الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معسكر اشرف والحلول الإنسانية

باسم محمد حبيب

2009 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لا يمكن لأحد بالتأكيد أن يقيم بقدر عال من الدقة شيئا لم يره بنفسه فهناك حقائق ربما ستغيب عنه قد تقلل كثيرا من أهمية تقييمه وبالنسبة لي كنت متابع لهذه القضية عندما تحولت فجأة إلى نزاع مباشر وكنت أتمنى أن تنتهي بطريقة سلمية حتى نتجنب سفك الدماء لكن للأسف لم يحصل ما تمنيت ووقع في المعسكر ما وقع سواء من الجانب العراقي أو جانب سكان معسكر اشرف الإيرانيين ثم أخذنا نسمع الاتهامات المتبادلة بين الطرفين كل يروي الحدث على طريقته .
لقد قلناها ونقولها مرارا وربما هو رأي كثيرين غيري : من حق الحكومة العراقية فرض سلطانها على معسكر اشرف ومنع أي نشاطات تمارس من هذا المعسكر ضد دول الجوار ولكن في المقابل لابد أن نحترم حق اللجوء لساكني المعسكر ماداموا ملتزمين بالقوانين العراقية فوجود هؤلاء يجب أن لا يخضع للمساومات والاملاءات السياسية مادام متصلا بالأمور الإنسانية فإذا كان من حق إيران الاعتراض على أي نشاط معاد لها ينطلق من الأراضي العراقية فليس من حقها بالتأكيد مطالبة العراق بالتنكر لواجباته الإنسانية بأي شكل من الأشكال وبالتالي لابد أن تخضع هذه القضية للتقدير العراقي حتى نتجنب أي تهور .
أن سكان معسكر اشرف بحسب ما يبدو لم يمارسوا أي نشاط عسكري خلال الفترة الماضية ولكن هل ينبع ذلك من حصول تحول في رؤاهم السياسية والفكرية ؟ أم للأمر علاقة بأوضاع العراق الحالية ووجود القوات الأميركية فيه هذا بالاظافة إلى ظروف جماعة اشرف المعارضة ذاتها وانشغالها بدفع الخطر عنها في ظل غياب الدعم والمساندة التي كانت تتلقاها من النظام السابق في العراق وبغياب أي رؤية من هذا النوع يبقى الحكم على مشروع اشرف رهن التكهنات والرؤى السياسية فيما تبقى الهواجس الإيرانية هي الفيصل في تحديد أن كان وجود هؤلاء في المعسكر يشكل أي تهديد لإيران أم لا فهم يريدون حسم هذه القضية بغض النظر عن الطريقة مستغلين وجود ظروف غير مستقرة في العراق وحكومة متجاوبة لا تريد أن تفتح عداءا بدون طائل وهو أمر ستقوم به أي حكومة أخرى بالتأكيد .
أن القضية واقعة تحت سطوة سوء الفهم والتقدير فجميع الأطراف على ما يبدوا كانت ضحية له باستثناء الجانب الإيراني الذي ربما كان يعرف ما يريد ويعلم أن الفرصة مواتية لحسم هذا الملف المرهق له .
أما الطرفين الآخرين الرئيسيين في القضية أي الحكومة العراقية وجماعة اشرف فقد تعاملا مع الأمر انطلاقا من مخاوفهم المسبقة الحكومة العراقية بخشيتها من تحول اشرف إلى منصة عداء مع إيران وجماعة اشرف بتخوفها من الغدر والضرب في الظهر فابتعدوا بالنتيجة عن البحث عن حلول سلمية تنهي الأزمة بطريقة سلسة فكان ما كان .
لكن مازال لدينا ما نستطيع فعله أولا على الحكومة العراقية التعاطي مع الملف بشكل إنساني محض أي دون أن يكون موضوعا للمساومة مع الجانب الإيراني والالتزام بتعهدها بضمان إقامة آمنة لسكان المعسكر لأنها ستكون مسؤولة من الآن وصاعدا عن سلامتهم في المقابل على جماعة اشرف احترام القوانين العراقية والالتزام بتعهدات العراق ضمن محيطه الجغرافي حتى لا يكونوا عنصر إقلاق لأمنه الوطني ما يسوغ استهدافهم من جانبه أو طردهم من أرضه ففي هذا يمكن حل هذه المسالة بعيدا عن التشنج والتعقيد .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث