الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية - سيد القمني - لا تحتاج أكثر من سيارة - جيب - ومُكبرة صوت

عادل الخياط

2009 / 8 / 3
الارهاب, الحرب والسلام


في البدء أود أن أتفق مع كل ما يُشار عن هجرة سيد القمني وأضيف إليها مقطوعة للطيب الصالح في موسم الهجرة إلى الشمال , مقطوعة تقول :

لماذا لا أحزم حقائبي وأرحل عن هؤلاء القوم , هؤلاء لا يكترثون لشيء , لا يفرحون لمولد ولا يحزنون لموت , حسبوا لكل شيء حسابه : إن حزنوا قالوا أستغفر الله , وإن فرحوا قالوا أستغفر الله !!

فيا سيد أمامك خيارين : إما أن تحزم حقائبك وترحل , وإما أن تظل وسط - أستغغر الله - .. ويا ريت هذا الـ " أستغفر الله " في تكوينه المتسامح مثل جماعة الطيب صالح , في تسامحها إزاء البشر .. أما العوالم الحقيقية للكهنة الجدد فهي عبارة عن جزر دموي لرموز الحرية في بلاد الدم والجماجم !؟

لكني سأضرب على متوالية مجنونة , مفادها على النحو التالي


صحيح وبدون مزاح .. أين مخابرات وأجهزة أمن لدولة راكزة منذ عشرات السنين ؟ .. يعني مثلا إن حادثة سطو على بنك , أو قتل مسؤول دولة , أو العبث بممتلكات عامة أو أي شيء من هذا القبيل في بلد مُنفلت مثل العراق أو أفغانستان أو الصومال أو غيرها من الدول المُنفلتة , هذا أمر طبيعي .. لكن عندما يحدث شيئا من هذا السيخ الممتد في الشرايين بعيون مفقوءة العدوانية في بلد راكز أو مستقر مثل مصر , فهذا الأمر يدعو إلى الغرابة عن مدى دور الحكومة في هذه الخرخاشيات الغير طبيعية !؟

ربما يقول قائل إن العملية ليست بالمستوى الذي ترمي إليه أو الذي تتصوره .. فليس بالإمكان السطو على بنك القاهرة , أو الإعتداء على مبنى البرلمان المصري , أو القصر الرئاسي مثلا .. لكن من الممكن أن يُقتل أي شخص في أي شارع أو أي مبنى . وهذا لا يؤكد أو ليس له علاقة بـ مركزية الدولة أو ضعفها , لأن مثل هذا الفعل من الممكن أن يحدث في أية دولة في العالم .. وهذا صحيح مليون بـ حسني مبارك ! لكننا الآن لسنا بصدد فيلم بوليسي , أو مظاهر عنفية في طرقات المدن الكونية . نحن الآن بصدد دغش ونمش , دغش ونمش على هيئة دود خرافي يتسلق من بين الفخذين إلى البطن إلى الحاجب الصدري إلى البلعون .. يُنغمش كل أعضاءك أو خلاياك بتودد - يستمتع بفرفشتك , بتعذيبك .. وببطء .. إلى أن يغرز خنجره في حنجرتك أو شريانك التاجي الأيسر !!

ومثل هذا , وإذا كانت الدولة ليس بمقدورها الإلتفاف على هذا الفعل , وبالتحديد عندما يكون مخصصا لهدف بعينه , مثل هذا سوف يكون تجسيدا محضا لمُؤلفي ومخرجي هوليوود .. أعتقد من له صلة بهذا الموضوع يفهم ما أعني ( عالم خرافي القتل , مُدن خرافية القتل.. عالم فيه تهميش متكامل للبوليس الأمني لهذه المدينة أو الدولة .. أجساد بشرية مجزورة تملأ المراحات والطرقات والأزقة )

ولأن التهديد والقتل لا يتأتى من فراغ , فلا بد ان يكون هناك نوعا من التحريض . لا أدري إن كان التحريض أو المُحرض على القتل ينال نفس العقوبة التي ينالها القاتل نفسه في القانون الجنائي المصري .. أو إنه كذلك إذا أخذنا قضية سوزان تميم وهشام طلعت , المُحرض والقاتل قد حُكما بالإعدام . وأعتقد إنه لا يُستثنى من ذلك مجموعات دينية أو سياسية .

إذن , ووفق ذلك , وإستحضارا لإستغاثة - سيد القمني - عن سرده لمجموعات وخطباء جوامع دعوا إلى هدر دمه ؟ هل معنى هذا إن هذه المجموعات والخطباء سوف يُحاكمون بعد أن يُقتل السيد القمني , بمعنى إن سلطات الأمن تنتظر حتى يُقتل القمني حتى تبدأ إجراءاتها , أم ماذا ؟ يعني هي العملية عبارة عن Job , يعني تريدون أن أقتل وبعد ذلك تبدأون العمل , التحقيق كيف قُتل هذا الكافر, ومن قتل هذا الكافر , وما هي علاقات هذا .. ( أعتقد إنه إفتراض صحيح أن تصدر من شرطي الأمن بهذا المستوى , لأنه اساسا مُتخلف , وإنه أساسا لم يحم هذا الكافر !!) .. وإذن أيضا , إذا كانت الدولة وأمن الدولة تنطلق من هذا البُعد , فليس صعبا أن تتبنى مجموعات علمانية تناصر القمني , يركبون سيارات جيب أو أي نوع من السيارات ويحملون مكبرات صوت تجوب شوارع وحارات وأزقة القاهرة وهي تعلن : إن أي مكروه سيُصيب سيد القمني فإننا سوف نقتل ونغتال يوسف البدري وكل خطباء الجوامع الذين حرضوا على قتل القمني .. أو , ليس بواسطة سيارات الجيب , هناك ألف وسيلة لتهديدهم .

وهذه دعوة لفعل ذلك وليس إفتراض , فإذا كان أمن الدولة في مصر يتعامل بهذا البرود وعدم الإكتراث إزاء تهديدات علنية على رؤوس الخلق , إذن لابد من خلق تكوين علماني عنفي مضاد لعصابات الجريمة الإسلاميين .

الفعل المضاد أو التهديد المضاد - قضية سايكولوجية - يخلق ما يُسمى - Balance of terror توازن الرُعب - والمعروف إن الرؤوس التي تُحرض على القتل هم مجموعة من الجبناء , من المرتزقة التي لا هم لها سوى جمع الأموال والمتعة , وهذا الصنف لو تعرض لأي تهديد سوف يرتعد فزعا لذلك ويُراجع كل حساباته .. وحتى المُتزمتين منهم , فإن توازن الرُعب سوف يخلق نوعا من التفكير المرن تجاه مفاهيم العنف التي يتبنونها .. لنأخذ بعض الأمثلة :

" أسامة بن لادن " ما يُسمى زعيم تنظيم القاعدة , هذا البن لادن لم يُظهر يوما من الأيام مرونة في جميع خطاباته المبثوثة بالأشرطة سوى إزاء موقفين : الأول : عندما دعا الرئيس بوش إلى هدنة بحجة تقويض تجار الأسلحة المستفيدين من حرب أفغانستان - مع إنه ولفيفه تجار أسلحة وحشيش - .. والثاني عندما وجه رسالة إل تنظيم " الصحوات العراقي " رسالة على هيئة تنصل من الفعل المجرم الذي لصقه تنظيم الصحوات بتنظيم القاعدة بعدما راعه ما شهدته المدن العراقية من مجازر إزاء بسطاء الناس وسط أماكن التواجد العامة : اسواق وشوارع ودور عبادة وغيرها .. تنظيم الصحوات السني التوجه والبدوي في ذات الوقت , مُعظمهم من عشائر محافظة الأنبار الشبيهة بتكوينات المدن السعودية .. إبن لادن رد على ذلك بإهتمام بالغ , أثرت فيه فطرته البدوية .. الرسالة صادرة من أناس من نفس معدنه , إتهموه فيه بالكذب والخداع وقتل الأبرياء , كان يٌعول على معدنه ومذهبه في ذات الوقت , خدمته في ذلك تصرف الأمريكان الأحمق في بداية دخولهم العراق عندما قتلوا مجموعة من طلاب مدرسة إبتدائية في الفلوجة .. لكن القتل الذي مارسته القاعدة بقيادة الزرقاوي بعد ذلك قد قلب السحر على السحار .. وفي النتيجة تمكن البدو من البدو , تمكن بدو العراق من بدو السعودية واليمن والأردن - إبن لادن والزرقاوي - لأن بدو العراق يختلفون نوعا ما عن بدو السعودية واليمن والأردن , لهم مساس بسلطة الدولة والمدنية .. يعني مثلا " صدام حسين وأركان عشيرته أو سلطته هم من البدو , يقول طبيب صدام في مستشفى إبن سيناء الخاص بأركان النظام إن عزت الدوري أبو الثلج دخل ذات يوم ومعه أطفاله من إمرأته العاشرة أو التاسعة لا أدري , وطلب من الطبيب تطهير الأطفال , فرفض الطبيب لأن الأطفال لم يكونوا جاهزين للتطهير , يعني لسبب ما , عندها غضب عزت أبو الثلج ثم أخذ أطفاله لأحد الحلاقين وطهر أطفاله هناك !! ..

يعني , هل تقصد إن بدو العراق لهذا السبب , لكون بعض المدنية تحتويهم قد تمكنوا من بدو السعودية واليمن من أمثال - إبن لادن والزرقاوي - هل أنت تمزح أم ماذا؟ .. لا أدري , ربما يكون هذا هو السبب , ومن المحتمل هناك أسباب أخرى , لكن الصُلب هو في توازن الرُعب الذي نحن بصدده الآن . بمعنى إن البدوي عندما يواجه بدوي آخر فلكونه يحسب له ستة آلاف ونصف حساب .. إسألوا أي بدوي قريب منكم لتفهموا .. أنا عشت مع عينات من البدو في السجن وأفهم بعض سجاياهم .

طبعا الأمثلة كثيرة عن توازن الرُعب في مجريات التاريخ , وعلى مستوى أحداث العالم الآني , لكننا نأخذ الأقرب , وعلى الأخص ما يحدث في عوالمنا , لكي نكون أكثر لصقا أو إلتصاقا أو صمغا بـ ..
لنأخذ مثال آخر : العداء بين منظمة التحرير الفلسطينية ومنظمة حماس على بينة به القاصي والداني .. حماس بالنسبة لفتح تاريخيا فقاعة , أو إنها أصلا لم تكن موجودة على الساحة الفلسطينية , لكنها أضحت طرف ندي قوي لحركة فتح إذا لم تكن أكثر قوة وجماهيرية من فتح . وما هو واضح عن حماس إنها تمارس العنف , أو ان أجندتها الأساسية هي ممارسة العنف لبسط مفاهيمها , وقد حققت الكثير من النجاحات على الساحة الفلسطينية ومنها الإستيلاء على القطاع وفرض أفكارها المتطرفة .. لكن في المقابل إنها لم تتمكن من ترويض منظمة فتح عنفيا على الضفة , ومثل هذا الشيء لم يحدث ببساطة لأن فتح تمتلك من القوة ما يضاهي حماس رغم إن الأخيرة مدعومة من دول لها رصيد عسكري ومخابراتي ومالي مثل سوريا وإيران والسودان وقطر , يقابلها في المحور الآخر السعودية ومصر .

بالمناسبة ضرب الأمثلة على مستوى المنظمات والدول الراعية لها لا يُقوض ولو نسبيا جوهر هذه الموضوعة , لأن التهديد على المستوى الشخصي هو ذاته على مستوى الجماعات , مع التنويه إن الشخصي هنا هو يخص كاتبا يضرب على وتر يشمل مجموعات التيار الإسلامي السلفي , وهذا التيار هو الأكثر فضولا ومشاركة في الواقع السياسي للواقع العربي والإسلامي اليوم

خلاصة القول إنه لابد أن تتكون مجموعات مُسلحة تغتال الرؤوس .. الذي إغتال فرج فودة إنسان عادي " صرصار , أو صرصور " لكن من هو وراء هذا الصرصار هو المهم . تغتال الرؤوس , تُوجه رسالة إلى الرؤوس , المهم هم الرؤوس , تغتال الرأس وتبعث رسالة تقول : تغتالون واحد , فإننا نغتال عشرة منكم .. تتفننون , نحن أكثر تفننا منكم , أنتم أخذتم التفنن من عندنا , نحن رصينا الألوية الحمراء الإيطالية وكل الحركات الثورية في العالم من أميركا الجنوبية وأنت صاعد .. هكذا تكون الأشياء , هكذا تُختزل .. لا تسامح مع القتل , القتل يُواجه بالقتل , لأن الذين تتعامل معهم لا يفهمون إلا هذه اللغة . لا فكر ولا حوار ولا بطيخ .. يعني هؤلاء ما علاقتهم بالفكر والمنطق والحوار .. يعني عندما يطلق موقع الحوار المتمدن إستفتاءا عن كيفية التعامل مع الإسلاميين وتنال فقرة التحاور النسبة الأعلى , نسأل هذه النسبة مع من تتحاورون ؟ إذا كانت القضية إلى الآن إنه ليس ثمة أحد من هؤلاء نعت إبن لادن وتنظيمه وكل ماحدث من مجازر في العراق بنعت ينطلق من منطلق شريف وإنساني وطبيعي .. أطفال ونساء وشيوخ تُقتل يوميا يا أمة السوء ولا أحد يطلق كلمة واحدة من النقد , كلمة بسيطة , فيا لكِ من أمة تراكمت كل قذارات الكون فيها .. وتأتي نتيجة التصويت لتقول التحاور هو السبيل الأمثل للتعامل مع هؤلاء .. يا له من منطق جبان إذن!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اصبت
ابراهيم المصرى ( 2009 / 8 / 3 - 01:10 )
فعندما رد عادل امام على المفتى الذى اهدر دمه فقال انا ايضا اهدر دمه ومن هنا خرص ذلك المفتى
فأنا معك لابد من مقابلة العنف بالعنف المضاد


2 - قضية - سيد القمني
john angel ( 2009 / 8 / 3 - 01:25 )
الأستاذ العزيز
أيام عبد الناصر كان يقدر واحد اخونجي يرفع راسه كان عارف إنه حيروح وراء الشمس .وإسرائيل هي الولة الوحيدة اللي بتعرف تتعامل مع العرب لأن العربي بيخاف مايختشيش .شوف أزي الحكام العرب بيعاملوا شعوبهم


3 - حوار مع قتلة ؟
صلاح يوسف ( 2009 / 8 / 3 - 06:32 )
أشكر لك هذا التوضيح، كنت قد كتبت في نفس السياق وسألت الجمهور: هل تؤيد تصفية الدجال يوسف البدري فيما لو حدث مركوه لسيد القمني ؟! للأسف ما زال الناس مثاليون، جبناء، لم يقدروا المعركة حق قدرها. لو تم قتل سيد القمني يجب تصفية جميع من قالوا بتكفيره فوراً.


4 - هؤلاء حراص العقيدة احرص الناس على الحياة
سارة ( 2009 / 8 / 3 - 11:51 )
النفس بالنفس
وسنرى الجبناء كيف يخرصون ثم ينزوون

اخر الافلام

.. كير ستارمر -الرجل الممل- الذي سيقود بريطانيا


.. تحليق صيادي الأعاصير داخل عين إعصار بيريل الخطير




.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية في إيران لخلافة رئيسي؟


.. قصف إسرائيلي يستهدف مواقع لحزب الله جنوبي لبنان | #رادار




.. سلاح -التبرعات- يهدد مسيرة بايدن في السباق الرئاسي! #منصات