الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حيفا بلا وطن

باسم الخندقجي

2009 / 8 / 4
القضية الفلسطينية


كم مرة سأعلن في أرجاء و طرقات الذاكرة أنني انتهيت منك ؟

كم مرة سأقيم احتفالات انتصاري عليك ؟

إذن ... في كل مرة أصرخ معلنا النسيان ... تخرجين أنت بجيش عرمرم لهذيمتي ... لقلب احتفالاتي رأسا على قلب ... لكي تثبتي لي أنك كنت الحب الأوحد ... حالة من القداسة و الطهارة و الوطن ... تعودي لخربشتي و بعثرتي قائلة :

" لا لأعود إليك ... لا لأقول بهمس العهد العشقي القديم : أحبك ... لا لأضمك ... لا لأقبلك ... لأحميك ... بل عدت لتأكيد وجعك و تعبك و حزنك ... عدت لأثبت لك أنني كنت الأجمل و لم أزل ... أليس أسمى الأشياء هي تلك التي لا نقوى على امتلاكها حتى في أحلامنا ؟. عدت لأرفع رايات انتصاراتي عليك يا رجل الهزائم عن جدارة ... أتنساني يا سيد الليل ... يا رجلا اعتاد تلفيني حروف الوطن أتنساني ؟ ! "

أنا الذي دائما في لحظات تجلي العشق كنت أجود لك بكلمات الوطن ... كنت أحقق حلمي عندما ضممتك قائلا :

ها أنت حيفا ... بين يدي جبل كرمل و نبيه عشق لي وحدي ... ها أنت حيفا بعد طوال استعصاء و تمنع ... ترقصين لي وحدي في هذا الليل الذي يغني الصمت الدافئ المحبب لي و لك ... و كم كنت أشكر السماء بلا كبريائي :

شكرا يا سماء ... يا أعالي ... ها قد حققت الانتماء ...

حيفاي و كرمل يؤجل غروره اللحظات من أجلي ...

حيفا بشاطئ أزلي بهي ... أراقصها و تراقصني ...و أنا الذي كنت على يقين ... و غالبا ما يكون العاشق متنبئ بارع ... يتنبأ بضياع حلمه عما قريب ... بعد قمر أو قمرين يعلم العاشق أنه تاه بحثا عن حيفاه ...

إيه حيفا ... كم تحترفين تقطيع أشجار الكرمل لإعداد و تجهيز محارق عشاقك ... أنت سيدة المقدسات الأنيقة الأخاذة التي تخطف الثائر من أسمال ثورته لبرهة ... كي تمنحه أجود ما لديها من نبيذ معتق بقدسية ... لتتركه بعد ذلك تائها ناقما عليها و على ثورته ...

أنت حيفا ... يا سيدة الأعالي ... يا كرملي ...

كل الذين كتبوك ... مضوا إما إلى عدم أو جنون ... أما أنا ففي غربة حديدية تمنعني من الخوض في جنونك أو الإلتمام في عدمك !



للمخذولين صلاة أخيرة ...

في رحاب اللؤلؤ المنتحر فوق مائه

و الآن ... الآن ...

أنهي سفر حماقاتي ... و أبدأ من حفرتي الأخيرة ... كتابة خذلاني ...

الآن ... أهديك كل الضياع و أنتهي

برغبة تائهة منك ...

فكل ما تبقى بات ركام الالتحاق

بركب ما بحوزتك من دمار و أشلاء حب ...

الآن ... الآن ...

في منتصف الجرح أكتب كلماتي الصغيرة

أكتب ما ورائي من فتات لم يكمل ... ليصبح قصيدة ...

أكتب موعد الانتهاء ...

و كل الخواء يتحد في داخلي ... لإذابتي داخل الرغبة التي هزمتك أخيرا ...

الآن ... أنهي الطقس دون أدنى همسة ... و أمضي لتفحص الكلمات ... كلماتك ... علها تكون قصيدة اللا أرضيين في الأرض ... :

يا ذاكرة ممتلئة الكلمات ...

في دروبي البعيدة

أفكفك الكلمة بحذر

و أكفكف الدمع ... ببذخ الحبر الحبر الأسود و المعاني الأنيقة ...

و أنتزع حصتي من شاماتك ...

بعد أخذي لك بالعنف الأول ... بالسؤال :

" كيف أنت ... أنت و لماذا هكذا كان المصير ؟ "

ألقيك جانبا بأسود ممزق عار ...

ثم أمضى ... بجرح بلا قلب ...

يحلم بلا وطن ...

بإيمان بلا سماء ...

بأنين بلا إلهات ...

الأسير باسم الخندقجي

عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني

سجن جلبوع المركزي










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذا ناشيونال: حماس تواجه ضغوطا متزايدة وتخطط لمغادرة قطر والا


.. وزير الدفاع الأميركي يدعو حماس لقبول وقف إطلاق النار




.. الأمن الأردني يواصل التحقيقات بعد اكتشاف مخابئ لمواد متفجرة


.. موسكو تعلق على مذكرة الجنائية الدولية بحق وزير الدفاع السابق




.. اقتحام البرلمان الكيني في العاصمة نيروبي رفضا لمشروع قانون ب