الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة حتما

نزار حمود
أستاذ جامعي وكاتب

(Nezar Hammoud)

2009 / 8 / 3
القضية الفلسطينية


دُعيت بالأمس القريب إلى حضور محاضرة للسيد جون دوغارد. والسيد دوغارد لمن لايعرفه، وأنا كنت من ضمن هؤلاء قبل أن أحضر المحاضرة، هو أستاذ ٌ جامعي ٌ محاضر ٌ ومختص ٌ بالقانون الدولي من جنوب إفريقيا. الجهة التي دعت هذا الأستاذ الجامعي إلى مونتريال هي منظمة " كنديون من أجل السلام والعدالة في الشرق الأوسط " وهي منظمة كندية فاعلة في مجال إظهار عدالة القضية الفلسطينية ومدى الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني لمن يلزم وأينما تطلب الأمر ذلك. من فعالياتها مثلا ً أنها قامت بتنظيم لقاءات بين أعضائها ونواب مجلس الشعب الكــندي في أوتاوا للاحتجاج على مسودة تعاون بين كندا والدولة العبرية. لقد قام هؤلاء المتطوعون المتحمسون للعدالة في الشرق الأوسط ، في حزيران الماضي على ما أذكر، بلقاء نحو ٍ من أربعين نائبا ً وسيناتورا ً في أوتاوا وأوصلوا لهم فكرة ً واضحة عن امتعاض الكنديين من أصول عربية وغير عربية تجاه هذه المعاهدة لما قد تجره من ظلم واضح للجاليات الشرق أوسطية وذلك بسبب احتمال تبادل المعلومات الاستخباراتية والملفات الأمنية بين البلدين.
وبالعودة إلى محاضرة السيد دوغارد، فلقد قام هذا الرجل ذو اللكنة الإنكليزية الجنوب إفريقية اللطيفة والمحببة للغاية بإلقاء الضوء على نقاط التشابه الكبيرة بين نظام التمييز العنصري في جنوب إفريقيا وممارسات الدولة العبرية اتجاه الشعب الفلسطيني. كما أوضح أن هناك نقاط اختلاف أيضا ً بين النظامين أهمها تدمير الاحتلال لأعداد هائلة من بيوت الفلسطينيين بدواعي " أمنية " وتخريب الأراضي الزراعية وقلع الأشجار والاجتياحات العسكرية والاغتيالات الممنهجة العلنية. تحدث أستاذ القانون الدولي عن عذابات غزة وتعرضها لأقسى أنواع العقاب الجماعي رغم رفض القانون الدولي والاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية لأي نوع من أنواع العقوبات الجماعية. وخلص دوغارد إلى أن واقع الظلم في فلسطين المحتلة وغزة تحديدا ً أقسى بكثير من الظلم الذي كان واقعا ً في جنوب إفريقيا.
هذا كان ما قاله السيد دوغارد... أما ما لم يقله فهو التالي :
تموت الأطفال في غزة والقدس الشريف، والعرب تتنادى لمقاطعة البضائع الهولندية لأن أحد المخرجين الهولنديين أخرج فيلما ً يسيء، وفقا ً لما قاله فقهاء السلطان وأولي الأمر، للسيرة النبوية الشريفة
تموت الأطفال في غزة ومازلنا نفكر ونتأمل بالفتوى الخاصة بالخطر الشيعي القادم من الشرق وكيفية تحريض الأجيال ضد هذا الخطر كي يـُـبدع الدم العربي بسفك الدم العربي من جديد
الأطفال تموت في غزة والزعامات العربية المثقلة بالذهب الأسود والأصفر تتراكض لعقد مؤتمر حوار الأديان مع أولاد العم كي نثبت لهم أننا صامتون صمت الحملان وأن دين الإســلام هو دين تسامح!
الأطفال تموت في غزة ونحن نفكر في أن الوقت قد حان للجلوس على طاولة المفاوضات والتباحث في أمر السلام، سلام الشجعان والفرسان
الأطفال تموت في غزة والقضاء المصري ينظر بقضية تصدير الغاز للدولة العبرية وبأسعار تفضيلية للغاية. وسبب النظر في الموضوع ليس الحـَـميَّة العربية بل لأن الصفقة غير مقنعة من الناحية الاقتصادية وفقا ً لرأي الخبراء.
الأطفال تموت في غزة والملك الأردني يحذر القيادات الإسرائيلية من مغبة التدخل العسكري في غزة لأنه غير مضمون النتائج ومكلف من الناحية الإنسانية
تموت الأطفال وهي جائعة لأن الشعب الفلسطيني انتخب حكومته بملء حريته وخرق حدود المعقول والمسموح فحقت عليه لعنة العالم وخوف وذعــر الحكام العرب وخبراء وفقهاء البلاط من استشراء هذا الوباء الخطير.
المهم في كل ذلك هو أن الأطفال في غزة تموت...الأطفال تموت... وعيونها شاخصة ٌ صامتةٌ مذعورة ٌ مستغيثة ٌ شاحبـــة ٌ غاضبة ٌ عاتبة ٌ خانعة ٌ مـُـرَوَّعـــة.
يقول الشاعر أحمد مطر، وأنا هنا أعتذر عن قسوة كلامه :
في مقلب القمامة
رأيت جثة ً لها ملامح الأعرابْ
تجمعت حولها النسور ُ والـِـدبــَـابْ
وفوقها علامة ْ
تقول : هذي جيفة ْ
كانت تسمى سابقا ً ... كرامة!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تنظر الحكومة الإسرائيلية لانتهاء مفاوضات القاهرة دون اتف


.. نتانياهو: إسرائيل مستعدة -للوقوف وحدها- بعد تعهد واشنطن وقف




.. إطلاق مشروع المدرسة الإلكترونية في العراق للتقليل من الاعتما


.. نتنياهو: خسرنا مئات الجنود بغزة.. وآمل تجاوز الخلاف مع بايدن




.. طلاب إسبان يدعمون غزة خلال مظاهرات في غرناطة