الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة العدوان الإسرائيلي تنسج شبح الحرب

اديب طالب

2009 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


بدءاً بالنكبة في عام 1948، وحتى الحرب على غزة عام 2009، ووصولاً الى محاولة إفشال إسرائيل المبرمج والمتعمد لمخططات الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما السلمية، ومروراً بعشر حروب عدوانية شنتها الدولة العبرية على أمن واستقرار المنطقة وعلى النمو السياسي والاقتصادي لشعوبها..
بدءاً بالنكبة وليس انتهاءً باللحظة الراهنة حيث تنسج حكومة المجرم بنيامين نتنياهو شبح الحرب، تتأكد سمة العدوان والحقد على السلام كصفتين مميزتين لدولة إسرائيل عبر واحد وستين عاماً من القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين. ولقد استند ذاك التأكيد العدواني الحاقد وتأسست نجاحاته على خمسة أمور: الأول افتقاد المنطقة للنضج السياسي قادة وشعوباً، والثاني انعدام المحاكمات العقلية المصلحية العادلة لدى الحكومات تجاه الشعوب، وبالتحديد مذ اغتصب العسكر السلطة بحجة الخطر الإسرائيلي وبحجة الفساد، والثالث الارتكاز الى ما توفره الايديولوجيا من جمود وهويات قاتلة، تقوم على القومية والعنصرية والتعصب الديني، والموصلتين الى كره الآخر لدرجة قتله فعلاً أو بالتمني والدعاء، وهذا ما ساعد العسكر الديكتاتوري على تعطيل الديموقراطية كمفهوم حديث للحكم، وكعلاقات مع الداخل "الوطني" ومع الآخر الخارجي شعوبه وحكوماته، والرابع الإدارة السيئة في كل المجالات الاقتصادية والانتاجية والخدمية اللهم إلا في مجال أمن السلطة وبقائها، أما الخامس فهو وجود إسرائيل واستمرارها حاجة إستراتيجية للغرب عامة ولأميركا على وجه التحديد، كحارس رئيس لمصالهما في المنطقة، نفطية كانت أم عسكرية كانت أم اقتصادية وسياسية على وجه العموم. هذا فضلاً عن أن الكيان الصهيوني يمتلك أغلب مؤهلات وإمكانات النجاح والانتصار.
بعد هذه المقدمة الجافة، والتي تستوجب المعذرة من القارئ، لا بد من العودة الى أن إسرائيل تنسج شبح حرب قادمة، عوضاً عن تسوية سلمية أوبامية، قالت عنها صحيفة النيويورك تايمز: "من دون تجميد تام للاستيطان يستطيع أوباما أن يلقي بالتسوية في سلة القمامة". وقال عن هذه التسوية أيضاً الناطق باسم وزارة الخارجية السعودية اسامة النقلي بأن إسرائيل تنسف عملية السلام التي تقضي بإقامة دولة فلسطينية. وأضاف ان "موقفنا معروف جيداً، وهو انه على إسرائيل ان تحرز تقدماً جدياً في اتجاه عملية السلام... كما نعلم جميعاً، إسرائيل تواصل اتخاذ إجراءات أحادية الجانب لتغيير المعطيات الجغرافية والديموغرافية على الأرض عبر بناء مستوطنات وتوسيع المستوطنات القائمة".
إذن الجزء العربي من مشروع السلام الأوبامي، تدوسه إسرائيل علناً وبكامل الوقاحة، وتعلن تهديداتها المستمرة الحربية للبنان، أملاً في تعطيل استقراره المحتمل، وأملاً في تمزيق وحدته الوطنية القيد التشكل حيث تحفها المخاطر من كل جانب داخلياً وخارجياً، تلك الوحدة المتمثلة في انتخاب الرئيس ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية، وفي انتخاب الرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس النيابي، وفي نجاح قوى الرابع عشر من آذار في الانتخابات النيابية، وبطريقة ديموقراطية حضارية، وفي تتويج ذلك كله بحكومة لبنانية وفاقية برئاسة الرئيس سعد الحريري. وتعلن ـ وهذا مهم أيضاً ـ تنكرها لكل ما اثمرته المفاوضات السورية الإسرائيلية غير المباشرة برعاية تركيا عبر السنوات الثلاث الماضية. إسرائيل تعمل لتحويل المنطقة برمتها الى ساحة حرب وتنتظر الزمن المناسب لإشعالها.
ان تخريب إسرائيل للسلام، ونسج شبح الحرب على المنطقة، يستند الى قاعدتين رئيسيتين: الاولى تتم عبر بسط سياساتها العدوانية على العرب كافة، والثانية عبر استثمار "السلاح النووي الإيراني" كخطر يهدد وجودها وكيانها، وحتى ولو لم يصنع الإيرانيون الذرة فسعيهم لها تحت ستار سلمية منشآتهم النووية كاف بالنسبة للكيان الصهيوني حجة لشن الحرب، وأقوال الرئيس الإيراني "المأثورة" كافية لتجأر الدولة العبرية وشعبها اليهودي بالقيام بحرب "استباقية" تمنع صاروخ شهاب الإيراني النووي البالستي من تدمير تل أبيب، في حال فشل محتمل لصاروخ حيتس الاعتراضي ولو بنسبة 5%.
تقول هآرتس 28/7/2009: "فشل تجربة الحيتس في الأسبوع الماضي يؤكد مرة اخرى الاستنتاج بأن صناع السياسة ملزمون بالاستخلاص: الدفاع الفعال ليس حلاً للتهديد الصاروخي النووي. من المحظور توطيد الاستعداد لمواجهة الصواريخ النووية المستقبلية الإيرانية على قاعدة تجربة الاعتراض الصاروخي. إسرائيل لا تستطيع تحمّل ثمن الفشل... وبما ان اي منظومة مهما كانت متطورة غير قادرة على ضمان حماية محكمة فقد سحب الاساس من تحت السياسة التي تركز الاستعداد في مواجهة الصواريخ النووية الإيرانية على تجربة الاعتراض الصاروخي".
إذا أرادت إيران أن تسحب من إسرائيل حجتها لشن الحرب، عليها ان تحقق أمرين: الاول ايقاف تخصيب اليورانيوم، أو اخضاعه لرقابة دولية ليبقى ضمن حدوده السلمية، والأمر الثاني العمل المشترك المناطقي والإقليمي والعالمي على استقرار الشرق الأوسط الكبير. ان كل مماطلة وان كل محاولة لاستغلال الوقت من قبل طهران، لن يكون "فهلواة أو تشاطراً" وانما سيكون مدخلاً لحرب تشنها دولة العدوان الإسرائيلي بحجة حماية وجودها من الفناء على يد الصواريخ البالستية الإيرانية.
والسؤال أين أوباما إذن؟
أوباما في حال لم يكن الرد الإيراني في 24 أيلول 2009 ايجابياً، فإن الإدارة الأميركية تحضّر لإتلاف دولي على عزل الجمهورية الإسلامية الإيرانية اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، وفي حال استمرار التعنت النووي الإيراني ـ رغم العزل ـ فإن تخصيب اليورانيوم ولو لأغراض سلمية، سيكون محظوراً لانه سيعتبر مفتاح السلاح النووي وباب صنع الذرة الإيرانية. أما الأهم والأخطر، فإن الخيار العسكري الذي تصرّ عليه إسرائيل كحل محتمل سيكون المخرج الأخير رغم تصريحات وزير الدفاع الأميركي الراهنة بأن ليس للخيار العسكري أمل.
ان إصرار إيران على سياساتها النووية وتدخلاتها في مختلف دول المنطقة، سيرفع من خطرها على السلام الى درجة يمكن معها أن نقول: إن ثمة دولتين عدوانيتين، دولة العدوان الإسرائيلي، ودولة العدوان الإيراني. وهذا ما لا نريده للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
() معارض سوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله