الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقدم علمى ..تأخر فكرى(6) هل نحن حقا مجرد موجات

سامح سعيد عبود

2009 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


قرأت كثيرا من الكتابات التى تزعم وبناء على الاكتشافات العلمية فى الفيزياء المعاصرة الكثير من المزاعم منها أننا والوجود كله لسنا سوى موجات أو كهارب، ومستندين فى ذلك على إثبات كم هائل من الخرافات من خلال الفهم المتعسف والمبتسر لطبيعة الجسيمات الأولية.‏‏
‎‎لكى نفهم طبيعة الجسيم الأولى جيداً ، فأننا لابد وان نعرف إن الجسيمات الأولية ليس لها أى محور جيد التحدد ،وذلك على خلاف الأجسام ، التى نستطيع أن نحدد حدودها عمقا وارتفاعا وعرضا ، فليست هناك أى إمكانية لقياس أبعاد الجسيمات ، إذ تقف حجر عثرة فى الطريق إلى ذلك الصفات الموجية التى تبعثر الجسيمات فى الفضاء فأى جسيم أولى ذو صفتان مزدوجتان متناقضتان فى نفس الوقت ، فأى جسيم أولى هو فى الحقيقة ،(جسيم وموجه) فى نفس الوقت ،فما هى هذه الخاصية العجيبة التى تتصادم مع العقل العادى للإنسان ؟ وما هو سرها؟ وهل يمكن أن ما نتوهم إنه المادة ما هى إلا موجات؟ هل يمكن أن تكون هيئتنا المادية الملموسة التى نتواجد عليها قد تكون موجات كهرومغناطيسه أو ضوءاً مكدسان أتخذ هيئة المادة. ‏‏
‎‎هذه هى مشكلة العلم مع البعض من مبسطيه وفلاسفته ، إن المعلومات العلمية تبتذل ، وتنتزع من سياقها ، وتلوى أعناقها ، لترضى رغبات الكتاب وجمهورهم ، وبالتالي يصبح حديثهم لا علاقة له بالعلم الصحيح ، وإنما هى الخرافة وقد رويت برطانة علمية . فأين هى الحقيقة إذن ؟ قد تطورت العلوم الطبيعية والفيزياء المعاصرة على وجه الخصوص إلى درجة عالية من الصعوبة ، بحيث يصعب على العقل العادى للإنسان استيعابها أو تصديقها . ولكن سأحاول تحقيق معادلة صعبه هى التبسيط مع عدم الإخلال على النحو التالي:.‏‏
‎‎فى الحقيقة إن الجسيمات الأولية تنقسم إلى نوعين أثنين ، أحدهما نستطيع أن نطلق عليه جسيمات المادة أو الكتلة بالمعنى الدارج، وليس بالمعنى الفلسفى ، حيث إن كلا النوعين جسيمات مادية لاشك فى ذلك، ولكلا النوعين من الجسيمات صفات مختلفة من السرعة والكتلة وغيرها من الصفات.‏‏
‎‎وأن لكلا منها وظيفة تختلف عن الأخرى ، فالأولى تشكل الكتل المختلفة فى الكون ، والثانية الطاقات المختلفة التى تسبب كل ما يحدث فى هذا الكون .. فكيف يحدث هذا ؟ كل جسيم من جسيمات الكتلة من النوع الأول لابد وان يوجد مغموراً كقطعة إسفنج فى الماء بالجسيمات من النوع الثانى ، وهى تشغل حيزاً من المكان داخل وحول الجسيم ، ليكون بذلك مجال تأثير هذا الجسيم على الجسيمات أو الأجسام الأخرى التى تقع داخل هذا الحيز ، فقطعة المغناطيس مثلاً يحيطها مجال غير مرئى لك مكون من هذه الجسيمات ، وهو الذى يسبب جذب المغناطيس قطع الحديد التى تقع داخل هذا المجال.‏‏
‎‎وفى نفس الوقت فأن هذه الكميات متساوية فى قيمتها مع مستوى الطاقة الموجود به الجسيم من النوع الأول ، والذى لا يكف للحظة عن امتصاص أو قذف هذه الكمات وتبادلها مع الجسيمات الأخرى على الحركة ،ليحافظ على مستوى طاقته أو ليتحرك من مستوى طاقة إلى آخر أو ليتحول إلى جسيم آخر فكل الجسيمات والأجسام لابد وأن تتواجد فى مستويات معينة من الطاقة .‏‏
‎‎أى أن الطبيعة الموجية للجسيم الأولى ناتجة عن حركته ، وهى لا تنفى طبيعته الجسمية ، كما أن الموجة لا يمكن أن تتواجد إلا بسبب هذه الحركة ذاتها ، ويلاحظ إن هذا ينطبق أيضا على الأجسام والجزيئات والذرات التى تكونها فى النهاية هذه الجسيمات أى إننا باستخدام ازدواجية (الجسيم/ الموجه) يمكن توصيف كل شىء فى الكون بما فى ذلك الضوء والجاذبية والكهربية والمغناطيسية.‏‏
‎‎فمعرفتنا بهذه الجسيمات وطبيعتها تفسر كل الظواهر من حولنا ، والحقيقة إن هذه الجسيمات لا تشكل أى جوهر ما بدء منه الوجود ، وبالتالى فهى لا تتصف لا بالأزلية ولا بالأبد يه ، وإنها يمكن أن تنقسم إلى جسيمات أبسط فطبيعة هذه الجسيمات هى التغير والتحول والتحرك والتركب والتحلل فيما لانهاية له من أشكال تختلف فى خواصها وهكذا فنحن نعرف إن الجسيمات التى كان يظن إنها أولية منذ عشرين سنه مضت هى فى الحقيقة تتألف من جسيمات أصغر . أيمكن أن نكتشف - لو ذهبنا إلى الطاقات الأعلى أن هذه الجسيمات هى بدورها تتألف أيضا من جسيمات أصغر ؟ من المؤكد إن هذا الأمر فى الإمكان ، إذن فالحقيقة إن ما حطمته الفيزياء المعاصرة هى فكرة الجوهر الأولى والثابت والنهائى والمطلق والذى لا ينقسم ولا يتحول والذى يتكون من تراكمه أو تجميعه العالم من حولنا .. فالحقيقة هى أن الوجود بكل مظاهره ما هو إلا عمليات لا نهائية تجرى بين كائنات مادية لانهائية.‏‏
‎‎فالنيوترونات والبروتونات كجسيمات أولية معقدة ، ما هى إلا مظاهر لعمليه تبادل بين الجلونات ، وهى نوع من أنواع كمات الطاقة ، بين كواركات معينة، وهى جسيمات أبسط تتركب منها النيوترونات والبروتونات، ولو توقفت عملية التبادل هذه ، لأنتهى وجود هذه الكائنات المادية ، أى انتهت هذه المظاهر التى تميزها مخلفة وراءها مظاهر أخرى لعمليات أخرى بين كائنات مادية أخرى وهكذا.فكل ما فى الكون هو جزء من لعبة تنس أو مكون من أطراف تلعب التنس،فالأشياء توجد بتبادل مكوناتها لكمات الطاقة كما يتبادل اللاعبون الكرة مكونين عملية واحدة هى المباراة التى تنتهى بمجرد إقلاعهم عن تبادل الكرة. ‏‏
‎‎فكل ظاهرة من ظواهر العالم نستطيع رصدها هى فى حقيقتها مجرد عملية محدودة فى المكان مهما بلغت ضخامة الحيز الذى تشغله أو مهما بلغت ضئالته .. أما الجوهر الحقيقى والوحيد الذى يميز كل الكائنات المادية ويوحدها أو بمعنى أقرب للدقة العلمية ما يميز تلك العمليات فهو قدرتنا على الإحساس بمظاهرها المختلفة ، نتيجة تأثيرها على حواسنا، وذلك كونها عمليات واقعية بين كائنات مادية مستقلة عن وعينا بها أو أفكارنا حولها ، ففكرة الجوهر القديمة فكرة غير علمية ولا واقعية ، فنحن لا يمكن لنا رصد هذا الجوهر من خلال التجربة وبمعنى آخر أن نحدده فى شىء ما يكون هو اللبنة الأولى الثابتة والمطلقة التى كونت العالم.‏‏
‎‎معنى ذلك أن هذا المفهوم الشكلى للجوهر يحل محله مفهوم علمى آخر ، يحدد طبيعته فيما يميز كل الكائنات المادية اللانهائية بلا استثناء .. فجوهر كل كائن مادى يفصح عن نفسه من خلال مظاهره ، والتى نعرفها من خلال حواسنا وامتدادها من أجهزة علمية ، فنحن نتعرف على حقيقة الجسيم الأولى من خلال خواصه ، التى هى مظاهره المختلفة. فنحن فى الحقيقة لا يمكن أن نلاحظ سوى مظاهر تتحرك وتتغير مع الزمن ، مهما طال زمن استقرارها النسبى ، فما هى إلا مظاهر لعمليات مادية لانهائية ومتوالية - بلا بداية أو نهاية- تتواجد من خلالها الأشياء وتتلاشى بلا انقطاع ومن هنا ففكرة الجوهر الأساس ، والعنصر الأولى للطبيعة ، تصبح وهما لا يجوز التعويل عليه ، وإن كان علينا أن نقرر بأن الطبيعة من حولنا تتطور من عناصر أبسط إلى عناصر أعقد.‏‏
‎‎قد توصل علم الفيزياء على هذا الأساس إلى استنتاج عجيب ولا مفر منه ، هو أن تركيب الجسيمات الدقيقة هو انعكاس لجميع تبادلات الفعل بين الجسيمات .. ويتبين من ذلك أن جوهر الجسيم الأولى متحرك جداً وسهل التغير إلا أن هذا الاستنتاج لا يبدو لنا غريبا إذا ما عرفنا بأن هذه الجسيمات لا تتواجد بدون تبادل الفعل .. ولا يتم تبادل الفعل بواسطة تأثير خارجى ما .. بل هو جزء متمم وطبيعى لتركيب الجسيمات نفسها .. نعم لأن تركيب الجسيم فى أى لحظة إنما يتحدد بصورة فعلية بكل أشكال تبادل الفعل الموجودة فيه ، وبالعكس فأن طبيعة أشكال تبادل الفعل الموجودة فيه تتحدد بتركيب الجسيم ، فهذا هو الترابط بين الكتلة والمجال ، والصفات الحقيقية للجسيمات وتبادلات الفعل فيها ، والعمومية غير القابلة للتجزئة للجسيم الدقيق والكون بأجمعه فالمادة واقعية وعامة ، بمعنى إمكانية إحساسنا بها مهما اختلفت أنماطها ، وأن الطبيعة الواحدة للمادة أو للعالم هى التى تفسر لنا كيف تتحول أشكالها المختلفة من شكل لآخر ، أو العكس ،" وكيف أن كمات الطاقة أو المجال أو جسيمات حمل القوى تتصف بصفات جسيمات المادة من وزن وأبعاد وكيف أن جسيمات المادة تتصف بصفات كمات الطاقة ، وكيف أن الاثنين لا يمكن أن ينفصلا عن بعضهما البعض ، أو أن يوجد أى منهما بشكل منفرد بعيد عن الآخر .. وهل يمكن قياس أبعاد الإلكترون العارى ، الخالى من السحب الفوتونيه والإلكترونية - البوزيترونيه بدقة ؟ كلا فهذا شىء مستحيل . إذ لا يمكن العثور فى الطبيعة أبداً على الإلكترون "العارى" أى المتحرر من تبادل الفعل ولا يمكن وجوده فى أية ظروف . إن الجسيم نفسه وتبادل فعله يكونان وحدة لا تنفصم11.‏‏
‎‎فالطبيعة المتعددة الأوجه للمادة تتجلى عندما نعرف إلى أى مدى تتوقف جميع خواص المادة ، ومظاهرها المختلفة على بعضها البعض فى وحدة لا تنفصم ، تأكيداً على جوهرها المادى الواحد .. ذلك الجوهر الذى تنبع منه كل هذه المظاهر من كتلية وموجية وطاقية ومجالية .‏‏










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل اقترحت على السلطة الفلسطينية بشكل غير رسمي المشاركة


.. قراءة عسكرية.. القسام تنشر مشاهد لاستهداف جنود وآليات شرق مد




.. احظروهم 2024.. حملة لحظر المشاهير الصامتين عن الحرب الإسرائي


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد شخص وإصابة اثنين في غارة على




.. الجزيرة ترصد تفاقم معاناة ذوي الإعاقة خصوصا الصم والبكم جراء