعود إلى انتخابها ,
ولان العراقيين استجابوا ومنذ زمن طويل للضغط والسكر والجوع وتصلب الشرايين والذبحات الصدرية وسلالم الرواتب ومشاريع تسكينها ورفعها وضمها !!! وفقر الدم وفقر الحال والمواد الصلبة والمواد الثلاث المستحصلة من البطاقة التموينية بعدسها وزيتها ونفطها الأسود , واستجابوا ايضا لملحقاتها التعليمية الطينية وتمويلها الذاتي ومياهها المعدنية فهم يتوقعون استجابة سريعة للضغط الذي يطرحونه ، ففي الأسبوع الماضي حدثني عدد من الأصدقاء من سكنة احد ى المدن عن ضغط مارسوه على الحكومة التي انتخبوها ومازالت أصابعهم ملونة بحبر الصناديق الذي انتقل إلى أمزجة المسؤولين (المنتخبين هناك) ,قالوا إن حكومتهم المحلية تسعى لإنفاق مليار دينار (اقل أو أكثر) على مشروع إنشاء بوابات ومداخل لمدينتهم النائية , في الوقت الذي هم فيه بحاجة ماسة إلى شبكات ماء وهاتف وطرق وهم يتساءلون عن جدوى بناء بوابات ومداخل مع عدم وجود الماء الصالح للشرب , ومن الناحية النظرية فهم يرون إن حكومتهم المحلية تماما ارتكبت غلطتين ,الأولى إنها لم تستمع إلى مطالب واحتياجات من أوصلوها إلى دفة الحكم والثانية إنها لم تستجب للضغط الذي مارسوه , فهل يعقل هذا من فدراليين جدد وبالباكيت , في الوقت الذي ينتظر السكان قيام الحكومات المحلية بالإيفاء بالتزاماتها الخدمية ومن ثم التفرغ لصياغة وإصدار قوانين تعبر عن خصوصية مدينتهم كفرض ضرائب على السجائر والالتفات إلى المرآة الريفية وتأسيس متحف للمدينة وإصدار ضوابط خاصة بالبيئة وأخرى باللياقة العامة وتحفيز الاستثمار وحماية التراث والآثار والعناية بالمسنين والأيتام وضحايا العنف المجتمعي وملاحقة المتهربين من التعليم والضرائب ومتابعة (دكاكين)المجتمع المدني والإجابة عن السؤال عابر القارات ((من أين لك هذاااااااااااااااااا)) , وهي الخطوات المتوقعة من أي حكومة ولدت من فعل شعبي كي تستجيب للضغط الشعبي , فهل يصح أن نرد كيد الياس كرم إلى نحره ونقول إن الحكومة تتوقع شعبا يستجيب للضغط !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة