الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين هجرة العقول وغيبيات زغلول

محمد رجب التركي

2009 / 8 / 3
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


المصريين لم يكونوا تقليديا ولا تاريخيا في عداد الشعوب التي تهاجر إلى خارج نطاقها.. رغم أن مصر كانت إلى عهد قريب بلدا يهاجر الناس إليه من أبناء الدول المجاورة.. ومن بينها دول أوروبية مطلة على البحر الأبيض المتوسط أمثال اليونانيين والإيطاليين والأتراك بخلاف الهجرات العربية من سورية ولبنان وفلسطين.. وللآن ما زالت مصر ملاذا لأبناء الدول العربية والإسلامية والأفريقية إلا أن الموقف قد تغير خلال العقود الخمسة الماضية لعدة أسباب يصعب حصرها حتى أصبحت عمليات الهجرة من المجتمع المصري سواء كانت دائمة أو مؤقتة.. تعد واحدة من أكثر المسائل التي تشغل أذهان شباب خريجي الجامعات والمهنيين من مختلف الأعمار ويضمون نسبة كبيرة من حملة الماجستير والدكتوراه، والمتخصصين المهنيين ذوي الكفاءات النادرة
هذه الهجرات لم تمثل ظاهرة أو قضية اجتماعية إلا بعد عام 1967 إذ بدأت تتزايد منذ هذا التاريخ عاما بعد عام وقد لوحظ بعد عام 73 إن بعض المهاجرين يطلبون العودة والإقامة والاستقرار في مصر ولكن بعد عام 1975 عادت نسبة الهجرات إلى الارتفاع من جديد في إشارة إلى التحول الاجتماعي والانفتاحي وما ترتب عليه من ارتفاع في الأسعار وزيادة متطلبات الحياة وحصيلة التراكمات التي أصابت المجتمع المصري نتيجة استنزاف قواه البشرية والاقتصادية خلال الحروب المتتالية التي خاضتها مصر خلال الـ50 سنة الماضية .
وهناك دراسة تبين انة قد هاجر من مصر أكثر من 2 مليون .. منهم 94 عالمًا متميزًا في الهندسة النووية، و26 في الفيزياء الذرية، و72 في استخدامات الليزر و93 في الإليكترونيات والميكروبروسيسور و48 في كيمياء البوليمرات إضافةً إلى 25 في علوم الفلك والفضاء و22 في علوم الجيولوجيا وطبيعة الزلازل.. و28 في البيولوجي والميكروبيولوجي و46 في استخدامات الأشعة السيزمية و22 في الجيولوجيا وطبيعة الزلازل و67 في المؤثرات الميكانيكية، و66 في الكباري والسدود و72 في استخدامات الليزر و31 في تقنيات النسيج بخلاف 240 عالما في تخصصات أخرى لا تقل اهمية وهذا علي سبيل المثال وليس الحصر.
الخسارة الكبرى تتجسد في الهجرة الدائمة التي تمثل جوهر المشكلة باعتبارها رصيدا مسحوبا من قدرات مصر الاقتصادية وتعتبر بحق خسارة فادحة لمصر إذا ما قورن حجمها بما أصاب غيرها من الشعوب النامية . .الأمر الذي يعني ضرورة اتخاذ وقفة جادة لتحليل أبعاد المناخ السائد الآن والذي مازال يقود إلى استمرار نزيف مصر لعقول وكفاءاتها العلمية وحرمان جهود التنمية في مصر من هذه القدرات والكفاءات
ورغم مساحة هذه المعاناة التي ذهبت بعقول العلماء وغير العلماء على السواء إلا أن أرض مصر ما زالت زاخرة وعامرة بالعديد من أبنائها العلماء الأكفاء الذين فضلوا البقاء وقبلوا التحدي لتنمية وطنهم ودفعه في طريق التقدم والازدهار
واذا كانت العوامل الاقتصادية من أهم عوامل الجذب والطرد في قضية الهجرة فانه من الإجحاف أن نرجع هجرة العلماء لعوامل مادية بحتة لأن منهم من هاجر أساسا لإشباع رغبته في الاستزادة من العلم والمعرفة وللانطلاق في البحث والابتكار في مناخ علمي بدول المهجر ولا يتوافر لهم في الوطن الأم
ملحوظة :لقب العالم هنا نطلقة علي العلماء الذين يستخدمون المنهج العلمي في الاكتشافات والاختراعات ووضع النظريات العلمية ..ولا نتحدث عن رجال الدين الذين يستخدمون المنهج الغيبي ولا عن هؤلاء الذين يخلطون بين المنهج العلمي والمنهج الغيبي في التفكير من امثال زغلول النجار ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مش زغلول النجار قاعد بمصر خلاص هو يكفي وزيادة
سارة ( 2009 / 8 / 2 - 22:54 )
احنا مين زينا عالم جيولوجيا و مفتي
فيه احسن من هيك


2 - زغلول لم يفتي
طيف سلطان الزبيدي ( 2009 / 8 / 2 - 23:56 )
للحقيقه ان الدكتور زغلول النجار لم يفتي ابدا وليس له علاقه بالفقه ولاكنه اسس على قسم من الحقائق العلميه بصفته عالم جيلوجي وما يدانيها من الحقائق القرانيه تاكيدا على ان القران الكريم له سند علمي و في هوامش بسيطه تدل على اعجازه وليس لرايي صله بالموضوع من تاييد او اعتراض ولكن للتنبيه ان الرجل لم يفتي في الصول الفقهيه وهي اساس المشاكل وللاختلاف بين المذاهب ولم يتطرق لا للتحليل والتحريم ولا فضل مذهبا على اخر وللعلم ان الدكتور زغلول من اشهر علماء الجلوجيا في مصر وكذالك الدكتور فاروق الباز في جلوجيا القمر في العالم

اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ