الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها

سعد تركي

2009 / 8 / 3
الارهاب, الحرب والسلام


ما أن تمر بضعة أيام من الهدوء والاستتباب الامني ونحسب ان صفحة الارهاب والعنف الطائفي والصراع الدموي على كراسي السلطة قد طويت حتى تعود المفخخات والاحزمة والعبوات الناسفة لتضيق من نافذة الامل وتغتال احلامنا بوطن جميل معافى وتحصد ارواح اعزة من اهلنا.
نحلم دوما ان تمر ايامنا دون ان يتصدر العنف ومشاهد القتل والدمار عناوين الفضائيات التي تلوك مآسينا بنهم ولذة وتكتسب ديمومتها وعلو نسبة مشاهدتها من قدرتها على تتبع(وربما صناعة)مشاهد موتنا وتشريحها وتحليلها وتقديمها لمشاهد فقد بوصلته فصار في وعيه الملوث بالسموم يصفق ويهتف للقاتل واضحى المقتول هدفا شرعيا يستحق مصيره.
نحلم دوما بشوارع آمنة نظيفة تسهر الى الصباح دون أن يعكر صفوها سوى مواكب الاعراس والأفراح والاعياد ويرتفع على جوانبها ضجيج البناء ولغط العمال وضحكاتهم وهم يسفحون على اسفلتها عرقهم حين يرفعون اساسات بناية جديدة قد تكون معملاً للعب الاطفال أو مساكن لمن لم يعرفوا يوما معنى البيت..
لاول مرة في التاريخ يتفق الشرق والغرب والشمال والجنوب..يتفق الاسلاموي والعلماني..يتفق اليسار واليمين على انتهاك وطن واستباحة دم أبنائه واغلاق أي باب للخلاص من راهن حالته التي يعيشها..لأول مرة في التاريخ تتكالب كل الخناجر على قلبنا النابض بالمحبة والخير،المحب للجمال،العاشق الكريم الذي وزع دوما عشقه وحبه وخيره للجميع،وكان كل ذنبه أنه وطن من لا وطن له ومأوى كل خائف وطريد وملتجأ كل هارب من ظلم أو ظلام.
نامت الفتنة التي أشعلوها ليلتين صغيرتين رممنا خلالهما بعض ما تهدم في نفوسنا واعدنا صياغة ما تشوه من حب في قلوبنا وسرنا بقدم فقدت خوفها وارتعاشها وطردت تعبها والمها الى الغد الذي رأيناه يشرق امام أعيننا الكليلة بنوره الوهاج..مددنا أيادينا الى أياديهم الملطحة بدمائنا علّ نقاء قلوبنا يمسح عن قلوبهم غلاً وحقداً لا نعرف معناه وسببه ويغسل من أياديهم دماءنا المستباحة وينزع عن عقولهم مرضاً لم نكن علته ولا مسببيه.
نامت الفتنة ليلتين صغيرتين فأصابتهم بالجنون والفزع..راعهم أن يروا علي قد تزوج من عائشة وأن يعود الاعظمي لزيارة صديق عمره الكاظمي وان تطلب فاطمة نذرأ من مريم العذراء..راعهم أننا جميعا نشرب من ماء دجلة والفرات وتتوحد قلوبنا وتغتسل في شط العرب..فعادوا الى لعبتهم القديمة الجديدة فرملوا عائشة ويتموا اطفالها وأشعلوا ناراً كانت رماداً..
المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين..والتاريخ لا يعيد نفسه والحوادث لا تتكرر فقد عرف أخوة علي قاتله..عرفنا أننا جميعا كأسنان المشط أمام الفتنة التي تتربص بنا..وقد آن أن يعرفوا أن فصيلة دمنا واحدة وأنهم سيعجزون عن اغتيال أحلامنا مهما أسالوا من الدماء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اخي الكاتب
خليل الخالد ( 2009 / 8 / 3 - 00:29 )
السيد سعد تركي:
من اول من قال: الفتنة نائمة لعن الله من ايقضها؟
بغض النظر عن القائل ايا كان الا اني ارى ان هذه المقولة خاطئة مية بالمية و الصح هو؟
الفتنة نائمة لعن الله من نيمها
نعم
لان طالما ان الفتنة نائمة طالما ان المصيبة قائمة ولا ينتهي الفتنة الا ان تموت وليس ان تنام, ولن تموت الفتنة الا بان توضع النقاط على الحروف
انظر الى اليابان مثلا او استراليا او اميركا فانهم لا يتركون مشكلة ممكن ان تسبب شرخا في المجتمع او فتنة الا و تحل وينامون مطمئنين عالمين ان لايوجد فتنة نائمة بينهم

اخر الافلام

.. سقوط بقايا صواريخ في حوارة بنابلس خلال اعتراضات القبة الحديد


.. قمة مرتقبة بين بايرن ميونخ وبيار ليفركوزن




.. مسؤول إيراني: طهران يمكنها إرسال قوات إلى لبنان لمحاربة إسرا


.. مصادر العربية: قادة حماس قرروا اقتصار التواصل على المراسلات




.. فيديو يظهر الحزن بين مناصري حزب الله اللبناني بعد إعلان اغتي